عراقجي: الإفراج عن اصولنا المجمدة يمكن أن تكون خطوة اولى لكسب ثقة إيران
* واجهنا العداوة والإجراءات الأميركية ضدنا منذ انتصار الثورة ولا يوجد أي سبب لفتح صفحة جديدة معها
*الأسلحة النووية ليس لها مكان في العقيدة الدفاعية للجمهورية الإسلامية ونضمن أمننا بوسائل أخرى
طهران-العالم:-أشار وزير الخارجية عباس عراقجي، إلى انعدام الثقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة وقال إن الإفراج عن الأصول المجمدة الإیرانیة يمكن أن يكون إحدى الخطوات الأولى لأميركا لكسب ثقة إيران.
وقال عراقجي في مقابلة مع مراسل قناة الجزيرة القطرية ردا على سؤال حول نهج إيران بشأن المفاوضات مع الإدارة الأميركية الجديدة: لدينا علاقة طويلة مع أمريكا وللأسف فإن هذا التاريخ مليء بأحداث ومواقف سيئة وسلبية للغاية، بما في ذلك العدواة الإمریکیة ضد إیران.
وأضاف: واجهنا العداوة والإجراءات الأمريكية ضد إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية وإن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وقیامها باستشهاد اللواء قاسم سليماني وغيره من الهجمات التي قامت بها، خلق تاريخا مليئا بالعداوة وانعدام الثقة بين إيران والولايات المتحدة.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت إيران مستعدة لفتح فصل جديد من الحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة ترامب، قال عراقجي: يجب أن يكون هناك سبب لذلك لفتح صفحة جديدة. أعتقد أنه لا يوجد حالياً أي منصة لفتح صفحة جديدة لكن علينا أن نرى ما هي السياسات التي سيتبناها الطرف الآخر.
وأشار وزير الخارجية إلى المحادثات التي أدت إلى التوصل إلی خطة العمل المشترك الشاملة في عام 2015 وقال: لقد تفاوضنا مع الإدارة الأمريكية من قبل؛ ولقد أجريت مفاوضات مباشرة ومستمرة ونتيجة لذلك تمكنا من التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وکان عملية معقدة للغاية ولقد احتفل العالم كله بهذا الاتفاق لأنه أظهر فعالية ونجاح الدبلوماسية لکنه قررت الإدارة الأمريكية الانسحاب من هذه الاتفاقية وليس من السهل الخروج من جو عدم الثقة هذا ، أنا لا أقول إنه مستحيل، لكنه صعب للغاية، والأمر يعتمد على إرادة الإدارة الأميركية في كسب ثقة إيران للدخول في تفاعل بناء.
وردا على سؤال حول إمكانية توجه إيران نحو إنتاج الأسلحة النووية وما إذا كانت إيران تمتلك حاليا مثل هذه الأسلحة، قال وزير الخارجية: إن إيران لا تمتلك أسلحة نووية الآن. الأسلحة النووية ليست جزءا من العقيدة الدفاعية الإيرانية.
وأضاف عراقجي: إنه يتم ضمان أمننا بوسائل أخرى، والأسلحة النووية محظورة علينا.
وتابع قائلا: هناك فتوى واضحة من قائد الثورة الإسلامية بأن إنتاج وحيازة واستخدام جميع أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة النووية، محرم، وأنتم تفهمون معنى المحرم جيدا.
وقال وزير الخارجية رداً على سؤال حول ما هو توجه إيران تجاه الوضع السياسي الجديد في سوريا؟ سندعم أي حكومة يوافق عليها الشعب السوري، ونعتبر الاستقرار والسلام في سوريا أمراً مهماً وحيوياً للغاية لاستقرار وسلام المنطقة.
واضاف: إننا لا نريد أن تصبح سوريا مكانا لعدم الاستقرار، أو التوترات الدائمة أو الحرب الأهلية، أو الحرب بين الأعراق. وهذا سيجعل سوريا ملاذا للإرهابيين مرة أخرى.
وأضاف عراقجی: إن هذه ليست المرة الأولى التي يفقد فيها حزب الله زعيمه، ففي المرة الأخيرة عندما استشهد الشهيد الموسوي على يد الصهاينة تكبد حزب الله الكثير من الأضرار، لكنه أعاد بناء نفسه ورأينا أن حزب الله أصبح أكبر وأقوى وأكثر نفوذاً.
وتابع: الآن أعتقد أن قضية فلسطين أصبحت بالمناسبة أكثر حيوية من أي وقت مضى. قبل طوفان الأقصى، تصور الجميع أن فلسطين قد نسيَت، وأن عملية التطبيع قد بدأت، وأن الصهاينة لديهم خطط كبيرة للمنطقة، لكن شعب فلسطين لم يعد قادراً على تحمل المسؤولية. وغزة أحيت قضية فلسطين وأعادتها إلى القضية الأولى، وغيرت وجه المنطقة والعالم.
وصرح عراقجي: لكن لسوء الحظ، لم يكن من الممكن تحقيق هذه العملية إلا بعد إراقة الكثير من الدماء. والآن أصبحت الطبيعة الإجرامية للكيان الصهيوني الذي ارتكب جرائم الإبادة الجماعية أكثر وضوحاً للعالم أجمع من أي وقت مضى.
وأعتقد أن المقاومة بالخبرات التي اكتسبتها في هذا المجال الصعب جداً ستواصل بالتأكيد حضورها وتأثيرها في المنطقة.
وقال وزير الخارجية: اليوم، أنا أكثر أملا وثقة من أي وقت مضى بأن الشعب الفلسطيني سيحقق هدفه.
لقد أجريت محادثات طويلة ومفصلة مع رئيس الوزراء ، وزير الخارجية القطري
وردا على سؤال حول أسباب الزیارة إلى قطر والاجتماع بمسؤولي هذا البلد، قال عباس عراقجي: لدينا علاقات جيدة جدا ووثيقة مع الحكومة القطرية وعلاقاتنا الثنائية على مستوى جيد جدا وهناك مشاريع مهمة بين البلدين قيد الدراسة أو يجري تنفيذها.
وأضاف: لقد أجرينا دائمًا مشاورات وثيقة مع الحكومة القطرية فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية ومنها سوريا ولبنان وغزة وفلسطين ونشكر قطر على دورها في قضية وقف إطلاق النار في غزة ونأمل أن يتم حل بقية المشاكل وأن يستمر وقف إطلاق النار .
وقال: مواصلة المشاورات مع رئيس الوزراء ،وزير الخارجية القطري كان من أهدافي الرئيسية لهذه الزیارة ولقد عقدنا اجتماعا طويلا وتبادلنا وجهات النظر حول كافة القضايا الإقليمية والثنائية.