وصول أول قطار من الصين إلى الميناء الجاف "أپرين" في طهران
طهران-مهر:- شهدت إيران لحظة تاريخية مع وصول أول قطار شحن مباشر قادم من الصين إلى الميناء الجاف "أپرين" الواقع جنوب غرب العاصمة طهران، في خطوة تعزز موقع إيران كمحور استراتيجي في شبكات النقل الإقليمية والدولية.
ويقع الميناء الجاف "أپرين"، على بُعد 20 كيلومترًا من طهران في منطقة إسلامشهر، ويمتد على مساحة 700 هكتار، ويُعد نقطة ربط رئيسية لخطوط السكك الحديدية التي تخدم أربع محافظات مجاورة.
ويأتي هذا المشروع ضمن خطة شركة السكك الحديدية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتخفيف الضغط عن محطات الشحن المزدحمة في طهران، ورفع كفاءة وسرعة نقل البضائع عبر السكك الحديدية.
ويتمتع الميناء بقدرة استيعابية تصل إلى 30 قطارًا و18 خطًا و1000 عربة يوميًا، ويوفر حاليًا فرص عمل لنحو 500 شخص، مع إمكانية توسعته لتوفير نحو 5000 فرصة عمل عند التشغيل الكامل.
ويتميز المشروع باتصاله بالممرات الدولية، إذ من شأنه أن يكون حلقة مكملة في ممرات النقل شمال–جنوب، تشابهار–سرخس، وحتى محور الصين–أوروبا، ما يعزز دور إيران كمركز لوجستي محوري.
ومن بين أهم مزاياه أيضًا، دعم النقل السككي وتقليل الاعتماد على الطرق البرية، ما يؤدي إلى خفض تكاليف الشحن، وتقليل استهلاك الوقود والانبعاثات البيئية، بالإضافة إلى تخفيف الازدحام المروري في المحطات الحضرية مثل طهران، إسلامشهر وجوانمرد قصاب.
هذا وأعلن نورالله بيرانوند، معاون تأمين رأس المال والاقتصاد في النقل بالسكك الحديدية، أن ميناء طهران - أبرين الجاف سيستقبل استثمارًا بقيمة 5000 مليار تومان في المرحلة الأولى، بهدف تطوير اللوجستيات الحديدية في البلاد وجذب المستثمرين الأجانب.
وفي تصريح له خلال افتتاح المرحلة النهائية من ميناء طهران الجاف - أبرين، قال بيرانوند: "تمت بعض الاستثمارات في مجال القاطرات، ومن المتوقع توقيع عقدين آخرين مع القطاع الخاص قبل نهاية العام".
وأضاف: "في مجال البنية التحتية، الوضع أكثر تعقيدًا، حيث تشمل البنية التحتية تطوير الخطوط والمراكز اللوجستية والمخازن. ومع انخفاض رسوم الوصول، فإن الجاذبية للقطاع الخاص في هذا المجال أقل".
وأشار إلى أن "عقد خط سيرجان - كرمان مع القطاع الخاص تم توقيعه العام الماضي وهو قيد التنفيذ، كما أن هناك مشاورات جارية مع شركات التعدين والصناعة الكبرى لتطوير هذه الشراكات في إطار نموذج الشراكة العامة - الخاصة".
وأكد بيرانوند أن "ميناء طهران الجاف - أبرين يعد من أهم المراكز اللوجستية في البلاد وأكثرها ازدهاراً، حيث تم تسهيل آليات الاستثمار في هذه المراكز وتقليل الإجراءات".
كما أشار إلى أن السكك الحديدية تعمل بالتعاون مع شركات التشغيل والنقل على تطوير خدمات خاصة وقطارات شحن مخصصة لتلبية احتياجات هذه المراكز، مما يعزز دورها كمكمل للموانئ البحرية وداعم لسلسلة الإمداد في البلاد.
وأوضح أن "الهدف الرئيسي هو تطوير النقل بالسكك الحديدية، وتطوير المراكز اللوجستية، بما في ذلك أبرين، يتم وفقًا لهذا الاتجاه. المستثمرون الأجانب وفاعلو مجال الممرات الدولية للنقل هم في مقدمة أولوياتنا".
وأضاف: "يشارك مستثمرون أجانب ومشغلون من دول الجوار في هذا المشروع، ونجري مفاوضات مع متقدمين آخرين من دول مختلفة. كما أن إعادة تأهيل وتنشيط جميع المراكز اللوجستية هي على جدول الأعمال".
وأكد بيرانوند أن "دورنا في هذه المراكز هو توفير البنية التحتية والمساعدة في تطويرها، بينما تقع مسؤولية إنشاء المحطات التجارية وتقديم خدمات النقل على عاتق القطاع الخاص".
وفي ختام حديثه، أشار إلى أن "الاستثمار في البنية التحتية يجب أن يترافق مع استثمارات في مجال الأتمتة والرقمنة لزيادة تنافسية هذا الميناء مقارنة بالموانئ والمراكز اللوجستية المنافسة".
وأكد بيرانوند على أهمية التنسيق مع الموانئ الرئيسية في المنطقة، بما في ذلك الموانئ الحدودية في الصين وكازاخستان، لتحقيق تبادلات فعالة.