kayhan.ir

رمز الخبر: 206728
تأريخ النشر : 2025May18 - 22:31
في "منتدى حوار طهران"..

عراقجي: لا ينبغي أن تبقى مصير المنطقة رهن قرارات وإرادة قوى خارجية

 

 

 

*سياسة ايران الخارجية تعتمد على التوازن والواقعية و لعب دور فعال في تشكيل نظام متعدد الأقطاب

 

* ردا على ويتكوف: التخصيب في ايران سيستمر والمطالب غير واقعية لن تفضي إلى نتيجة في المفاوضات

 

*ما يحصل في غزة من ارتكاب الجرائم انهيار لجميع المواثيق الأخلاقية والقانونية والسياسية الدولية

 

 

طهران-ارنا:- قال وزير الخارجية "عباس عراقجي" ان قضية غزة قد اثبتت مرة أخرى أنه علاوة على عجز النظام الدولي، فإن مصير المنطقة لا يمكن ولا ينبغي أن يظل رهن قرارات وإرادة قوى خارجية.

وخلال مشاركته في حفل افتتاح "منتدى حوار طهران"، استهل وزير الخارجة كلمته ،مشيدا بالسياسة التنموية للحكومة الحالية، قائلا: أتقدم بالشكر الجزيل لجميع الحاضرين على حضورهم القيّم، وخاصة رئيس الجمهورية الموقر، الذي أنعش الدبلوماسية الإيرانية والإقليمية برؤيته التنموية".

وبالاشارة الى تداعيات حرب غزة، لفت وزير الخارجية الى انه ومنذ تشرين الأول/اكتوبر 2023، استشهد أكثر من ستين ألف فلسطيني في قطاع غزة؛ وكان العديد منهم من النساء والأطفال، بالاضافة الى تهجير الملايين من الناس ووضعهم تحت الحصار وفي ظروف المجاعة الكاملة.

وفي هذا السياق، رأى عراقجي ان الذي انهار أمام أعين الجميع، هو مجموعة من "المواثيق الأخلاقية والقانونية والسياسية" التي كان من المفترض أن تشكل أسس النظام العالمي، موضحا ان ما يحصل في الواقع ،هو انهيار أسس الالتزام الجماعي والمسؤولية عن السلام والكرامة الإنسانية والضمير العالمي المشترك، مؤكدا على أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر.

هذا، و قال وزير الخارجية ان قضية غزة قد اثبتت مرة أخرى أنه علاوة على عجز النظام الدولي، فإن مصير المنطقة لا يمكن ولا ينبغي أن يظل رهن قرارات وإرادة قوى خارجية، مضيفا ان ما يقدمونه اليوم باعتباره "واقع المنطقة" هو في الأساس انعكاس لسرديات وتصورات مُصممة بعمق وفقا لمصالحهم، والتي تحتاج إلى إعادة تعريف وإصلاح من داخل المنطقة نفسها.

وأكد عراقجي أن منطقة غرب آسيا بحاجة إلى إعادة التفكير الجذري في تصورها لذاتها،موضحا ان التركيز طويل الأمد على المنافسات التي تنبع من وهم التهديد الدائم، قد منع تشكيل تعاون فعال لحل المشاكل الإقليمية والعالمية ومهد الطريق للتدخل المدمر من قبل القوى الإقليمية الخارجية.

وبيّن  عراقجي الى انه وفي ظل هذه الظروف، حددت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في ظل حكومة الرئيس بزشكيان، مسار سياستها الخارجية على ثلاثة محاور أساسية، تتمثل في تعظيم التفاعل مع الجيران، وتوسيع التعاون مع القوى الناشئة ودول الجنوب العالمي، وإرساء التوازن في العلاقات مع أقطاب وكتل القوة العالمية في شرق وغرب العالم، مضيفا بأن سياسة ايران الخارجية تعتمد على التوازن والواقعية.

وبالاشارة الى أن توسيع العلاقات مع الدول الآسيوية والإفريقية وأميركا اللاتينية يشكل أحد الخطوط الرئيسية لسياسة ايران الخارجية،قال: إن عضوية إيران في مؤسسات مثل مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، فضلا عن تعميق التعاون مع الدول الإسلامية وأعضاء حركة عدم الانحياز، تُظهر أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى إلى لعب دور فعال في تشكيل نظام دولي متعدد الأقطاب ومتوازن وعادل.

وتابع عراقجي: في نظرتنا للمنطقة، فإن أمن وازدهار كل دولة يرتبط ارتباطا وثيقا بأمن وازدهار جيرانها. وبناء على ذلك، فبدلا من الاستمرار في النهج الموجه نحو التهديد، من الضروري اعتماد نهج موجه نحو الفرص والسعي إلى الترابط الاقتصادي كأساس مستدام للسلام والاستقرار الإقليمي.

ولفت عراقجي الى ان ارساء اسلام والامن في المنطقة لايحقق إلا من خلال المناقشة الصادقة والشاملة للقضية الفلسطينية كونها اهم قضية مدرجة على جدول اعمال المنطقة واسرعها.

واضاف ان ايران تقترح حلا سلميا للقضية الفلسطينية وهو اجراء الاستفتاء الوطني بمشاركة جميع اهالي فلسطين منهم المسلمين والمسيحيين واليهوديين لاتخاذ القرار حول مستقبل هذه الارض.

وتابع: ان هذا الحل قائم على سيادة الشعب وهو حل شامل مستلهم من التجربة الناجحة من مكافحة التمییز العنصري في جنوب افريقيا و بامكانه ان يضع حدا لعقود من الاحتلال والعنصرية وانعدام العدالة ويمهد الطريق امام عودة اللاجئين الفلسطينيين وتشكيل دولة واحدة وشاملة في كافة ارض فلسطين التاريخية.

وفي معرض اشارته الى المفاوضات غير المباشرة بين ايران وامريكا، قال عراقجي: والى جانب القضايا الاقليمية، ان احد ابعاد السياسة الخارجية الايرانية هو موضوع البرنامج النووي الايراني السلمي والعقوبات الجائرة والاحادية المفروضة على الشعب الايراني من قبل امريكا.

واستطرد: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وباعتبارها احد اطراف معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية وعلى اساس مبادئها الدينية والاخلاقية، لم ولن تبحث عن الاسلحة النووية وتلتزم بمبدأ عدم انتاج واستخدام اسلحة الدمار الشامل وانها تحاول دوما لازالة القلق الدولي ازاء برنامج ايران النووي من خلال التعاطي الشفاف.

وصرح عراقجي اننا ندعو الى اتفاق عادل ومتوازن ؛ الاتفاق الذي يأتي ضمن معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية والاحترام الكامل بالحقوق النووية ويضمن الغاء العقوبات بشكل كامل.

وقال وزير الخارجية ان ايران تستعد لفتح صحفة جديدىة في علاقاتها مع اوروبا عندما ترى هناك ارادة قوية ونهج مستقل من قبل الاطراف الاوربية مضيفا للاسف ان التركيز على الخلافات بدلا من النقاط المشتركة، حال دون استخدام فرص التعاون خلال السنوات الماضية ورغم ذلك اذا لدى اوروبا ارادة لازمة لاصلاح هذا النهج، ايران لا ترى مانعا لاعادة بناء الثقة وتعزيز العلاقات معها.

واكد ان اوروبا قادرة على لعب دور فاعل في مسار توسيع المنطقة واستقرارها من خلال تولي دور مسؤول وبناء.

من جهة اخرى اكد وزير الخارجية السيد عباس عراقجي في ردا على مبعوث الرئيس الامريكي ان تخصيب اليورانيوم في ايران سيستمر.

ردا على تصريحات مبعوث الرئيس الاميركي "ويتكوف" حيث قال إن الولايات المتحدة لن تسمح لايران حتى بتخصيب اليورانيوم بنسبة واحد في المئة: هذا الموقف يدل على انه بعيد عن واقع المفاوضات، فالتخصيب في ايران سيستمر.

وأضاف عراقجي: كلام ويتكوف بعيد جدا عن الحقائق التفاوضية.

واكد عراقجي : إذا كانت الولايات المتحدة تريد الحصول على ضمانات بعدم إنتاج أسلحة نووية فإيران مستعدة لذلك تماماً.

وتابع: في حال قدمت الولايات المتحدة مطالب غير واقعية فإن المحادثات معها لن تفضي إلى نتيجة.