مع بدء حوار سوري اسرائيلي الجولاني يلتقى مستشارا أمنيا للإحتلال في أبو ظبي
*"إسرائيل" تعلن تمسّكها بالجولان السوري لتثبيت وجودها العسكري في المنطقة
العالم/ التقى أبو محمد الجولاني رئيس حكومة سورية المؤقتة بمستشار الأمن القومي الإسرائيلي في أبو ظبي خلال زيارة الجولاني للإمارات يوم الاثنين. هذا وأعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك أن "الحوار بين سوريا و"إسرائيل" بدأ والجميع يسرع للتوصل إلى اتفاق".
وفي تصريح له بعد لقائه الرئيس اللبناني جوزيف عون في قصر بعبدا، قال باراك: "نريد وقف الأعمال العدائية على الحدود السورية الإسرائيلية" وفق قوله.
وشهدت الأسابيع الماضية تصاعداً لافتا في التقارير التي تتحدث عن اتصالات مباشرة بين سوريا و"إسرائيل"، والتي خرجت من دائرة التسريبات إلى التصريحات شبه الرسمية، خصوصا بعد أن أعلن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، عن إشرافه الشخصي على حوار سياسي وأمني مباشر مع الحكومة السورية المؤقتة.
وكان الصحفي فراس دالاتي قد نشر على صفحته في فيسبوك بأنّ وصول الجولاني إلى العاصمة الإماراتية تزامن مع وصول طائرة خاصة من "إسرائيل" من نوع bombardier challenger 604 تحمل الرمز M-ABGG
وهي طائرة تمّت الإشارة إلى استخدامها سابقاً من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في رحلات شبه دورية إلى عواصم في المنطقة. وسبق لوسائل إعلام إسرائيلية الإشارة إلى أنّ الجولاني قد التقى مسؤولين إسرائيليين خلال زيارته للإمارات في شهر نيسان (أبريل) الفائت.
في السياق، ذكرت قناة العالم الاخبارية، أنه شطبت الولايات المتحدة «هيئة تحرير الشام»، من قوائم الإرهاب، فيما أعلنت بدء تواصل مباشر بين الجولاني وتل أبيب، في تمهيد لمسار التسوية والتطبيع.
وأجرى المبعوث الأميركي إلى سوريا، والذي يشغل منصب سفير بلاده في أنقرة أيضاً - ويتمتّع بعلاقات قوية مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ومع دول الخليج الفارسي بشكل عام -، خلال الفترة الماضية، جولات مكّوكية بين عواصم عربية وتل أبيب، قبل أن يصل إلى بيروت، حيث أعلن بدء التواصل بين تل أبيب ودمشق التي من المُنتظر أن يزورها خلال الساعات القادمة، ليدشّن، على ما يبدو، انطلاق مسار الحوار المباشر. وفي مرحلته الأولى، يهدف هذا الحوار إلى التوصّل إلى اتفاقات أمنية تتم خلالها حلحلة بعض المشكلات بين الطرفين، في ظل إعلان "إسرائيل" تمسّكها بالجولان السوري، ومساعيها لتجذير وجود عسكري طويل الأمد في المناطق التي احتلّتها بعيد سقوط نظام بشار الأسد، والتي تشمل مساحات واسعة من القنيطرة وريفَي دمشق ودرعا، بما فيها من مرتفعات جبلية استراتيجية، ومنابع المياه العذبة.
هذا وتلتزم الإدارة السورية الجديدة الصمت حيال السيناريوهات التي يجري تسريبها حول ما يمكن التوصّل إليه من اتفاقات مع كيان "إسرائيل".
هذا ويبدو قرار الولايات المتحدة شطب «هيئة تحرير الشام» من قوائم الإرهاب بالتزامن مع زيارة مبعوثها إلى بيروت وإعلانه بدء التواصل بين الإدارة السورية وتل أبيب، بمثابة دفعة أميركية لهذا المسار، خصوصاً أن القرار موقّع بتاريخ الـ23 من حزيران الماضي.
وفي إطار إعلانها عن الخطوة، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أنه سيتم تطبيق الأمر ابتداءً من يوم امس، في وقت قدّمت فيه واشنطن مسوّدة قرار تقضي بشطب اسم الشرع و(الجولاني) وجماعته «هيئة تحرير الشام» من قوائم الإرهاب الأممية، على أن يتم تنفيذ هذا الإجراء قبل شهر أيلول المقبل، والذي سيشهد مشاركة (الجولاني) في اجتماعات الأمم المتحدة، باعتباره أول رئيس سوري (ولو مؤقتا) يتحدّث من على منبر الأمم المتحدة في نيويورك منذ نحو ستين عاماً.