kayhan.ir

رمز الخبر: 209157
تأريخ النشر : 2025July07 - 20:31

واشرقت الارض وسط عتمة تلك الليلة

 

حسين شريعتمداري

 كانت منتصف الليل ... اعني ليلة عاشوراء هذا العام .... من المفترض ان تكون حاضراً لترى المشهد، فالخطيب يلقي خطبته كالليالي الفائتة، وصفوف حشود متراصة عجت بها حسينية الامام الخميني "قدس سره"، والجميع آذان صاغية ... واذا بانفجار كبير يحدث وتشع انوار ساطعة ارجاء المكان. انه انفجار نور، وكأنها الشمس تشرق لا كما عودت الكون لعدة مليارات من السنين، فهي تبزغ منتصف الليل...

واذا بالحشود تهتف بصوت واحد يصّعد من اعماق وجودهم: "حيدر،حيدر". ولماذا حيدر؟ وكأنه، ولكن لا "كأن" لم يعثروا على مصطلح يصف ما يرونه. انه نور حيدري يشاهدونه بوضوح في سيماء ولده انها النورانية والاقتدار... ليتكم كنتم وشهدتم تلك اللحظة التاريخية، حين أميط عن الستار واذا بالطلعة الوضاءة لسماحة قائد الثورة تملأ الحسينية، فتسارع انتشار الخبر كالبرق في اسماع جميع الوالهين، وترجيح الاصداء هنا وهناك وكل مكان أن:  

لقد تخطيتَ عتبةَ الباب

                           فأغمي علي من فورِ

فانطبقت عليّ بانتقالي من عالمٍ

                                    الى آخر قضية الدورِ

ونيابة عن جميع الناس، تفوه الحاج محمود كريمي "مداح أهل البيت" مقبلاً ناصية الادب وبلسان فئات الشعب العظيمة قائلاً "نحن فدى لك يا سيدي"....

ان ليلة العاشر من محرم هذا العام قد اعتلت جيد التاريخ ليتم نقل حكاية هذه الليلة التاريخية كابر عن كابر.... قصة شعب وفيّ مضحّ قد واكب مقتداه ومراده... شعب قد أنبأ عمار مالكاً في خضم حرب صفين ببشارة قدومه... حين تأوه مالك متحسراً وهو يقول: "ليت بامكاننا ان نذهب بعلي الى عصر يعرف اهله منزلته. فكانت اجابة عمار شرح حال شعب هم في اصلاب الاباء وارحام الامهات، وحين يحل ذلك العصر الذي يتمناه مالك، وسيلبون من كل حدب وصوب، انه شعب تجاوز الـ"أنا" والـ"نحن"، لا يختمر في رؤوسهم شهوة المنافع ولا في قلوبهم هم الملك وعدمه. اذ ملأت حشاشة القلب الاسلام المحمدي الاصيل، ويعتبرون علياً عليه السلام امامهم ومولاهم ومقتداهم... حقاً لم سجدت الملائكة لآدم؟!