kayhan.ir

رمز الخبر: 206643
تأريخ النشر : 2025May17 - 20:41

تداعيات المشروع الصهيوني على المنطقة

 

 بعد ان انهى الرئيس الاميركي "ترامب" جولته للمنطقة بدأت القوات الاسرائيلية توسيع عملياتها العسكرية في القطاع لتقتل المئات من العزل في كافة مناطق القطاع بدءاً من منطقة "تل الزعتر" شمالي القطاع، والقصف بالمسيرات على منطقة "معن" شرقي خان يونس في الجنوب، وبلدة "بني سهيلا" شرقي المدينة، وبلدة "القرارة" شمال شرقي المدينة، تهدف العملية التي اسمتها ادارة الاحتلال "المجلس الوزاري الامني الاسرائيلي المصغر "الكابينت" "عربات جدعون" الى احتلال كامل لقطاع غزة، من خلال استدعاء عشرات الالاف من جنود الاحتياط، وتحمل العملية دلالاتها في نكبة عام 1948 اسم عملية "عربة جدعون" مما يعكس طابع الاحتلال المزمع تنفيذه في القطاع ضمن الخطة الاسرائيلية. وحسب هيئة البث العبرية فأن العملية تستمر بضعة اشهر تتضمن الاجلاء الشامل لسكان غزة بالكامل.

وبالتزامن مع العملية نقلت قناة "ان بي سي نيوز الاميركية" عن مصادر مطلعة ان ترامب يعمل على خطة لنقل مليون فلسطيني الى ليبيا، وقد تمت مناقشتها مع القيادة الليبية، على ان تفرج الادارة الاميركية عن مليارات الدولارات من الاموال التي جمدتها واشنطن قبل اكثر من عشر سنوات، وتحويل قطاع غزة الى منتجع ساحلي دولي تحت السيطرة الاميركية وهذه فكرة سبق ان طرحها صهر ترامب "جاريد كوشنر" قبل عام.

وهذا التصعيد الاسرائيلي يحصل تحت الحماية الاميركية وتهديدها اذ ان ترامب ملتزم بالتضامن مع نتنياهو، فيما تعجز الامم المتحدة حتى من ادخال المساعدات الى غزة وليس لاهل غزة عزاء إلا الضربات اليمنية بعد ان احبطوا من مواقف الدول العربية، لاسيما ما يسمعون اليوم عن الموقف السوري تجاه القضية الفلسطينية بعد عداء طويل بين الحكومة السورية ونظام الكيان الصهيوني.

ففي الوقت الذي توسع به "اسرائيل" وجودها داخل سوريا تجري محادثات مباشرة في تطور نادر يشير الى تحولات في العلاقات بين البلدين. المحادثات التي اجريت في اذربيجان شارك فيها رئيس هيئة العمليات في الجيش الاسرائيلي "عوديد بسيوق" وممثلين عن الحكومة السورية.

وكانت القناة 12 الاسرائيلية اول من تحدثت عن اللقاء المباشر في اذربيجان كخطوات سريعة نحو تسوية  تكون استكمالاً لاتفاقيات ابراهام التي عقدتها "اسرائيل" برعاية اميركية مع دول عربية. وسبق ان صرح الرئيس السوري المؤقت ابومحمد الجولاني الاسبوع الماضي - بعد ان ارسل اشارات الى انه يرغب بأحسن العلاقات مع جميع الجيران – أن حكومته تجري محادثات غير مباشرة مع "اسرائيل"، وقال الجولاني بشكل صريح للنائب الجمهوري في الكونغرس الاميركي "مارلين ستوتزمان" انه مستعد لتطبيع العلاقات مع "اسرائيل" شريطة الحفاظ على وحدة وسيادة سوريا. فقال ستوتزمان في مقابلة حصرية مع صحيفة "جيروزاليم بوست": ان الشرع اعرب عن انفتاحه على الانضمام الى اتفاقيات ابراهام، مما يعزز مكانة سوريا مع "اسرائيل" ودول الشرق الاوسط واميركا. وقد ابدى استعداده للتنازل عن امور كثيرة بهدف تأمين استقرار سوريا، وهو جوهر لقائه بترامب وطلب منه تطبيع العلاقات مع "اسرائيل" اولاً وطرد "الارهابيين" الفلسطينيين من سوريا ثانياً، بالطبع بعد تقدمة من وزير الخارجية السوري "اسعد الشيباني" خلال كلمته في الامم المتحدة: ان سوريا لن تشكل تهديداً لاي من الدول في المنطقة بما فيها "اسرائيل".

وتلتها الوساطة الاماراتية لترتيب زيارة سرية قام بها مسؤولون سوريون الى "اسرائيل" نهاية نيسان الماضي لفتح قناة اتصال مباشرة بين الجانبين، وهو ما كشفته صحيفة هآرتس، بينما نقلت وكالة رويترز عن مصادر خاصة بها خبر توسط الامارات بفتحها قناة تواصل سرية غير مباشرة بين "اسرائيل" وسوريا بهدف مساعدة دمشق على ادارة العلاقة المتوترة وبناء الثقة مع تل ابيب. هذه الجهود التي بدأت بعد أيام من زيارة الجولاني للامارات في 13 نيسان، فشارك مسؤولون امنيون إماراتيون ومسؤولون في المخابرات السورية وفي المخابرات الاسرائيلية. وقد اوردت قناة 24 الاسرائيلية تفاصيل بشأن اللقاءات في الامارات تضمنت اسماء ومراحل المحادثات، حيث تتضمن المرحلة الاولى عرض الفكرة من قبل رئيس الامارات على الرئيس السوري خلال زيارته. والمرحلة الثانية شملت استقبال الامارات وفوداً امنية اسرائيلية وسورية، اذ وصل رئيس الاستخبارات السورية "حسين سلامة" ومستشار الجولاني للشؤون العسكرية والسياسية الى الامارات. المرحلة الثالثة ستكون على مستوى سياسي حيث يلتقي وزير الخارجية السوري بـ"جدعون ساعر" وزير خارجية "اسرائيل" وهو ما مهد له وزير خارجية اميركا "ماركو روبيو" الخميس الماضي 16/5 اثر اجتماعه بالشيباني، قائلاً: "ان قادة دمشق الجدد يريدون السلام مع "اسرائيل"". وليست محاولات الكيان الصهيوني بالجديدة لجر دولة سوريا الى حاضنة التطبيع، اذ كان آخر لقاء علني مباشر كان قد جرى في يناير من عام 2000 خلال عهد الرئيس حافظ الاسد، حين رتب الرئيس الاميركي "بيل كلينتون" لقاءً في ولاية "ويست فرجينيا" الاميركية بين فاروق الشرع وزير الخارجية السورية حينها ورئيس الوزراء الاسرائيلي "ايهود باراك". الا ان المفاوضات لم تفض الى شيء، ليعود التوتر بين الحكومة السورية ونظام الكيان الصهيوني بشكل اشد بعد تسلم بشار الاسد مقاليد الحكم في نفس العام 2000 بعد وفاة ابيه. فبدأ الحصار الاميركي وفرض عقوبات قيصر وارسال عصابات ارهابية بغطاء تركي ودعم مالي من الرجعية العربية، حتى اسقاط نظام الاسد وتنصيب الجولاني وزمرته قادة على البلاد.