kayhan.ir

رمز الخبر: 207284
تأريخ النشر : 2025May28 - 21:15
مطبات وفخاخ خارجية ومحلية

‬عمر عبد القادر غندور

 يقدّر عدد السكان من اللبنانيين نحو 5.1 مليون مقابل 1.5 مليون لاجئ سوري، ما يجعل لبنان يضمّ أكبر عدد من اللاجئين.

وتقول المراجع التاريخية انّ كلّ من لبنان وسورية كانا تحت الحكم العثماني في ما كان يعرف آنذاك باسم جبل لبنان، وكان موطناً للأقليات المارونية والدروز الذين هاجروا من جميع أنحاء المنطقة بما في ذلك سورية الحديثة، وهذه الاختلافات الدينية بالإضافة الى العزلة النسبية بسبب التضاريس الجبلية المصحوبة بحقيقة ان جبل لبنان حافظ على وضع الحكم الذاتي في الدولة العثمانية الاسلامية ما ادّى بالعوامل المختلفة الى تقسيم البلدين تحت الانتداب الفرنسي.

ونتيجة الحرب في سورية والتي بدأت عام 2011 شهد لبنان هجرية سورية وبأعداد كبيرة، ومن ثم أدّت التطورات السياسية الى وجود كتلة بشرية سورية في قلب لبنان.

وبعد ان قدّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب هديته الكبيرة الى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برفع العقوبات عن سورية، وبدء العمل لإسقاط «قانون قيصر» اللعين الذي أذاق السوريين الظلم المرير !

ومن المتوقع من مفاعيل القرار الأميركي وما سيليه من مشاريع استثمارية واعدة، ومن العرب خصوصاً، سيجعل طوابير العائدين السوريين العلامة الفارقة، وهو ما يريح لبنان على كلّ المستويات، بالإضافة الى فتح الموانئ السورية وتعبيد طرقات الترانزيت ان تتيح للبنان عودة أسواق العراق والأردن ومصر والسعودية، بالإضافة الى تعطيل التهريب من لبنان الى سورية وبالعكس، ووضع حدّ للتهريب بين البلدين، ويتوقع انّ تتدفق الاستثمارات على سورية بأكثر من 300 مليار دولار لإعادة اعمارها من جديد.

والواضح انّ المستجدات تبدو كأنها في سباق مع الأيام، ولا يمكن ان يكون في غير سرعة التطورات المتتالية، ما يفرض على لبنان الالتحاق بماراتون المستجدات وهو ما تحاوله نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الاوسط مورغان أورتاغوس مستعيدة مقولة «نزع سلاح المقاومة» ليس في الجنوب فحسب بل في كلّ لبنان، مشيرة الى إعجابها بالرئيس السوري الجديد الذي كان متجاوباً مع السعودية، وهو ما يجب على لبنان ان يفعله حسب قولها، بينما الرئيس الأميركي ألمح الى سلاح حزب الله قائلاً «انّ فرصة العمر تأتي مرة واحدة، منوّهاً بسمعة الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام؟

وفي آخر تحركات أورتاغوس المنتظرة أن تحث البعض على التصعيد، بينما رئيس الجمهورية يواصل معالجاته الهادئة رغم الضغوط الأميركية المنضبطة حتى الآن، في ضوء المبالغة السورية في تلبية الطلبات الأميركية وخاصة المتعلقة في «إسرائيل».

والغريب ان يُطلب من لبنان الذي تُحتلّ أرضه برغم اتفاق وقف إطلاق النار، ويستعرض فيه العدو الصهيوني قوّته وتحليق مُسيّراته التي تقتل يومياً مواطنين لبنانيين في محاولة لمنع عودة الأهالي الى قراهم، فيما لا أحد يقول للصهاينة: ما أحلى الكحل في عيونكم»!! ولا بدّ ان «سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7) الطلاق»

ولكن مقررة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا قالت انّ ما يحدث في قطاع غزة قد يصل الى مستوى تطهير عرقي وإبادة جماعية، ووصفت المجزرة التي تجري حالياً بأنها مأساة هائلة، بينما اتهم رئيس وزراء العدو نتنياهو بعضاً من اقرب حلفاء إسرائيل بالموقف الخطأ من الإنسانية! في اشارة الى كندا وبريطانيا وفرنسا! فيما كان تعليق الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش بأنّ «الفلسطينيين يعيشون أقسى مرحلة في حرب غزة».

وبالعودة الى المرحلة الصعبة التي يعيشها لبنان والمتضمّنة مطبات وفخاخاً محلية وخارجية، ولا ندري ما ستحمله عودة المبعوثة الأميركية مورغان اورتاغوس في زيارتها المرتقبة الى بيروت، والتي مهّدت لها بتصريحات عالية النبرة تدعو لبنان قبل ايّ شيء آخر إلى تسليم سلاح المقاومة للدولة، وفي الوقت الذي بات فيه أحمد الشرع المثل الذي يجب الالتحاق به للتقارب والتطبيع «الابراهيمي» تبقى الأحداث الجارية حالياً في سورية والتي لا تتناولها وسائل الإعلام تمثل الخطر الأكبر على لبنان، حيث حدودنا مع سورية وخاصة في الشمال، تشهد هجرة سورية الى لبنان، وتفيد تسريبات انّ الاشتباكات لم تتوقف في العديد من المناطق السورية ضدّ الاقليات!

ونختم بقول الله تعالى «فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا (84) مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا (85) النساء»