kayhan.ir

رمز الخبر: 206152
تأريخ النشر : 2025May09 - 19:51

المقاومة وحرب غزة

التهديد ببدء حملة عسكرية برية يشترك فيها عشرات آلاف جنود جيش الاحتلال لاجتثاث حركة حماس كان عنواناً مشتركاً لتصريحات قادة كيان الاحتلال، ودعا بنيامين نتنياهو حركة حماس إلى رفع الراية البيضاء لتفادي المصير المحتوم.

يعرف نتنياهو أن شكوكاً كثيرة تحيط بالحملة العسكرية التي يتحدث عنها في ضوء المشاكل التعبوية التي يعانيها جيشه، حيث يتمرد جنود الاحتياط ويمتنعون عن الالتحاق بالجيش بنسب زادت عن 50%، وحيث الفراغات في هياكل القوى النظامية وخصوصاً وحدات النخبة تجعلها عاجزة عن القتال بكفاءة عالية، إضافة إلى نتائج تراجع الروح القتالية داخل هذه الوحدات وتأثر الجنود والضباط بما يجري في المجتمع وما يشهده من انقسامات حول الحرب التي تبدو بلا أفق بعد سنة ونصف من بدئها.

بالمقابل يعرف الفلسطينيون أن معاناتهم مع حرب الإبادة من قتل وتدمير وجوع لن يحل مكانها الأمن والحياة الكريمة إن هم استسلموا وإن ألقت مقاومتهم السلاح، وفي الذاكرة الفلسطينية سابقة مجازر صبرا وشاتيلا بعد انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية ومقاتليها من بيروت عام 1982، عندما صدّقوا أن إلقاء السلاح والاطمئنان للضمانات الدولية يكفيان لمنع المذابح بحقهم، ولذلك فهم يرون أن خيار الحرب ليس خياراً جيداً، لكنه ليس الأسوا إن تمّت مقارنته بإلقاء السلاح كشرط لوقف الحرب.

على مستوى البنية المقاتلة تبدو المقاومة بحال أفضل بكثير من جيش الاحتلال، حيث انضمام الشباب الفلسطيني إلى فصائل المقاومة أكثر أمناً من بقائهم خارجها، وهم عرضة للقتل المفتوح يومياً، بينما هم كمقاومين يتبعون طرقاً للحماية ويملكون مواقع وتحصينات وأنفاقاً تجعل تعرّضهم للموت أقل، بعكس المستوطنين المطلوبين للالتحاق بالجيش للقتال في غزة، وبسبب المصير القاتم الذي ينتظرهم فهم يقاتلون بروح عالية طلباً للنصر أو الاستشهاد، بينما الجنود الآتين رغما عنهم إلى حرب ميؤوس منها، فيقاتلون رغماً عنهم وينتهزون أول مناسبة للهرب أو التمرّد.

ما تقوله وقائع الحرب في غزة يؤكد الطريق المسدود أمام حرب نتنياهو، ويقول إن هذه الحرب قد تستمر طويلا ويسقط فيها آلاف الشهداء الفلسطينيين من المرض والجوع والقتل، لكن تحقيق النصر الذي يريده نتنياهو عسكرياً أو سياسياً مستحيل.

البناء