مؤسسة كارينغي لترامب: التصدي لبرنامج إيران النووي مستحيل
طهران-مهر:-قالت مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي انه يجب على الولايات المتحدة أن تتخلى عن هدف تقليص البرنامج النووي الإيراني.وهذا الهدف بعيد المنال بالنظر إلى أن إيران أحرزت تقدماً في توطين برنامجها النووي وتضع قيمة استراتيجية عالية للحفاظ عليه.
وفي الوضع الذي ينتهج فيه دونالد ترامب سياسة الضغوط القصوى ضد إيران وتؤكد طهران ردا على هذا السلوك، عدم التفاوض في ظل ظروف القوة، فإن العديد من مؤسسات الفكر والرأي خبراء في هذا المجال يتبعون خطا مشتركا نسبيا يرى ضرورة توصل ترامب إلى اتفاق مع طهران من أجل منع حدوث أزمة.
آرييل إيلي ليفيت باحث أول في برنامج السياسة النووية وبرنامج التكنولوجيا والشؤون الدولية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي. كتب في أحدث مقال على الموقع الإلكتروني للمؤسسة: إن دونالد ترامب حريص على تحقيق انفراجة دبلوماسية. وعليه أن يسعى إلى العمل مع إيران للوفاء بالتزامه الثابت بمنع إيران مما سماه بحيازة الأسلحة النووية. ربما النجاح في هذه الحالة ممكن. وتكمن الحيلة في تحديد المبادئ التي تجعل الاتفاقية قابلة للحياة ومرغوبة. وبطبيعة الحال، ينبغي أن يكون هذا الاتفاق مفيدا لمصالح الولايات المتحدة على المدى الطويل.
ويمضي كاتب هذا المقال في تكرار الادعاءات التي لا أساس لها حول البرنامج النووي الإيراني ويكتب: يجب أن يكون البرنامج النووي الإيراني هو أولوية ترامب لأن هذا البلد يقترب من صنع قنبلة نووية.
ومن خلال ادعاءاته حول إضعاف إيران نتيجة للتطورات الإقليمية بعد 7 أكتوبر، يدعي أنه بسبب ما أسماه ضعف إيران، يمكن لطهران أن تفكر في التحرك نحو الأسلحة النووية كخيار. وفي مثل هذا الوضع، إذا لم تتحرك واشنطن بسرعة، فإنها ستفقد أيضًا نفوذها لأن الآلية التي تسمح بالعودة التلقائية لعقوبات الأمم المتحدة ضد إيران ستنتهي هذا الخريف (2025م).
وتابع الباحث زعمه أن المفاوضات مع إيران متوترة دائمًا: كل شيء سيكون أكثر صعوبة هذه المرة، لأن إعطاء الأولوية للاتفاق النووي لا يجب أن يتنافس فقط مع أجندة دولية مليئة بالأزمات في مختلف الحالات، ولكن أيضًا فيما يتعلق بإيران نفسها، هناك أيضًا خلافات حول الأنشطة الإقليمية لهذا البلد أو "مساعدتها العسكرية لروسيا في حرب أوكرانيا" والتي لها أهمية خاصة للمناقشة. (وتجدر الإشارة إلى أن إيران رفضت أي مساعدات عسكرية ومعدات لروسيا بهدف استخدامها في الحرب في أوكرانيا).
وتشمل العوامل المعقدة الأخرى القلق العالمي بشأن الحد من صادرات النفط الإيرانية، والدعم الدبلوماسي الروسي لإيران، والتناقض الصيني بشأن التعاون مع الجهود التي تقودها الولايات المتحدة، والتوترات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.
ولا يزال عدم ثقة إيران بترامب، الذي سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي السابق خلال فترة ولايته الأولى، وأجاز اغتيال الشهيد قاسم سليماني وفرض عقوبات الضغط الأقصى، ساري المفعول ويعتبر عاملا مثبطا لأي حوار. وفي الوقت نفسه، يعتقد ترامب أيضاً أن طهران تسعى لاغتياله، وهذا الأمر زاد من عدم ثقته.