kayhan.ir

رمز الخبر: 204466
تأريخ النشر : 2025April07 - 20:22
مسقط ستلعب دورا محوريا في المفاوضات غير المباشرة..

طهران: أمن الجوار والمنطقة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الإيراني

 

طهران-العالم:-أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي أن سلطنة عمان ستلعب دوراً محورياً في إحياء المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا.

وعقد بقائي، المتحدث باسم وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية ا، مؤتمره الصحفي الأسبوعي، حيث أجاب على أسئلة الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام.

وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية قائلاً: "نحن نواجه اليوم وضعا خاصا وكارثيا؛ وضعًا يتم فيه انتهاك جميع الأعراف والمبادئ الأساسية للقانون الدولي، التي شكّلت لعقود إطارا لتعامل الدول فيما بينها، بشكل صارخ".

وأضاف: "حقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، تعرّضت في العامين الأخيرين لانتهاكات متكررة وصريحة".

وتابع بقائي قائلاً: "حتى فرق الإغاثة لم تسلم من الهجمات؛ وأبرز مثال على ذلك الجريمة الأخيرة التي وقعت في شهر مارس، حيث تم استهداف 15 من عناصر الإغاثة بشكل متعمد، ما أدى إلى استشهادهم".

وقال بقائي، إن مشاركة بعض الأطراف الفاعلة في دفع عجلة المفاوضات غير المباشرة كانت واضحة خلال المراحل السابقة.

وأضاف: "في بعض الفترات، لعب الاتحاد الأوروبي هذا الدور ضمن إطار سياسته الخارجية، لا سيما في سياق الاتفاق النووي".

وتابع بقائي قائلاً: "سلطنة عمان أيضا كان لها دور فعّال في هذا المجال خلال السنوات الماضية، بل وحتى قبل هذه المرحلة الحالية".

وأكد أنه "في حال انطلاق مسار تفاوضي جديد، يمكن اعتبار عمان أحد أبرز المرشحين للقيام بهذا الدور المحوري".

واستهلّ المتحدث باسم وزارة الخارجية مؤتمره الصحفي بالتعليق على استمرار الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في المنطقة، قائلًا: "نحن أمام وضع استثنائي يتم فيه انتهاك كافة الأعراف والقواعد التي يقوم عليها النظام القانوني الدولي. لقد تعرضت مبادئ ميثاق الأمم المتحدة خلال العامين الماضيين لشتى أنواع الانتهاكات، وما جريمة استهداف فرق الإغاثة عن عمد إلا نموذج صارخ أدركه الرأي العام العالمي".

وأضاف: "الجرائم التي تُرتكب في رفح والضفة الغربية في آن واحد، تكشف بوضوح عن سياسة مدعومة من الولايات المتحدة، تهدف إلى محو فلسطين وتهجير شعبها من أراضيه. نحن نواجه حالة من تطبيع الجريمة في المنطقة. وإذا كانت الدول الغربية جادة في احترام القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، فعليها أن تمنع حرية تنقل قادة هذا الكيان. للأسف، منطقتنا تواجه منذ عامين تهديدا جديا للسلام والأمن، وتداعياته لن تقتصر على منطقتنا فحسب. نحن نطالب مجلس الأمن بأن يضطلع بمسؤولياته".

وفيما يتعلق باتصال وزير الخارجية عباس عراقجي بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أوضح بقائي: "أعربنا عن مخاوفنا للوكالة في ضوء التطورات الأخيرة، وذكّرناها بالتزاماتها، وقد تم إعطاء الموافقة الأولية على زيارة غروسي إلى طهران، وسيتم الإعلان عن الموعد بمجرد تحديده".

وأكد أن هذا التواصل يأتي في إطار التعاون الطبيعي بين إيران والوكالة، وضمن مساعي حل بعض القضايا العالقة في المجال النووي، مشددا على أن "الوكالة مطالبة بإدانة أي تهديدات تُوجَّه ضد المنشآت النووية الإيرانية".

وحول إمكانية استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة ودور الوسطاء، قال بقائي: "لقد كانت هناك تجارب سابقة لمشاركة أطراف ثالثة في تيسير هذه المفاوضات، وإذا ما تم استئنافها، فإن سلطنة عمان تُعد المرشح الأبرز للاضطلاع بهذا الدور".

وبشأن التهديدات الأميركية والإسرائيلية ضد إيران، قال بقائي: "وكالة رويترز لها نمط ثابت في فبركة الأخبار استنادا إلى ما تسميه 'مصدر مطّلع خيالي'. من الطبيعي أن تكون الدول مستعدة عسكريا للدفاع عن سيادتها، وإيران، استنادا إلى تجاربها السابقة وشجاعة قواتها، تحافظ على جاهزيتها وقدراتها الدفاعية، ولا تحتاج إلى استشهاد بمصادر مجهولة".

وأضاف: "نحن نؤمن بأن أمن الجيران والمنطقة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الإيراني. لم نكن يومًا جزءًا من أي تحالف يستهدف تدمير الدول المجاورة، ونغتنم كل فرصة لتحذيرهم من تداعيات الفتن التي تؤججها أطراف خارجية. فنحن نؤمن أن النار معدية، وندعو جيراننا إلى تجنّب الانقسام الذي قد يضر بعلاقاتهم".

وردا على سؤال بشأن نتائج الحوار الفني بين إيران والدول الأوروبية الثلاث، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي: "القضايا المطروحة معقدة للغاية، سواء ما يتعلق برفع العقوبات أو بملفنا النووي. الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستفيد من جميع إمكانياتها للتحقق من سلمية البرنامج النووي الإيراني، لكن في المقابل، هناك طبقات متعددة من العقوبات المفروضة على إيران، تتطلب معالجة فنية دقيقة".

وأوضح بقائي أن "الاجتماع الفني ناقش آليات رفع العقوبات النووية، مع الأخذ في الاعتبار أن الجزء الأكبر من هذه العقوبات تفرضه الولايات المتحدة".

وفيما يتعلق بما تداولته بعض الجهات الإعلامية حول بدء مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، نفى بقائي هذه الأنباء بشكل قاطع، قائلاً: "هذا الخبر عارٍ عن الصحة".

وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن "الرد الإيراني على رسالة الولايات المتحدة قد تم تقديمه، ونحن الآن ننتظر قرار واشنطن بشأن ذلك".

وأضاف أن "اقتراح إيران بإجراء مفاوضات غير مباشرة كان عرضا سخيا وعقلانيا، يستند إلى التجارب السابقة والمسار التفاوضي حول الملف النووي خلال العقد الماضي، ونحن نركز على ما قدمناه من مقترحات".

وحول التهديدات الصادرة عن الكيان الصهيوني وأمريكا، قال بقائي: "ما يجري في غزة لا يمكن تبريره تحت أي معيار. ما نشهده هو جريمة خالصة، والإبادة الجماعية هي أبشع أشكال الجريمة، ولا يمكن وصف ما يحدث إلا بهذا المصطلح".

وفيما يخص العلاقات الإيرانية-التركية في ظل التطورات الإقليمية، قال بقائي: "لدينا علاقات جيدة مع تركيا كدولة جارة ومسلمة، وكلا البلدين عازمان على الحفاظ على هذه العلاقة. يجب علينا إدارة الخلافات القائمة حول بعض القضايا الإقليمية بشكل عقلاني".

وأشار إلى أنه "منذ بداية الأزمة في سوريا، حذّرت إيران بوضوح من أن المستفيد الوحيد منها هو الكيان الصهيوني، الذي يسعى لاستغلال الفراغات الأمنية لارتكاب المزيد من الجرائم في العالم الإسلامي"، مؤكدًا أن "العديد من البنى التحتية في سوريا تعرضت في الآونة الأخيرة لهجمات ممنهجة من قبل الكيان".

وأضاف: "نأمل أن تبذل جميع دول المنطقة جهدها للوصول إلى توافق يهدف إلى وقف جرائم الكيان الصهيوني في المنطقة".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في تعليقه على الاتهامات الموجهة إلى البرنامج النووي الإيراني: "أول مرة تم فيها الادعاء بأن إيران لديها برنامج نووي خطير ومتجه نحو الطابع العسكري كان في عام 1984 من قبل مسؤولي الكيان الصهيوني. إن طرح موضوع النووي الإيراني كتهديد هو جزء من مؤامرة لتخويف العالم من إيران".

وفيما يتعلق بسياسة أمريكا في فرض التعريفات الجمركية على الدول، قال بقائي: "نحن نتفهم القلق الذي يشعر به العديد من الدول بشأن تأثيرات هذه السياسات الأحادية، خاصة في مجال التجارة الدولية. السياسات الأحادية ليست في مصلحة النظام الدولي. يجب أن تظل المنظمات الدولية، التي تمثل التزامًا مشتركًا للمجتمع الدولي، هي الأساس والسلوك الذي يتبعته الدول على الصعيد الدولي، ونأمل أن يدرك جميع البلدان أن سياسات التهديد والترهيب ستضر بالجميع".

وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة إلى إيران بشأن سعيها لتصنيع قنبلة نووية، قال بقائي: "موقف إيران بشأن البرنامج النووي واضح تمامًا. كما أعلن وزير الخارجية في آخر تغريدة له، نحن لا نسعى أبدًا لامتلاك أسلحة نووية. هذا جزء من استراتيجيتنا".

وفيما يخص الفرق بين المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع أمريكا، قال بقائي: "الفرق بين المفاوضات المباشرة وغير المباشرة هو ما يمكن رؤيته في مسار المفاوضات النووية الإيرانية. خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق، كانت المفاوضات غير المباشرة، وهي نموذج تم تجربته. عدم التوصل إلى نتائج كان بسبب القضايا التي يمكن مناقشتها، وهذا ليس أمرًا غير اعتيادي".