kayhan.ir

رمز الخبر: 206118
تأريخ النشر : 2025May07 - 20:09

شموخ المقاومة من مرتفعات صنعاء

 

 عقب استهداف مطار "بن غوريون" فرضت القوات المسلحة اليمنية حصاراً جوياً كاملاً على كيان الاحتلال الصهيوني في خطوة استراتيجية اذ سينجم عنه تعطل قطاعات حيوية مثل السياحة والاستثمار واسواق المال ليواجه الكيان بورطة مطار يافا. وهو ما افصحت عنه صحيفة معاريف بالقول:"ان اعلان الحوثيين فرض الحصار الجوي على "اسرائيل" سيؤدي الى اعلان شركات طيران اضافية بإلغاء رحلاتها للايام المقبلة، وزيادة اقساط التأمين على شركات الطيران التي تسافر الى "اسرائيل"". وبذلك تؤكد القوات المسلحة اليمنية استمرارها في دعم القضية الفلسطينية والتزامها بالواجب الديني الاخلاقي تجاه الشعب الفلسطيني حتى وقف العدوان على غزة.

وبالرغم من ان اليمن يتعرض للقصف الجوي منذ تسع سنوات مازال شامخاً باستهدافه القطع البحرية الاميركية بصواريخ ومسيرات، فاصابت البحرية الاميركية بمقتل، فاضطرت اميركا والكيان الصهيوني لتحميل ايران المسؤولية، فاصدرت الخارجية الايرانية بياناً جاء فيه: "ان التحرك اليمني الداعم لفلسطين قرار مستقل نابع من الشعور الانساني والاسلامي العميق بالتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتحميل مسؤولية هذا القرار هو ادعاء مضلل". فبعد ان كان الرهان الاميركي على فعالية الحملة العسكرية المصممة ضد اليمن، أعاد بواسل انصار الله تأسيس جبهة الاسناد واحتلوا الموقع الاول في محور المقاومة والدور الريادي في الردع، ولتصدح ملايين الحناجر بصوت واحد "الموت لاسرائيل"، وهذا ما سربته "صنداي تايمز" في تحليل لوخامة الوضع القتالي بالنسبة لاميركا و"اسرائيل": "بالرغم من التكاليف الفلكية للعمليات العسكرية الاميركية والتي بلغت 7 مليار دولار، مازال انصار الله مستمراً في هجومه على السفن التجارية الاميركية والاسرائيلية، اذ ان قيمة الطائرة "اف 18" التي اسقطت هي 67 مليون دولار، وان كل صاروخ مضاد تطلقه "اسرائيل" مثل صاروخ سهم يقدر بـ4 مليون دولار وصاروخ منظومة ثاد 8.4 مليون دولار، وصاروخ "اس ام – 3" المنصوب على السفن يقدر بـ27 مليون دولار، بينما يستخدم انصار الله مسيرات لا تتعدى عدة آلاف من الدولارات، واستمرار هذا الوضع سيؤدي الى نفوذ الخزين الستراتيجي من الاسلحة الاميركية والاسرائيلية..".

هذه النتائج تدفع بالمعتوه "ترامب" الى الادعاء أول أمس لدى لقائه رئيس وزراء كندا: "الليلة الماضية اعلن الحوثيون بعدم رغبتهم الاستمرار في القتال مع اميركا، ولذا سنوقف بدورنا هجماتنا على اليمن" وفي حالة هجوم للوراء استطرد ترامب ادعاءه: "سنوقف قصفنا لليمن، اذ نحترم طلب الحوثيين، فهم قالوا سنوقف مهاجمة السفن ولذا سنوقف هجماتنا على اليمن من هذه اللحظة". بينما قال وزير الخارجية الاميركي"ماركو روبيو": "بالنظر لتصريحات الحوثيين فلا حاجة لنا باستمرار العمليات الحربية على اليمن".

ان اليمن قد غير معادلات القوة الاقليمية، ففيما كان المألوف ان الدول التي لا تمتلك قدرة عسكرية وبنى تحتية واسعة ستواجه ازمات داخلية وضغوط اقتصادية تعجز بسببها من مواجهة القوى الكبرى الاكثر تسليحاً التي تتمتع ببنية تحتية عسكرية محكمة واسعة، الا ان اليمن قد اضفى حسابات جديدة على الواقع الميداني لاسيما بعد استهداف مطار بن غوريون، للعدو الصهيوني الذي لطالما ادعى ان دفاعاته لا تقهر وان جيشه الاوحدي في المنطقة وربما يضاهي القوى العالمية – حسب ظنه- . والادل على ذلك ردة الفعل التي ابداها بقصف اليمن والتركيز على المنشآت الاقتصادية والمدنية، فهاجم بثلاثين مقاتلة والقى اكثر من 48 قذيفة على المدنيين وتم الهجوم بمشاركة القوات الاميركية على ثمان مراحل، فيما كانت ردود الفعل من الداخل الاسرائيلي ملفتة حين قال وزير السياحة الصهيوني، بان مهاجمة القوات اليمنية دون دحر ايران لا طائل منها. وخاطب الوزير في جلسة الكابينت نتنياهو، مؤكداً: لاطائل من مهاجمة الحوثيين، فهو خسارة للاموال والاسلحة، وهذا الامر ينبغي ان يترك لواشنطن. فكان رد "حزام الاسد" أحد قادة المقاومة اليمنية على العدوان الاسرائيلي: انها جريمة خبيثة ولا تبقى دون رد ساخن، فنحن ندعم الشعب الفلسطيني في غزة بإيمان وعزم راسخ وسنستهدف العمق الاسرائيلي حتى يوقف عدوانه وحصاره لاهلنا في غزة... وستكون ضرباتنا اوسع. بينما قال "محمد البخيتي" العضو البارز في المجلس السياسي لحركة انصار الله: ان ادعاء بعض المحافل السياسية بان تصعيد القتال في اليمن له علاقة بالمفاوضات بين ايران واميركا لا صحة له، وان الهدف من اثارة هكذا اجواء لحرف الرأي العام عن اعتداءات الكياني الصهيوني على قطاع غزة. كما اننا وضعنا في بنك الاهداف الكثير من مراكز العدو الاسرائيلي، ولا يمكن لهجوم الاعداء على البنى التحتية والاهداف المدنية ان تزلزل ارادتنا...

 ان مثل جبهات الاسناد ومحاور المقاومة كالجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى. فصحيح ان الاصابة كانت مؤلمة باستشهاد السيد حسن نصر الله والشهيد السنوار وسائر القادة الابرار، إلا ان ما يصنعه ابطال اليمن ومجاهدي انصار الله قد برهن للجميع ان الساحات واحدة وان تباعدت المسافات وكأن صعدة هي غزة وان صنعاء هي الضاحية الجنوبية، وهيهات ان يصيب المقاومين الوهن والضنك لطول امد القتال.وقد صرح كتاب الله بذلك بأجمل صورة في سورة النساء / 104 "ولا تهنوا في ابتغاء القوم ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون وكان الله عليماً حكيماً". فتكمل الآيات المعنى: الآية 105، 107 "ولا تكن للخائنين خصيماً* .... ان الله لا يحب من كان خواناً أثيماً".