kayhan.ir

رمز الخبر: 208091
تأريخ النشر : 2025June15 - 20:12

برز الايمان كله للكفر كله

 

ضمير التاريخ يحمل في طياته جولات الصراع التي يخوضها ارباب الحق والحقيقة في مواجهة الظلم والظلمات على تفاوت بين المستويات  فكانت منازلة علي امير المؤمنين عليه السلام  لعمر بن ود العامري المصداق الابرز لمقولة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم  بان الايمان كله قد برز للكفر كله . وهكذا كانت وقفة الحسين بن علي عليهما السلام امام جيش يزيد . واما في عالمنا المعاصر وحيث تغطرس الكفر وتجبر واستجمعت الكفرة قواها من كل حدب وصوب محاولة رسم خارطة جديدة للمبادئ والقيم في الارض تحت مسمى نهاية العالم او الشرق الاوسط الجديد  ولا من ناصر ولا من يذب عن الشرفاء والمستضعفين  فيمعنون بهم القتل والتنكيل  واقتطاع الاراضي  والتهجير . حتى اذا اشرقت الارض بنور ربها وبرزت  الجمهورية الاسلامية الايرانية وسط الدياجير المكفهرة بظلماوية قاتمة انتعشت الامال  واثلجت الصدور  وتعالت على الوجوه السرور بان اولاد علي والحسين  عليهما السلام قد اختطوا درب الاباء في مخاض لا تراجع عنه  اهونه خرط القتاد .

ان الهجوم الارهابي الذي شنه الكيان الصهيوني المجرم على الجمهورية الاسلامية الايرانية وانتهاكه للامن  القومي والسيادة الوطنية لايران  بتنسيق مع اميركا  التي تقود السيناريو من خلف الكواليس بينما كان يوحي ترامب بانه مخلص للمسار التفاوضي  وانه يحذر نتنياهو من القيام باي عمل عسكري ولايريد التورط بالحرب  بشكل او غير مباشر  وليس طرفا في اي نزاع . هذا الهجوم ووجه بمئات الصواريخ لتحقق  دمارا غير مسبوق على تل ابيب  وحيفا ومدن اخرى . وقد يكون الاعتداء وعدوان الكيان الصهيوني الغادر على ايران مؤلما جراء  استشهاد عدد كبير من المدنيين واستهداف قادة عسكريين وعلماء نوويين غدرا وهم في منازلهم مع عوائلهم  الاان الرد الايراني جاء كالصاعقة بحجم الصواريخ والمسيرات وبنماذجها الجديدة غير المعروفة وتنوع مراكز الاستهداف  بدء ا من اعماف تل ابيب لتطال وزارة الحرب ومراكز المخابرات  ومواقع عسكرية في مدن شمال الاراضي المحتلة وقواعد جوية في النقب  عابرة اهم منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلي الاميركي فقلبت ايران الطاولة على الكيان وراعيه وحولت التهديد الى فرصة لاثبات قوة المقاومة ومصداقيتها مخيبة امال اعداء المقاومة بان صمود الجمهورية الاسلامية الايرانية كرائدة للمقاومة  يستند الى قوة حقيقية بصلابة  مؤسساتها ومتانة عقيدتها والالتفاف الشعبي حول النظام الاسلامي .

ان الرد الايراني جاء قويا وليس انفعاليا وذلك بانتقاء  الاهداف بعناية  وعبر استخدام رؤوس  حربية  ثقيلة توصل رسالة للعدو بان ايران تخوض حربا وستمضي في الشوط  الى نهايته بان امن ايران وسيادتها  خط احمر .

ولعل رسائل القوة السياسية  التي ارسلها سماحة القائد الامام الخامنئي  قد ابطلت رهانات اميركا واسرائيل  في التهديد والتخويف . فاول رسالة وجهها سماحته مساء الجمعة في خطاب  متلفز الى الشعب الايراني  يقول فيها – ستعمل القوات المسلحة بقوة وستجعل الكيان الصهيوني  الخبيث في حال يرثى عليه ...ولن يفلت من العقاب  اذ ارتكب خطا جسيما وزلة كبرى وخطوة خاطئة تماما  وان عوافبها بعون الله ستدمره وتجعله يندم  فلن يتغاضى الشعب الايراني  عن دماء شهدائه  الاعزاء ولن يصمت عن انتهاك اجواء بلاده ... وستكون الحياة مريرة لهذا الكيان . ولايظنوا انهم ضربوا وانتهى الامر لا  هم من بداوا  وهم من اشعل نار الحرب ولن نسمح لهم بان يخرجوا سالمين من هذه الجريمة الكبرى –

فكان الرد بعملية  - الوعد الصادق 3 – استجابه لامر قائد الثورة الاسلامية والقائد العام للقوات المسلحة ومطالب الشعب الايراني الابي  هو جزء من الرد على دماء الابرياء ففتح ابواب جهنم على الكيان الصهيوني الذي اسمى عدوانه على ايران بعملية – الاسد الصاعد – اي انها تتعامل مع المنطقة  كغابة هي اسدها المفترس له اهدافه الاستعمارية والاستيطانية التوسعية ومدعوم من اميركا دون قيود  وان العدوان متاصل في جوهر هذا النظام .

ان الروح المعنوية العالية للشعب الايراني بتوجيه وقيادة قائد الثورة الاسلامية  واخلاص مسؤولي النظام الاسلامي ستجعله يخرج من هذه المواجهة الشرسة مرفوع الراس بعد ان ينهي سردية الكيان الصهيوني – من النيل الى الفرات – ويلص المنطقة برمتها من ذريعة اختلقها الغرب باسم معاداة السامية والرجوع لارض الميعاد وتكون نهاية هذه الحرب محو اسم اسرائيل  من خارطة السياسة العالمية فالايمان كله قد تجسد اليوم في راية ولاية الفقيه التي الت على نفسها الا وازالة الكفر كله المتمثل اليوم بالكيان الصهيوني ومن يدعمه .