بيان للعلماء والنخب من أهل السنة في إيران
أصدر علماء أهل السنة بيانا جاء فيه: بصوتٍ عالٍ واستناداً إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، أن الوقوف والمقاومة في وجه الكيان الصهيوني واجب شرعي وقد حان الوقت ليتحد قادة الدول الإسلامية والمفكرون والمجاهدون ليكونوا «أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ»، وليكونوا يداً واحدة.
فقد أصدر المفكرون والعلماء والنخب من أهل السنة في إيران، بيانا موجهاً إلى القادة والمفكرين والنخب في الدول الاسلامية أكدوا فيه على ضرورة الوعي والمواجهة للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية ومؤامراتهم للحيلولة دون تحقق نواياهم الخبيثة. وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ"
قادة الدول الإسلامية، العلماء والمفكرون الشرفاء في العالم الإسلامي، الشباب المسلم العزيز!
نهنئكم بانتصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أمريكا والكيان الصهيوني، والذي يعدّ انتصاراً للإسلام على الكفر، ونرفع إلى مقامكم هذا البيان:
إن الكيان الصهيوني الخبيث، الذي تشكلت نطفته غير الشرعية بالعنف وبالأجندة البريطانية والأمريكية القذرة، لا يزال قائماً مثل غدة سرطانية تنخر في جسد العالم الإسلامي.
هذا الكيان الدموي، الذي احتل القدس الشريف وأولى القبلتين بدعم من حلفائه الكفار، لا يمرّ يوم إلا ويقوم بارتكاب مجازر جديدة ضد الأطفال والنساء الفلسطينيين العزل، واستمر هذا الظلم حتى طفح كيل الشباب الغيور في غزة، حيث سطروا في السابع من أكتوبر ملحمة لا نظير لها، وتحدوا الهيمنة الوهمية لهذا الكيان وداعميه في الأبعاد الأمنية والعسكرية وحتى الاقتصادية، بعملية "طوفان الأقصى".
بعد هذا الحدث، نهضت فئة من مجاهدي الدول الإسلامية استجابةً لقوله تبارك وتعالى:
"وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ"،
فانتصروا للشعب الفلسطيني الأعزل، وتحملوا تكاليف هذه المواجهة مع الكفار بكل وفاء وتفانٍ.
لذا، فإن هذه الغدة السرطانية وبدعم من أمريكا المعتدية وبعض الدول المنبطحة عمدت إلى شنّ حرب على المسلمين الداعمين لفلسطين، وقامت بقصف بعض الدول الإسلامية وارتكاب مجازر في حق العديد من العزل، إضافة إلى اغتيال مجاهدين مثل الشهيد السيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين، ومجاهدين آخرين من فلسطين مثل الشهيد إسماعيل هنية والشهيد يحيى السنوار، حيث كان ذنبهم الوحيد الدفاع عن المسجد الأقصى، قبلة المسلمين الأولى، والدفاع عن المظلومين من الأطفال والنساء.
هذا الكيان المجرم والدموي، الذي كان يزعم أنه لا يوجد من يواجهه في العالم الإسلامي، وكان يعيش نشوة انتصارات وهمية من هجماته على المسلمين العزل، وبمساندة من أمريكا المجرمة، قرر فجأة الهجوم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بوصفها أكبر داعم للشعب الفلسطيني المظلوم، وتوهّم أنه قادر على إسقاط الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لكنه تورّط في مستنقع عميق، في الوقت الذي لم يتمكن فيه من محو راية حركات المقاومة مثل حركة حماس وعجز عن محاربة اليمن واضطر للاستسلام.
اليوم قرر الكيان الصهيوني الغاصب بالتعاون مع أمريكا وداعميه الغربيين شنّ حرب على كل الدول الإسلامية واحدة تلو أخرى. فإذا كانت هجماتهم السابقة على فلسطين ولبنان واليمن، فقد اتجهوا الآن نحو إيران. وقد تحدّث ترامب بكل وقاحة وبما يتنافى مع جميع القوانين الدولية وهدّد باستهداف قائد الثورة الإسلامية، بوصفه قائدا كبيرا في جبهة المقاومة الإسلامية، فاعلموا أن الدور قادم على بقية الدول الإسلامية وزعمائهم لا محالة، حيث إن الكفار قد بدأوا حربا حضارية، وصراعا بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية، وما أشبه اليوم بيوم الأحزاب حيث "بَرَزَ الْإِسْلَامُ كُلُّهُ إِلَى الْكُفْرِ كُلِّه".
اليوم، هو اليوم الذي نعلن فيه، نحن المفكرين وأصحاب الرأي من أهل السنة في إيران الإسلامية، بصوتٍ عالٍ واستناداً إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، أن الوقوف والمقاومة في وجه هؤلاء الكفار واجب شرعي، وقد حان الوقت ليتحد قادة الدول الإسلامية والمفكرون والمجاهدون ليكونوا "أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ"، وليكونوا يدا واحدة ينتقم بها الله من المجرمين. لذلك يجب إعلان موقف صريح ضد الكيان الصهيوني، ومواجهة جميع القواعد والسفارات والشركات الأمريكية في كل أنحاء العالم، كما يجب تقديم دعم عملي لإيران، لوقف أي زحفٍ وعدوان آخر لهؤلاء الكفار، ولا ينبغي أن يخافوا لوم المستكبرين، فاليوم هو يوم معركة الإرادات.
بعون الله وبإرادة موحدة صلبة، فإننا قادرون على كسر هذا العدو وهزيمته، وستخرج إرادة الاستكبار من الساحة، وستعود العزة والشوكة والكرامة للأمة الإسلامية، وسيكون لإيمان هذه الأمة دور حاسم في تحديد المعادلات الكبرى في العالم.
اليوم هو يوم الاختيار والإرادة والعمل، وهو اليوم الذي يتوجب علينا العمل بناءً على قوله جل جلاله: "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"،
وكونوا على يقين بأن الثبات في طريق الحق سيأتي بالنصر والفوز، كما قال الله تعالى:
"وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جمع من المفكرين والعلماء والنخب السنة في إيران