kayhan.ir

رمز الخبر: 208998
تأريخ النشر : 2025July02 - 19:19

هل تنتهي الحرب على غزة قريبًا؟

 

زهراء جوني

تتداول الأوساط السياسية، في كيان العدو وخارجه، السؤال عن إمكان إنهاء الحرب في قطاع غزة بعد الاستنزاف في تحقيق "إسرائيل" أهدافها، ويكثر هذا السؤال بعد انتهاء الحرب "الإسرائيلية"-الأميركية على إيران.

مردّ هذا السؤال يعود إلى تقارير إعلامية نشرت، في الأيام الأخيرة، تفيد بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى لإقناع رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بالموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وعلى الرغم من عدم اتضاح الموقف "الإسرائيلي" وحقيقة نواياه بشأن إيقاف الحرب، فقد برز تصريح جديد لنتنياهو يشير فيه إلى اقتراب التوصل إلى حل والعودة الى تفعيل مسار المفاوضات وفقًا لاقتراح ويتكوف السابق، كما برز تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدث فيه عن طرح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا. 

هذه المعطيات كلها تعيدنا إلى واقع الجولات السابقة، وما حملته على مستوى الضغوط الأميركية غير الفعّالة من جهة، ومواقف الكيان الملتبسة وغير الواقعية بشأن إيقاف الحرب من جهة أخرى.. فهل تكون الحرب الأخيرة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وما أنتجتهُ بعد صمود إيران وفشل الأهداف الأميركية و"الإسرائيلية"، قد ألقت بمفاعيلها على صنّاع القرار في الولايات المتحدة الأميركية ودفعتها لإتخاذ قرار التهدئة في الساحات المختلفة في المنطقة ومن بينها ساحة غزة؟

مما لا شكّ فيه أن الأحداث المتسارعة، في المنطقة، تصعّب الإجابة عن كثير من الأسئلة المرتبطة بمصير كل ساحة من ساحات المواجهة، وإن كان العمل لإضعافها ما يزال قائمًا. لكن انتصار إيران صعّب المهمّة وعزّز الساحات، وأدخل المنطقة برمّتها في مرحلة جديدة. أما السؤال الحقيقي فهو: "لماذا يريد ترامب إنهاء الحرب على غزة فيما لو صحّت الضغوط الأميركية على كيان العدو في هذا السياق؟.

قد تكون التقارير التي أوردتها هيئة البثّ "الإسرائيلية" العامّة وموقع "واللا" الإلكترونيّ وموقع صحيفة "يسرائيل هيوم"، وصحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكترونيّ "واينت"، كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال. بحسب التقرير، إنّ ترامب يسعى لإنهاء الحرب بهدف التفرّغ لمسألة التطبيع مع السعودية وإنجاز ما يسمّيه بالصفقة الكبرى على مستوى المنطقة، ووفقًا للتقرير، يهدف ترامب ونتنياهو إلى: "الإسراع في إبرام اتفاقيات سلام جديدة مع الدول العربية، في جزء من توسيع نطاق اتفاقيات إبراهام"؛ بحسب ما ورد في الإعلام الإسرائيلي".

كما تذهب مجلة "نيوزويك" الأميركية إلى الحديث عن الفكرة نفسها مؤكدةً، نقلًا عن مصدر مطلع على المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة، أن التوصل لاتفاق في القطاع ممكن جدًا، وأن ترامب يبذل قصارى جهده لإقناع "الإسرائيليين"، ما يؤدي إلى نقاش وتفاوض أهم يرتبط بمستقبل "اتفاقية السلام الإسرائيلية- الفلسطينية"؛ بحسب تعبير المجلّة.

إذًا، مهما كان الجواب عن السؤال عن إمكان انتهاء الحرب في غزة، فإنّ مفاعيله لن تكون سهلة، وتحمل في طيّاتها مخاطر عديدة، سواء استكمل الاحتلال عملية الإبادة الممنهجة على أبناء قطاع غزة، أم نجح الضغط الأميركي على الكيان في التوصل إلى اتفاق يقضي بإنهاء الحرب والدفع باتجاه استكمال المشروع الأميركي - "الإسرائيلي" في التطبيع مع الدول العربية في المنطقة.

يبقى الرهان على المقاومة في صدّ هذه المشاريع وحماية القضية الفلسطينية من الأطماع الأميركية و"الإسرائيلية".