المرجعية وفي الوقت المناسب!!
مهدي منصوري
الفتوى التي اطلقتها المرجعية العليا بدعوة ابناء الشعب العراقي وبكافة طوائفه بالوجوب الكفائي للتطوع لان يكونوا الى جانب القوات الامنية في مكافحتها لعصابات داعش الاجرامية ومن لف لفهم وسارفي فلكهم من فلول النظام السابق ، وقد أخذت هذه الفتوى مداها لدى كل العراقيين وذلك بالتدافع نحو مراكز التطوع والذي شكل حدثا مهما في الازمة العراقية لم تشهد له مثيل من قبل، مما اثار حفيظة الارهابيين والذين يدعمونهم من بعض السياسيين المرتبطين بالنظام السابق والذين ارادوا تشويه صورة هذه الفتوى وتوظيفها بصورة سيئة من اجل كبح جماح ابناء الشعب العراقي من الاندفاع في التطوع لمكافحة الارهاب والارهابيين.
وقد اثيرت بعض الشبهات حول هذه الفتوى وذلك انها ستؤدي الى خلق حالة من الحرب الاهلية بين مكونات الشعب العراقي لانها تخص طرف دون آخر الا ان جماعة علماء العراق وغالبية علماء السنة وتشكيلاتها كالوقف السني ودار الفتوى وكذلك الزعامات الدينية للطوائف الاخرى من المسيحية والصابئة وغيرهم والذين اعلنوا موقفهم الصريح بتأييد فتوى المرجعية ومن خلال دعوة ابنائهم للتطوع بعد ان فتحت مراطز لذلك قد احبطت هذه الصورة المشبوهة.
اذن فان فتوى المرجعية العليا قد جاءت في وقتها المناسب لان خطر الارهاب قد بدأ يتهدد وحدة وامن الشعب العراقي بجميع طوائفه بل شكل خطرا على المقدسات الاسلامية في هذا البلد من خلال البيانات التي اصدرتها داعش مهددة بالوصول الى هذه المراقد وازالتها.
ولذلك فان فتوى المرجعية العليا قد شكلت منعطفا مهما وكبيرا بحيث وحدت الشعب العراقي ليقف صفا واحدا وراء قواته التي تخوض اقدس واشرف معركة ضد الارهابيين المرتزقة والمأجورين وازلام النظام السابق الذين يريدون تدمير العراق.
ومن الطبيعي جدا ان هذه الروح الجديدة التي انبعثت لدى العراقيين بفضل هذه الفتوى قد خلقت حالة من الرعب والخوف لدى اعداء العراق سواء كان من ارهابيين وسياسيين داعشيين والذين كانوا يشكلون غطاء لهذه المجموعات الارهابية. خوفا من ان تطالهم ضربات الجيش والقوات المسلحة الماحقة من خلال الخطط التي أعدتها في استعادة كل المواقع التي تسللت لها هذه المجاميع الارهابية. خاصة وان التقدم الكبير للقوات المسلحة على ارض المعركة والتي اوضحت وبصورة قاطعة تماسك هذه القوات وقدرتها على القيام بعمليات عسكرية ماحقة تدمر الارهاب والارهابيين وتقض مضاجعهم.
اذن وفي نهاية المطاف فان المرجعية العليا قد اعطت ومن خلال فتواها روحا جديدة قد تكون فريدة في حياة الشعب العراقي وذلك من خلال توحيد رؤاه وجهوده نحو العدو اللدود الذي لايريد له الحياة الكريمة الهانئة من جهة ومن جهة اخرى عكس أمرا مهما جدا الا وهو ان هذا الشعب يكن كل احترام وتقدير لمرجعيته العليا وانه يسير ضمن توجيهاتها الرشيدة.