kayhan.ir

رمز الخبر: 2024
تأريخ النشر : 2014June13 - 21:07

أنى طلوعك يا كوكب

حسين شريعتمداري

1 ــ في واحدة من منتديات الحديث والاجابة على تساؤلات طلبة الجامعات اثير سؤال حول المسائل السياسية الراهنة بهذا المضمون: "يقولون ان الجمهورية الاسلامية الايرانية نظام للحكم يعتمد الاسلام المحمدي الاصيل، وتعتبرونه الممهد للحكومة العالية لحضرة صاحب الزمان (عج)، فيما كثر منذ صدر الاسلام والى اليوم، هذا الادعاء من قبل حكومات متتالية، حتى الحكومات الفاسدة كحكومة بني امية وبني العباس، فقد اعتبرا حكومتيهما منبثقتين من الاسلام الاصيل، فكيف نفصل بين هذه الادعاءات وما نطرحه اليوم"؟!

كانت اجابتي ــ وبالطبع هي اجابة مستمدة من اساتذة بارزين خبراء في الاسلام وان تفصيلها لا تحصره هذه المقالة ــ هي: "ان التعريف الدقيق والرسمي التام لنظام منبثق عن الاسلام، قد بين في كلام الباري، وتعاليم الرسول العظيم(ص) واولويات المفاهيم الاسلامية ــ ليس تلك التعاليم والمعايير الاسلامية التي بحاجة الى ذهن متقد وبحث وسيع ــ، من هنا فبامتلاك هذه المقدمات، وهي متوافرة للجميع، يمكن تمييز الغث من السمين، والتفريق بين الدعاة الصادقين وبين الادعياء الكاذبين.

فقد كان يملك البعض، في فترة بني امية، وبني العباس وبعض المتأخرين، الخريطة الواضحة، وكانوا على علم بان ما يمتلكونه لا توصلهم للحكومات المذكورة، واساسا ما كانت الثورات المتكررة للشيعة على مر التاريخ قبال الحكام الظلمة، الا لعدم امتلاكهم المنهاج الصحيح للحكم.

فنظام ولاية الفقيه متطابق على ما رشد اليه الرسول العظيم (ص) وائمة الهدى(ع)، وبالضبط لنفس السبب، حين صرح الامام الراحل(ره) ببيان الثورة، انبسطت له قلوب الناس، ووجدوا ابجديات الثورة متناهية من التعاليم السمحة للاسلام ولم تكن غريبة على مسامعهم.

الحكاية جد سهلة، تختصر في ان؛ ثلثي الفقه ــ سواء بنظر الشيعة ام السنة ــ تعالج الاجتماع والسياسة ويبقى الثلث منه ما يتعلق بالاحكام الشخصية والعبادات.

ان تطبيق هذه الاحكام تفتقر الى اقامة الحكومة،وان قيادة هذا النظام لابد ان تكون بيد من تشتمل فيه:

اولا: التسلط على الاحكام الاسلامية وتعاليمها والعلم بالزمان وخصوصياته، أي ان يكون فقيها.

ثانيا: ان يكون عادلا، اذ العلم دون العدل، سيخل في تطبيق الحكم والاوامر الاسلامية.

من هنا فان اقامة نظام اسلامي بقيادة فقيه عادل امر حتمي، وضمان لسلامته واسلاميته، وهي تختصر في كلمة واحدة وهي المفهوم الاساس لولاية الفقيه. ان هذه المعادلة اكثر بداهة من ان يرفضها أي عقل سليم. ولهذا السبب حين ترفض بعض المشارب التي تدعي الولاية، والذين حسب سماحة الامام يفتقرون ليس للولاية وحسب وانما حتى للتدين، حين يرفضون هذه المعادلة ــ سواء عن علم ام جهل ــ فهل سيمنون وجوههم صوب الخرافة، وحينها سيجدون الحكومة البريطانية المبجلة! قبالتهم، ليضعون الامكانات لاسيما القنوات الفضائية (لهذا الثعلب العجوز)، لتبليغ رؤاهم المنحرفة، الواضحة في عدائها للاسلام، والمتماهية مع اعداء رسول الله (ص) وائمة الهدى.

2 ــ في الذكرى الميمونة لولادة امام العصر ــ ارواحنا لتراب مقدمه الفداء ــ اعتبر قائد الثورة الاسلامية خلال تفقده معرض الانتاج العلمي لمؤسسة دار الحديث في طهران، اعتبر انتصار الثورة الاسلامية الايرانية تحقيقا لواحدة من تلك الوعود المطمئنة لتشكيل الحكومة العالمية لبقية الله الاعظم، واصفا هذه الثورة بالسائرة في ركب القافلة البشرية القاصدة للمحل المطلوب والباسط للقلوب، وهو ما وعد به الرحمن في ظهور صاحب الزمان. وكذلك قال سماحته: "ان هذا الزمان يجب ان نطلق علي عصر الامام الخميني(ره) ومن خصوصياته؛ الصحوة واقدام الشعوب في مواجهة الظلم والتعسف للقوى الكبرى، وهو عصر تفتح القيم الالهية والروحية.

وينقل عن سماحة الامام الراحل(ره)؛ "نحن نعيش في مرحلة حساسة، هي اكثر المفاصل التاريخية حساسية".

وبالتاكيد على مواكبة الثورة الاسلامية للثورة العالمية للامام المهدي (عج)، يقول سماحته؛ "وكأن العالم قد تهيأ لإطلالة شمس الولاية من افق مكة المعظمة وكعبة آمال المحرومين وحكومة المستضعفين"و...

وهنا نشير الى موارد من درك هذه الحقيقة المحسوسة، على لسان الاغيار، وهي قليل من كثير؛

ــ هنري كسنجر، مستشار رئيس جمهورية اميركا في سبعينيات القرن الفائت، يصف شخصية الامام الخميني(ره) بهذه الكلمات ان آية الله الخميني قد اصدم الغرب بتحد جدي مبرمج. فقراراته كانت على درجة من القوة والمباغتة، لم تترك أي فرصة للساسة والمنظرين للتفكير والتخطيط.. فلا احد كان يحدس ما يقرره، فقد كان يتحدث ويعمل بمعايير اخرى غير المعايير المتعارفة في عالمنا اليوم. وكأنه يلهم من محل آخر. ان عداء آية الله الخميني للغرب مستل من التعاليم الالهية التي كان يؤمن بها.

فقد كان مخلصا حتى في خصومته مع الاخرين.

ــ محمد حسنين هيكل، رئيس تحرير صحيفة الاهرام، والمع الكتاب والاعلاميين المعاصرين، يقول حول سماحة الامام؛ اعتبر الخميني واحدا من الصحابة المقربين لرسول الله (ص)، حيث جاء بسيرة رسول الاسلام الى قرننا الحالي دون أي نقص أو خلل. وكأنه قدم ليقود جيش علي(ع) بعد شهادته، الجيش الذي افتقد الى قائد يقوده.

وكذلك، خلال لقائه بالقاهرة، بممثل اهالي اهواز في مجلس الشورى الاسلامي ــ السيد سوداني ــ اشار (هيكل) الى حكمة قائد الثورة، قائلا: ان ما فعلته الثورة الاسلامية بزعامة الامام وآية الله الخامنئي، لم يكن بمقدور أي من القادة المعاصرين او زعماء بلدكم امثال؛ كوروش، وداريوش، ان يفعلوه حتى في احلامهم. اين ما تحلو تأسرون القلوب وتوثقوا القلوب بثورتكم.

ــ قناة "بي بي سي" في فيلم وثائقي تحت عنوان "القرب الثاني" والذي كان يعالج الوقائع المحتملة للقرن الحادي والعشرين، ويحذر ساسة الغرب؛ "ان ما حصل في عام 1979، كان نقطة تحول ليس فقط للايرانيين وانما لجميع الاديان العالمية.

الانعطافة التي تخبر بعودة الملايين من الناس في ارجاء العالم، الى التشدد الديني .. فقد اقبل، في انحاء العالم، اتباع الاديان كالمسيحية، واليهودية، البوذية، والهندوسية على التشدد الديني، وحتى في تركيا، والتي دخلت قبل سبعين عاما الحرب على اساس ديني، تعود اليوم الى اصولها الاسلامية بسرعة.

ــ الوين تافر، احد كبار الستراتيجيين الاميركيين، والساسة المقربين للبيت الابيض يقر بأنه "لايمك درك لعبة القوى الدولية في العقود القادمة، دون الاخذ بنظر الاعتبار قدرة الاسلام المتصاعدة".

ــ آنتون غيدنز، عالم الاجتماع البريطاني المعروف، يكتب عن التحولات الاساسية للقرن الحاضر؛ " فيما مضى قيم ثلاثة عمالقة في علم الاجتماع، واعني؛ ماركس، ودوركيم، وماكس (مع اختلاف ضئيل في الرؤى)، قيموا حركة العالم المستقبلية بانها تسير صوب العلمانية، وان الدين يصير نحو التقوقع. الا انه بعد عام 1979، وحصول الثورة الاسلامية في ايران، نشهد حركة معاكسة تختلف وهذه الفرضية، أي هجوم العالم نحو الدين".

ــ الكساندر زوغانف، زعيم الحزب الشيوعي السوفيتي سابقا، في اشارة الى التحولات بعد الثورة الاسلامية في العالم، وبريادة ايران الاسلامية، يقول "نحن كذلك في روسيا تجاوزنا عن الافكار التي تنكر وجود الله".

ــ نيوت غنغريج، رئيس البرلمان الاميركي في رد على تصريحات بعض السيناتورات ممن يدعون قيادة اميركا للعالم، في اشارة الى الثورة الاسلامية في ايران والقيادة الرشيدة للامام وقائد الثورة، فقد قال ساخرا؛ "انى للولايات المتحدة ان تدعي قيادة العالم؟ ففي بلد نشهد حالات حمل لبنات لا يتعدى اعمارهن الثانية عشرة، ويتقاتل صبايا بعمر الخامسة عشرة، ويبتلى بالايدز من عمر 17 سنة، وهنالك من بعمر الـ 18 يحصلون على شهادة الاعدادية وهم لا يجيدن القراءة والكتابة، ان هكذا بلد لايمكنه ان يدير احدا."

ــ عمانوئيل والرشتاين، عالم الاجتماع الاميركي المعروف، يقول بقلق؛ "ان المانع الاساسي الذي يواجهنا في اقرار نظام عالمي، هو فكرة ولاية الفقيه للامام الخميني فجميع النظريات تبهت مع مرور الزمن وتدخل متاحف التاريخ، الا ان نظرية ولاية الفقيه تزداد تالقا يوما بعد آخر، وتستقطب الكثير من المسلمين.

وينقل عن الائمة المعصومين عليهم السلام انه يخرج ناس من المشرق يوطئون للمهدي سلطانه... وكما قال سماحة السيد: متى تبزغ يا كوكبي فقد حان وقت طلوعك.