من رفع الراية البيضاء اليمن أم أميركا؟!
كتب المحرر السياسي:
التصريح الذي ادلى به الرئيس ترامب حول تفسيره لاتفاق وقف اطلاق النار مع اليمن بانه في غاية الوقاحة الفجة والصلافة الوسخة في قلب المفاهيم هو استحمار الرأي العام الاميركي اولاً والعالمي ثانياً حين ادّعى بانه: تلقينا انباء جديدة؛ الحوثيون اعلنوا انهم لا يريدون القتال وسنستجيب لذلك وسنوقف القصف.
الترويج الاميركي ووسائل اعلامه السخيفة والمزيفة ومن يلتحق بها من الاعراب المتصهينيين والمطبعين لتزوير الحقائق ما هي الا محاولة يائسة وعبثية للتغطية على الهزيمة الكبرى والانكسار الاستراتيجي الذي تلقته اميركا في مطار بن غوريون من القوة اليمنية المتعاظمة التي اصبحت اليوم رقماً صعباً في المعادلات العالمية وليس الاقليمية فقط.
ولا عتب على هذه الابواق الامبريالية والمأجورة ان تخرج عن طورها وتفقد توازنها لتذهب في تحليلاتها وتعليقاتها على حدث استراتيجي مدو كالذي احدثه الصاروخ الباليستي اليمني الذي تجاوز اربع طبقات من احدث المضادات الجوية ووصل الى هدفه في مطار بن غوريون بنجاح، انه لم يهز بني صهيون من الاعماق بل هز اميركا والغرب لذلك سارعت اميركا للاستنجاد بمسقط عبر رفع الراية اليضاء والطلب من اليمن الموافقة على وقف اطلاق النار، فكيف يخرج هذا المعتوه على العالم بأن الحوثي هو من طلب وقف اطلاق النار.
وهذه هي المرة الثانية خلال اكثر من شهر يغيّب الرئيس ترامب الكيان الصهيوني عن اهم ملفين في المنطقة، الاول الملف النووي الايراني والثاني الاتفاق على وقف اطلاق النار مع اليمن دون اطلاع الكيان الصهيوني على ذلك وهذا ما فسره المراقبون على انه تخل واضح عن "اسرائيل"، وهذا ما اعترف به الرئيس ترامب نفسه بأن الاتفاق مع اليمن كان حول عدم مهاجمة السفن الاميركية، ولم يأت بأي ذكر على السفن الاسرائيلية.
ويالها من فضيحة مدويّة بأن تخرج بعض الافواه العربية المأجورة بأن تصنع من هذه الهزيمة نصراً لسيدها الاميركي على الحوثي وتلوّح الى ان ذلك هو تخلي ايران عن اذرعها في المنطقة.
ايران قالت كراراً ومراراً وعلى لسان قيادتها الحكيمة انها لا تحتاج الى اذرع وان هذه القوى هي اسياد انفسها وتمتلك قرارها في الدفاع عن اوطانها، واذا كان في المنطقة ذراعاً فهو الكيان الصهيوني الذي يتحرك باشارة اسياده.