kayhan.ir

رمز الخبر: 207839
تأريخ النشر : 2025June09 - 19:57
قررت بضغوط أميركية-أوروبية..

طهران: اعداد حزمة ردود واسعة على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

 

 

 

 

 

* رد إيران على المقترح الأميركي حول البرنامج النووي معقول ومتوازن ومنطقي

 

*بعض الدول الأوروبية لها مشاركة فعالة في البرنامج النووي للكيان الصهيوني

 

*لا يمكن تجاهل الوضع المؤلم في فلسطين المحتلة في ظل صمت المنظمات الدولية

 

*يجب منع كيان الاحتلال من التأثير على المسارات الدبلوماسية للدول الأخرى

 

طهران-تسنيم:- انعقد المؤتمر الصحفي الأسبوعي للمتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، بحضور ممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية امس الاثنين، حيث أجاب خلاله على أسئلة الصحفيين بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

بقائي تطرق في مستهل حديثه، إلى التطورات الدولية الراهنة، مؤكدًا أن "ما لا يمكن تجاهله هو الوضع المؤلم في فلسطين المحتلة"، مشيرًا إلى استمرار "الإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية في ظل صمت المنظمات الدولية".

وأوضح أن الأسبوع الماضي شهد استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) ضد قرار يدعو إلى وقف الإبادة، وهو ما يعكس – حسب تعبيره – "انحياز واشنطن ودعمها العلني للكيان الصهيوني".

وأشار المتحدث إلى مقتل أكثر من 150 مدنيًا بريئًا خلال الأيام القليلة الماضية، مؤكدًا أن "على المجتمع الدولي أن يتحرك بجدية لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية المستمرة".

وأشار بقائي إلى الهجوم على سفينة مادلين التي كانت تحمل مساعدات إنسانية لفلسطين، واصفًا ما حدث بأنه "عملية اختطاف في المياه الدولية"، وقال: "هذه السفينة أبحرت قبل عدة أيام، وما جرى يُعدّ من الناحية القانونية قرصنة بحرية. كما أن الهدف من الهجوم، أي منع إيصال المساعدات ووقف الإبادة، يُعدّ جريمة أيضًا".

وأضاف: "هذه الحادثة تؤكد مجددًا على أهمية الدور والمسؤولية التي تقع على عاتق الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومجلس الأمن الدولي، من أجل التحرك الفوري لرفع الحصار عن غزة. لا يوجد أي مبرر لصمت المؤسسات الدولية تجاه الجرائم المستمرة".

وفيما يخص جلسة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي انعقدت امس الاثنين، وما يُتداول عن احتمال صدور قرار ضد إيران، قال بقائي إن "هذا التحرك يعكس نية بعض الدول المؤثرة في دفع الوكالة نحو مواجهة مع إيران، رغم أن طهران لطالما التزمت بالتعاون على أساس اتفاقيات الضمانات".

وتابع: "خلال العام الماضي قمنا بعدة خطوات مهمة في إطار التعاون، إلا أن الوكالة، وللأسف، ونتيجة للضغوط السياسية التي تمارسها ثلاث دول أوروبية إلى جانب الولايات المتحدة، قررت إعداد ما يسمى بالتقرير الشامل. لا شك أن الرد على المواجهة لن يكون بالمزيد من التعاون. إيران أعدت مجموعة من الإجراءات، والجانب المقابل مطلع عليها، وسننفذ طيفًا واسعًا من الردود، بل وأكثر مما ذُكر حتى الآن".

وردًا على سؤال بشأن قرار الإدارة الأميركية بحظر دخول مواطني بعض الدول، ومن بينها إيران، وصف بقائي القرار بأنه "عنصري وتمييزي"، وقال: "هذا القرار يمثل انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان، لأن معيار الحظر هو الجنسية والدين، وغالبية الدول التي يشملها القرار ذات أغلبية مسلمة. هذا بحد ذاته مرفوض من الناحية القانونية والأخلاقية".

وأكد بقائي أن "هذا القرار يعكس مجددًا عمق العداء الأميركي تجاه الشعب الإيراني"، معربًا عن رفض طهران لهذا الإجراء الذي "يندرج ضمن سلسلة من السياسات العدائية التي تنتهجها واشنطن بحق إيران".

وردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية على تصريحات مارك روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، التي قال فيها إن إيران تستخدم التخصيب كوسيلة للردع، قائلاً: هذا الكلام غير دقيق. ليس صحيحًا على الإطلاق أن كل دولة تمتلك برنامج تخصيب لديها نوايا تسليحية. العديد من الدول تقوم بعمليات التخصيب دون أن تمتلك أسلحة نووية. الوقوف في وجه أطماع أي طرف هو ما يُشكل عنصر الردع الحقيقي. التخصيب جزء من الصناعة النووية، وهو موضوع غير قابل للتفاوض أو المساومة، لأنه صناعة محلية تم تطويرها على مدى عقود بجهود علمائنا. ولا يحق لأي دولة أن تُبدي رأيًا حول هذا الحق.

وفي ما يتعلق بتفاصيل المقترحات الأمريكية بشأن رفع العقوبات، قال المتحدث: لقد أكدنا مرارًا على ضرورة رفع العقوبات، ولا يمكن التوصل إلى اتفاق دون إدراج مطالب إيران المشروعة. نعتقد أن أبرز مطالب إيران تتمثل في الحفاظ على المنجزات النووية ورفع العقوبات بشكل فعّال. والسؤال لماذا لم يتم تضمين هذه المسائل في النص الأمريكي يجب أن يُطرح على الطرف الآخر. نحن مصرّون على حماية مصالح الشعب الإيراني، وأي مقترح لا يُراعي هذين المطلبين غير مقبول لدينا.

في ما يتعلق باحتمال التمهيد لتفعيل آلية "سناب‌ باك" والتشاور مع الأوروبيين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: برنامجنا النووي سلمي بالكامل، ولا يوجد أي مبرر لإحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن. وإذا كان هناك من يسعى لاختلاق ذريعة، فلا حاجة لآليات من هذا النوع، فقد سبق أن وُجهت اتهامات لإيران في عام 2006 من دون وجود مثل هذه الآلية.

وحول مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أوضح بقائي أن البرنامج النووي الإيراني يخضع لأقسى آليات التفتيش من قبل الوكالة. توجد بيانات تُظهر مدى خضوع إيران للرقابة، وفي الوقت نفسه، نشهد تصعيدًا في التوترات ضدها.

وفي ما يخص الأنباء المتعلقة بحصول إيران على كم هائل من المعلومات الأمنية من الكيان الصهيوني وتأثيرها على المفاوضات، قال: لقد تحدثت الجهات الأمنية المختصة عن حجم المعلومات. من جانبنا، لا يؤثر ذلك على موقفنا الثابت من الكيان، فنحن لا نعترف به، وهو كيان احتلالي لم يجلب للمنطقة سوى العدوان والحروب، وما زال يحتل أراضي دولتين.

أما بشأن تأثير هذه المعلومات على المفاوضات المقبلة، فإن ما كان واضحًا لدينا من قبل هو المشاركة الفعالة لبعض الدول الأوروبية في البرنامج النووي العسكري للكيان الإسرائيلي، وهذا أمر معبّر. من غير المنطقي أن تطالب هذه الأطراف بمنع الانتشار النووي، في حين أنها تسهم بفعالية في تسليح الكيان الإسرائيلي. ومن جانب آخر، فإن السماح للكيان بالتأثير على مسار المفاوضات مع إيران أمر غير مقبول، ويجب على الأطراف الأخرى ألّا تسمح له بالتدخل في مساراتها الدبلوماسية.

وردًّا على سؤال حول المفاوضات مع الدول الأوروبية الثلاث وإجراءاتها ضد إيران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: لا شك أن نهج المواجهة الذي تتبناه الدول الأوروبية الثلاث لا يمكن أن يكون حافزًا للتعاون. نحن منذ بداية المحادثات غير المباشرة أعلنا استعدادنا لمواصلة الحوار مع الأوروبيين. وإذا تم استبعاد الأوروبيين من المسار الدبلوماسي لأي سبب، فهذا لا يمنحهم الحق باتباع نهج تخريبي. ما قامت به هذه الدول، وضمّها الولايات المتحدة إلى هذا المسار، يُظهر بوضوح أنها تدقّ طبول عدم التعاون والتصعيد. وبالتالي، لا ينبغي أن يتوقعوا من إيران اتخاذ خطوات إيجابية.

وفي ما يتعلق بمطلب إيران لمنطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط، قال بقائي: هذه المبادرة قديمة جدًا، إذ طرحتها إيران منذ السبعينيات، وانضمت إليها مصر لاحقًا. وهي مبادرة تحظى بقبول كل دول المنطقة، والكل يُقرّ بأن العقبة الوحيدة أمام تنفيذها هي الكيان الصهيوني. فإذا أردنا شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية، يجب ممارسة الضغط على هذا الكيان لتفكيك ترسانته النووية.

وردا على سؤال حول موعد إعلان إيران عن رأيها في المقترح الأمريكي وماهية تفاصيل المقترح، اوضح بقائي ان أي خطة لا تأخذ في الاعتبار حقوق ومصالح الشعب الإيراني، سواء في مجال الطاقة النووية السلمية، بما في ذلك التخصيب، أو في ضمان الرفع الفعال للعقوبات القمعية، هي خطة غير مقبولة بالنسبة لنا.
وتابع: لن أخوض في تفاصيل هذه الخطط حاليا، لكن المقترح الأمريكي، لم يتسم بخصائص المفاوضات الثنائية النشطة التي ينبغي أن تستند إلى التجارة ونتائج عملية التفاوض، ولم تكن هذه الخطة ثمرة جولات المفاوضات الأربع أو الخمس السابقة.
كما اشار الى ان ايران ستعرض خطتها المقترحة على الجانب الآخر قريبا عبر سلطنة عُمان بعد الانتهاء منها، موضحا ان هذه الخطة معقولة ومنطقية ومتوازنة، ونوصي الجانب الأمريكي باغتنام هذه الفرصة ودراستها بجدية، لأن قبولها سيكون في مصلحة أمريكا.

وفي ما يخص مستقبل المفاوضات والتناقضات في مواقف أمريكا، قال بقائي: نحن نواصل عملنا، ولن نجعل إدارة البلاد رهينة للمفاوضات مع الأطراف الخارجية. التغيير المستمر في مواقف الطرف الآخر يمثل مشكلة جدية في المسار الدبلوماسي. ونحن نتابع عن كثب المستجدات في السياسة الداخلية الأمريكية كذلك.