kayhan.ir

رمز الخبر: 208640
تأريخ النشر : 2025June25 - 21:49

العالم الاسلامي يستقبل شهر محرم الحرام خير استقبال

 

----------------------------

في كل عام يستقبل العالم الاسلامي، وخاصة في الجمهورية الاسلامية في ايران، حيث يتهيأ أهالي عموم المحافظات لأداء المراسم والتقاليد الخاصة بهذا الشهر الحرام، شهر محرم. ولطالما حمل محرم بصمته الخاصة في المدن الايرانية؛ ومنها مراسم عاشوراء حيث يحيي مختلف الأقوام هذه الواقعة التاريخية وفقاً لعادات وتقاليد متنوعة تعكس اعتقادا واحداً وهو التزام بعزاء الامام الحسين (ع).

هذه التقاليد والعادات المحببة توارثها السكان عن أجدادهم وتناقلوها فيما بين مدنهم، وبعضها لازال يحتفظ برونقه وبعضها الآخر شهد ضعفا في المدن الكبرى. كما يجب إلى الاشارة إلى أن الكثير من كتب التراث قد أشارت إلى هذه المراسم والعادات وكيفية تناقلها عن الأجداد شفاهياً مع توضيح الروايات المختلفة التي تقوم عليها هذه المراسم.

فتشهد الشوارع في العاصمة طهران وغيرها من المحافظات الإيرانية عرض أنواع الرايات والستائر السوداء التي تحتوي على نقوش خاصة بمراسم العزاء في أيام عاشوراء، وذلك إستعدادا لاحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام.

ان في هذا الشهر الحرام سجل التاريخ اروع ملحمة بطولية عرفتها البشرية وأنصع صفحة من صفحاته عندما وقف أبو الأحرار الإمام الحسين عليه السلام متحدّياً الظلم والاستبداد في سبيل إحقاق الحق وإماتة الباطل، قدم فيها نفسه الزكية واصحابه وأهل بيته، فأصبحت وقفته تلك خير درس لكل أمة تنشد الحرية والكرامة، التي تجلت فيها أروع دروس التضحية والإباء، فبقيت حية في ضمائر الامة الى ان اصبح الحسين عليه السلام نبراسا وعنوانا وعِبرة لكل الاجيال ولكل الاديان ولكل الطوائف ولكل الشرائح ولكل القوميات ولكل الاحرار في العالم الذين يزداد لهب الحب والعشق للحسين في قلوبهم ..

فالدور الكبير لنهضته المباركة (عليه السلام) في كربلاء كانت في بناء الإنسان وقيمه الأخلاقية، وعاشوراء كان مشروع استنهاض ووحدة ومشروعاً تعبوياً وإصلاحياً.. فكل يوم عاشوراء مع كل يوم يتفشى فيه الظلم والفساد ومع كلّ يوم يُسبى فيه الحق أسيراً إلى زنازين الظالم الذي يتربص بأمتنا ويحاول تمزيق جسد الامة وزرع الفتن وحصارها وتهديدها وتجويعها وشيطنتها ومحاربتها. وكل يوم كربلاء مع كل يوم يصبح فيه العدو عند البعض صديقاً ويصبح فيه الاستسلام والتطبيع والعمالة والخيانة مشروعة، وتصبح فيه مقدسات وثروات الامة مستباحة.. ألم يقدم الحسين نفسه لتحيا الامة ودينها واسلامها وانسانيتها بعزة وكرامة؟