kayhan.ir

رمز الخبر: 204062
تأريخ النشر : 2025March15 - 20:13

من جمعة المدينة الى جمعة طهران!

 

حسين شريعتمداري

صادف يوم الجمعة الماضي الرابع عشر من مارس الذكرى السنوية لحادث التفجير الذي وقع جمعة عام 1985 في صفوف المصلين صلاة الجمعة بطهران وخلّف العديد منهم شهداء وعشرات الجرحى، التفجير الذي احدثه اذناب اميركا واسرائيل. وقد كنت شاهداً على ما وقع ذلك اليوم وشاركت المصلين حماسهم ومدى تفاعلهم فتناولت هذه المشاعر في مدونة قارنت فيها هذه الصلاة مع صلاة اقيمت صدر الاسلام. وفيما نعيش هذا الرجز الذي يطلقه الرئيس الاميركي عديم الاحساس، ارتأيت اعادة تلك المدونة لما تحمله من رسالة تعنينا اكثر من اي وقت آخر. لنقرأ!

1 – انها المدينة وأحد أيام الجمع ورسول الله "ص" يقف للصلاة يتلو الخطبة، واذا بصوت الابواق والدفوف وهنالك من ينادي بأن قافلة تجارية قد دخلت المدينة فهرع الكثير من المصلين نحو جهة المنادي للتبضع من التجار القادمين ....فنزلت الآية من سورة الجمعة تخاطب الرسول "ص" : "واذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضوا اليها وتركوك قائماً قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين...".

2 – وهنا طهران الرابع عشر من مارس عام 1985 اذ تقام صلاة الجمعة بإمامة سماحة آية الله العظمى الخامنئي – إمام جمعة طهران ورئيس الجمهورية حينها – وخلال خطبة الجمعة يحدث انفجار شديد وسط المصلين فأستشهد على الاثر 14 من المصلين واصيب 88 شخصاً. فلم يغادر أي منهم مكانه، وتعالت صيحات الله اكبر من المصلين وترديد شعارات: الموت لاميركا، الموت لاسرائيل، وشعار حماسي يصعد للسماء:

حسين حسين شعارنا     الشهادة فخرنا

فيحاول المرحوم "مرتضائي فر" المشرف على برنامج اقامة الصلاة لابعاد امام الجمعة من منصة الصلاة الا ان سماحة السيد يبقى في مكانه ليكمل الخطبة و... وخلال قراءة قنوت صلاة العصر التي تقام بعد صلاة الجمعة تصل الطائرات المقاتلة العراقية الى سماء طهران، فيخلق من أصوات المضادات الجوية وهول صوت انفجار القنابل التي اسقطتها المقاتلات العراقية، مشهداً كساحة القتال، الا ان المصلين لا يبالون لذلك ولا يشملهم الخوف والهلع مستمرين في صلاتهم و...

3 – ان سماحة الامام الخميني "رضوان الله تعالى عليه" قد قال بخصوص هذه الحادثة: "انا لا انسى حادثة يوم الجمعة وكيف مر بجلال ونورانية واستقامة. وكيف استمر الناس في صلاتهم بطمأنينة رغم اصوات الانفجارات والاطلاقات النارية... فكنت اشاهد ما يحصل للحاضرين ولكن لم اشاهد حتى حالة واحدة من التزلزل، وكيف كان امام الجمعة يستمر في قراءته بصوته الجهوري والناس يستمعون، ومن ثم يرددون شعار استعدادهم للشهادة...ورأيت من التلفاز كيف انه رغم انفجار القنابل فلم يغادر احد محله وتثبتوا في اماكنهم، بينما استمر إمام الجمعة بصلابة يكمل خطبته وما طرأ أي تغيير على لحن صوته، والمصلين في اماكنهم ويرددون:

حسين حسين شعارنا    الشهادة فخرنا

واستطرد سماحة الامام "ره": "انا اقول بضرس قاطع ان الشعب الايراني بملايينه هم افضل في هذا الزمان من شعب حجاز زمن رسول الله "ص" وأهل الكوفة في زمن أمير المؤمنين "ع".

4 – ان "شيمون بيريز" رئيس وزراء الكيان الصهيوني حينها "والذي استقر في جهنم" قد دعي الى الكنيست الاسرائيلي للتوضيح بخصوص الانتفاضة وعجز الكيان الصهيوني عن مواجهة الانتفاضة، قد اشار الى أمر ملفت قراءته بالنسبة لنا، وبالنسبة للعدو درس عبرة. اذ قال "شيمون بيريز": ان الذين نواجههم في ساحة القتال "ويعني قوى الانتفاضة"، لا يمثل نهاية لهم، فهم يعتبرون الموت شهادة وليس نهاية حياتهم ومن هنا تبدأ المشكلة. انهم تعلموا من "الامام الخميني" ان الموت "الشهادة" بداية الدرب ولذا لا يهابون الموت.

5 – ولنقرأ الكلام الحكيم لسماحة قائد الثورة: "ان الجمهورية الاسلامية ومنذ تأسيسها والى الآن تزداد قوة وفي المستقبل ستقوى اكثر ...."، واستطرد "نحن اليوم بلا شك ازدادت قوتنا مائة مرة من قوتنا زمن الحرب المفروضة ولا تقارن قدرات بلدنا مع ذلك الزمان". واضاف: " ان الشعب الايراني بوقوفه على قدميه واعتراضه على الظلم والعدوان قد شكل حكومة مع مرور 46 عاماً تزداد قوة يوماً بعد آخر".

6 – ليرفع الله من مكانة الشهيد العزيز قاسم سليماني. فلنسمع الرد على تهديدات ترامب التي يطلقها هذه الايام من لسان الحاج قاسم العزيز: "أأنت يا ترامب المقامر، تتحدانا بتهديدك؟ فان ايران لا تريد وان القوات المسلحة الايرانية لا تريد، فأنا خصمك وقوات قدس هي خصمك. واعلم انه لن تمر ليلة من دون ان نفكر فيك، فأقول لك يا ترامب المقامر! إعلم نحن اقرب اليك حتى في محل لا تظنه، ونحن بالقرب منك في اي مكان لا تتوقعه. فنحن شعب الشهادة، نحن شعب الامام الحسين "ع". فأسأل كيف عبرنا الاهوال الصعبة. فتعال نحن بانتظارك فنحن رجالها سنواجهك في الساحة. وتعلم ان هذه الحرب تعني تدمير كل امكاناتك، هذه الحرب قد بدأتها انت ولكن نهايتها نحن نرسمها. ولذا لا توجه أي اهانة للشعب الايراني ولا توجه لرئيس جمهوريتنا أهانة، والتفت الى ما تقوله. واسأل من الذين سبقوك عن ذلك".