kayhan.ir

رمز الخبر: 202006
تأريخ النشر : 2025February05 - 20:21

تاريخ ولادة حرس الثورة الاسلامية

 

 حسين شريعتمداري

1 - خلال كلمة في احتفالية "مالك الاشتر" قال قائد الحرس الثوري الاسلامي اللواء "حسين سلامي"، "ان حرس الثورة الاسلامية التي تصنف كاعجاز ذهني للامام الخميني، استلهمها من التجارب المرة للاسلام التي عايشتها في الصدر الاول، وبالطبع كانت ولادة حرس الثورة الاسلامية في عاشوراء عام 61 للهجرة. وفي تلك الواقعة اوصل قمر بني هاشم "العباس" عليه السلام نفسه الى شريعة الماء لرفع عطش اطفال الحرم، منتشلاً أكف الماء ليوصلها فتساكبت بعد ان تقطعت يداه وسقط على الارض، وحينها تم تشكيل حرس الثورة الاسلامية، في ذلك الوقت الذي برز فيه للقتال علي الاكبر نجل الحسين عليه السلام بقامته الممدودة. فكان هذا الشاب اليافع قرباناً للدفاع عن الاسلام وحريم اهل البيت عليهم السلام عند مليك مقتدر، تم تشكيل حرس الثورة الاسلامية.

وفي البرهة التي اصطف المجاهدون فيها في ظهر عاشوراء جاعلين من صدورهم ترساً أمام سهام العدو عند صلاة الظهر، تم تشكيل حرس الثورة الاسلامية".

ان كلام اللواء سلامي اعاد لذاكرتي مقالاً دونته للصحيفة قبل سنوات في اجواء حسينية. وبالتزامن مع ذكرى ولادة العاشورائيين واستمراراً للحديث الشيّق للاخ سلامي العزيز، أرتأيت أعادة جانب  من ذلك المقال. لنقرأ!

2 – في عصر ذلك اليوم الحزين – عصر عاشوراء – في ساعة قبل ان يقدم مولانا المظلوم رأسه في سبيل الله، اطلق نداء "هل من ناصر" فيما الشيطان تتلحفه الحيرة، فما بال ابن رسول الله "ص" فهو من يستنجد؟ ففي هذه الجبهة قد تجندل اصحابه مغرورقين بالدماء، بينما في الجبهة المقابلة اصطف اعداؤه شاهرين السيوف الملطخة بالدماء!... فمع من يوجه الحسين نداءه؟ وفي هذه الصحراء الملتهبة ينتظر أي تلبية؟

وكان الشيطان قد شهد في صحراء منى واقعة ذبح اسماعيل التي اختتمت بـ"وفديناه بذبح عظيم". ولكن هنا قد تضرج الاسماعيليون بدمائهم ولا خبر عن ذبح عظيم.

وهنا في كربلاء يصعد حديث "ان الله شاء ان يراك قتيلاً". فحار الشيطان فلا تسعف الدنيا حسيناً غير ساعة من الزمان الا انه يكرر على شفتيه "هل من ناصر ينصرني"! فمع من يتحدث ابن الزهراء؟ واي جماعة يستنجدها؟ فهنا لا يوجد أحد! وما ادرى الشيطان – وكذلك جلاوزة ذلك اليوم وهذه الايام – بان كربلاء أرض بوسعة جميع البقاع وان عاشوراء يوم بطول جميع الايام... لم يدر ان كربلاء هي بداية طريق، وان عاشوراء فاتحة قضية...ولكن حسيننا كان يدري ان عصر الخميني "ره" على الابواب، وان نداء "هل من ناصر" طنينه يرن في عصر عاشوراء الزمان، وفي عصر الخميني "ره" يرن في اسماع الكربلائيين الذين لم يبلغوا كربلاء.

وكان للحسين نطقاً آخر على شفتيه في اخريات ساعات عمره، ما زاد من حيرة الشيطان، "هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله..."؟ فالشيطان كان يعلم ان قطاع الطرق جاؤوا لنهب الحرم، ولكنه لم يعلم ان ابن رسول الله "ص" يستنجد مدافعي الحرم في عصر الخميني "ره" والخامنئي للدفاع، نفسهم الذين عصبوا جباههم بعصابة "كلنا عباسك يا زينب".

وحين يوم الواقعة شقوا قلب جيش يزيديي الزمان وقطعوا ايديهم الخبيثة عن حرم آل الله في الشام والعراق وايران، وكما قال سماحة آية الله السيستاني "لولا الجمهورية الاسلامية الايرانية لالتهم الداعشيون العراق".