عراقجي: سيتم بحث الملف النووي ورفع العقوبات فقط
طهران-تسنيم:-أكد وزير الخارجية خلال اجتماع ضم مجموعة من المفكرين والنشطاء الثقافيين والإعلاميين الجزائريين، أن "الملف النووي – بمعنى تقديم ضمانات بشأن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات – هو الموضوع الوحيد المطروح على طاولة التفاوض".
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، الذي زارالجزائر لإجراء مشاورات مع كبار المسؤولين الجزائريين حول العلاقات الثنائية والتطورات الدولية، شارك مساء الثلاثاء في اجتماع حضره عدد من المفكرين والنشطاء الثقافيين والإعلاميين.
وخلال اللقاء، عرض وزير الخارجية مواقف إيران المبدئية بشأن مختلف قضايا السياسة الخارجية، بما في ذلك دعم المقاومة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني.
وأشار عراقجي إلى الاحتلال المستمر لفلسطين منذ ثمانين عامًا، وإلى المشروع الاستعماري الرامي إلى محو الشعب الفلسطيني، والذي تواصل خلال السبعة عشر شهرًا الماضية عبر ارتكاب مجازر وعمليات إبادة غير مسبوقة في غزة والضفة الغربية، فضلًا عن الاعتداءات المتكررة من قبل الكيان الصهيوني على لبنان وسوريا، وتورط هذا الكيان مع أمريكا في العدوان على اليمن. وأكد أن دعم المقاومة المشروعة للشعبين الفلسطيني واللبناني هو واجب قانوني وأخلاقي على عاتق جميع الحكومات، مشددًا على أن تجربة العقود الثمانية الماضية تثبت أنه لا سبيل لردع التوسع والعدوان الإسرائيلي سوى بالمقاومة.
وانتقد عراقجي بشدة الدعم الأميركي وبعض الدول الغربية الأخرى للكيان المحتل، من خلال تقديم الدعم العسكري والمالي والسياسي، مما أسهم في ارتكاب جرائم الإبادة في غزة. وأكد على ضرورة وحدة وتضامن الأمة الإسلامية للدفاع عن فلسطين وباقي الدول الإسلامية في وجه الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، استعرض وزير الخارجية مواقف إيران المبدئية، مشيرًا إلى النهج المسؤول الذي تبنته إيران لإزالة أي غموض بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي، وهو ما أدى إلى التوصل إلى الاتفاق النووي، قبل أن تنسحب منه أمريكا بشكل أحادي وغير قانوني. كما أشار إلى التطورات الأخيرة وإلى استعداد إيران لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع أمريكا، مؤكدًا أن المفاوضات المزمع عقدها في مسقط تمثل فرصة جديدة للدبلوماسية واختبارًا لمدى جدية واشنطن، التي لطالما اتسمت بسجل حافل بنقض العهود والتصرفات الأحادية.
وردًا على سؤال أحد النشطاء الإعلاميين حول أجندة أي مفاوضات غير مباشرة محتملة بين إيران وأميركا، شدد عراقجي على أن الملف النووي – بمعنى ضمان الشفافية والتأكيد على الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الجائرة – هو الموضوع الوحيد المطروح على طاولة الحوار.
وفي ختام الاجتماع، طرح الحاضرون آرائهم وأسئلتهم بشأن القضايا الإقليمية والدولية، لاسيما جريمة الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مشددين على ضرورة تحرك حاسم وشامل من المجتمع الدولي والدول الإسلامية لوقف المجازر والدمار في غزة والضفة الغربية، ومحاسبة قادة الكيان الصهيوني.