kayhan.ir

رمز الخبر: 204924
تأريخ النشر : 2025April15 - 20:26

غزة عرّت الديمقراطية الغربية المزيفة

 

 ما ان بدأت حرب الابادة الجماعية الصهيونية ضد غزة المحاصرة حتى بدأت تتكشف الوجوه وتصطف الدول والشعوب الى طرفي الحرب. فغزة كانت المحفز والكاشف لماهية الانظمة الغربية وعلى رأسها اميركا وقبلها للاسف الانظمة العربية التي لم تكتف بعضها بالحياد بل دعمت الكيان الصهيوني بما تستطيع في حرب الابادة على غزة.

غزة المظلومة والجريحة كانت الميزان بين الحق والباطل والظالم والمظلوم والمعتدي والمعتدى عليه لذلك كشف الجميع حقيقتهم وفضحهم امام شعوبهم ولا يمكن يوماً ان يتنصلوا عن مواقفهم الذين لم يساووا بين الضحية والجلاد بل ذهبوا الى ابعد من ذلك ليدعموا الجلاد ويؤازروه لقتل شعب مظلوم ومحاصر.

وما لفتنا يوم أمس هو قمة السقوط الاخلاقي والانساني ان تبادر الادارة الاميركية بقيادة ترامب لمقاضاة جامعة هارفارد الاميركية وتجميد اكثر من مليارين ومائتين مليون دولار من الدعم الحكومي لرفضها التقيد بشروطها لمكافحة ما تسميه زوراً بمعاداة السامية!

الغرب التعيس وفي مقدمته اميركا التي كانت يوماً تتغنى بحقوق الانسان والديمقراطية لاستغفال شعوبنا هي اليوم لا تتحمل حتى سماع الرأي الآخر ولا تسمح بالتظاهرات السلمية لنصرة شعب مظلوم يتعرض للابادة الجماعية والتنديد بالكيان الصهيوني الذي يقود حرب الابادة!

هذه السياسة الوقحة والاجرامية هي نوع من التلاقي والتزاوج بين المصالح الاميركية بقيادة ترامب والصهيونية بزعامة نتنياهو على حساب الشعب الفلسطيني المظلوم.

الجميع يعلم ان من اطلق الشرارة الاولى وفتح الحرب على الجامعات الاميركية هو المجرم نتنياهو في خطابه الشهير في الكونغرس الاميركي الذي صفق له بشكل اعمى 70 مرة.

ان غزة الجريحة ومجازر الصهيونية المتوحشة ضدها ايقضت الضمير العالمي الحر ومنها النخب الاميركية والغربية والرأي العام فيهما لذلك احست الادارة الاميركية والحكومات الغربية بخطر هذا الوعي المتنامي الذي سيعرض مصالحها ومصالح الصهيونية للخطر لذلك نزلت عرياناً الى الساحة ونسيت كل ما رفعته من شعارات مزيفة حول حرية الشعوب وحقوق الانسان والديمقراطية وسحقتها باقدامها ووصل الامر بها حتى لكم افواه الجامعات ومنها جامعة هافارد التي هي تخرج النخب الاميركية من الرؤساء والوزراء واعضاء الكونغرس وغيرهم من الساسة واذا هي اليوم تنقلب على واقعها وتنتفض لتصحيح مسارها وابطال مفاهيم الماضي التي انطلت عليها بأن "اسرائيل" دولة ديمقراطية، واذا بها اليوم تكتشف بانها اكثر دولة دموية واجرامية عرفها التاريخ.

واذا ما استمرت حركة الوعي في الجامعات الاميركية فانها ستشكل خطراً كبيراً على الامبريالية الاميركية والغربية وتضغط لتصحيح المسار في هذه الدولة لتعود الى انسانيتها وشعاراتها التي كانت ترفعها على الدوام ليعم حقيقةً الامن والسلام في العالم.