kayhan.ir

رمز الخبر: 201750
تأريخ النشر : 2025February01 - 20:02

مشروع مارشال الجديد يمهد للتطبيع

 

 امام متغيرات مستمرة نعيش حقبة بواقع جديد قد برزت تضاريسه تفسح الطريق لحالة ثورية عميقة الايمان تكرست مع ظلم مزدوج؛ فالآلة الحربية الاسرائيلية من جهة والآلة الاعلامية العربية من جهة أخرى. فقبل اسبوع دعا الرئيس الاميركي ترامب كلا من مصر والاردن الى استقبال المهجرين الفلسطينيين من غزة ووجه الخطاب مباشرة الى كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الاردني عبدالله الثاني محاولاً التذكير بالمساعدات الاميركية وانها ترتبط باستحقاقات تتعلق بدورهما في تسوية قضية غزة.

وهي دعوة اشبه بالتهديد ولا تختلف عن تصريحات اليمين الاسرائيلي المتطرف، لاسيما وان وزير مالية الكيان الصهيوني قد طلب استخدام لغة القوة مع مصر اذا لم توافق والبعث برسائل مشفرة الى السيسي فيها اشارة الى عملية اغتيال. وعموماً المشروع هو بديل يكون بالنسبة للفلسطينيين اسوأ مما كان عليه الوضع في غزة قبل السابع من اكتوبر، انها حالة الشذوذ السياسي التي تعيشها الساحة، وتراجع في القرار العربي.

فلعمان مع واشنطن مذكرة تفاهم وقعت عليها في سبتمبر عام 2022 متعددة السنوات تبدأ من 2023 وتنتهي 2029 تنص على تقديم مساعدات اقتصادية وعسكرية لفائدة الاردن لا تقل عن 1.45 مليار

 دولار. اما المساعدات لمصر والتي تقدر سنوياً 1.3 مليار دولار وتكون ورقة ضاغطة عليها فهي تذكر بمشروع مارشال لانقاذ النظام المصري من أزماته الاقتصادية المشروع الذي تقدم به رئيس وزراء الكيان الصهيوني حينها "شمعون بيريز" الى الحكومة الاميركية، وطرحها الرئيس الاميركي "رونالد ريغن" على قمة طوكيو عام 1986 لدراسته وتوفير الغطاء المالي له. فهو مشروع صهيوني من حيث التفكير لكنه اميركي من حيث التنفيذ، الهدف منه تكملة ما لم يحققه اتفاق كامب ديفيد، المهم في الامر هو تزويد المخابرات الاسرائيلية بمعلومات مصيرية حول اوضاع الحركة الاسلامية في مصر.

اذن ما دامت هنالك خلفية استعدادية للحكومات الرسمية العربية للوقوف بوجه الحالة الاسلامية حتى ولو تطلب ذلك التحالف مع الاعداء. اذ تصنف المقاومة الفلسطينية على قائمة الحركات الاسلامية وهي بذلك تشكل جدلاً مستمراً لمصر والاردن وللدول العربية في الخليج الفارسي عموماً، فلابد من تقييد اذرع هذه الفصائل لفترات طويلة وهو نفس المخطط الذي يتم تنفيذه في لبنان في محاولة للتضييق على حزب الله وحركة أمل سياسياً بعد ان تم اغتيال قادة اسلاميين بارزين. وهو بالضبط ما يتم التركيز عليه في العراق من دعوات لنزع سلاح المقاومة وحل الحشد الشعبي.

بعد ان رافقت التلميحات الاميركية مع تصريح لترامب عزمه لسحب القوات الاميركية في سوريا قريباً، اي اطلاق العنان لعصابات داعش في التغلغل داخل العراق بذريعة عدم تحمل مسؤولية حفظ الامن في سوريا، بعد تنسيق واشنطن مع انقرة على ذلك، كل هذه الخطوات ستكون ارضية مناسبة لعملية التطبيع مع الكيان الصهيوني بدءأ من السعودية مروراً بسوريا و....

ويصب في نفس سياق الضغوط الاميركية ما صدر من ترامب تحذيره للدول الاعضاء في مجموعة بريكس من استبدال الدولار كعملة احتياطية، بفرض رسوم جمركية بنسبة 100%.

ان رسم هكذا مخططات غربية للمنطقة يستلزم مواجهة بنفس الحجم – في اقل تقدير – من ناحية الاستعداد العسكري ووضع خارطة طريق تفصيلية لاعلام ملتزم يبنى على ايديولوجية اسلامية يصل الى مستوى الجهاد، وهو ما يتداول في الجمهورية الاسلامية الايرانية بجهاد التبيين. هذا اضافة لاهتمام ايران بانشاء منصات اقليمية لتقديم الخدمات المالية والتعليمية لمكافحة الاحادية في الحوكمة الرقمية والذكاء الاصطناعي، وان ايران واحدة من الدول القليلة في صناعة الفضاء وتصميم الاقمار الصناعية ومحطات التحكم ومراكز التقاط الصور وقواعد الاطلاق والمتفجرات ومراكز الابحاث المستخدمة في تجميع الاقمار الصناعية. كل ذلك لا يصدر الا من قيادة حكيمة تؤمن بشريعة الهية وفي نفس الوقت يكون للشعب الدور الاساس في دعم وصيانة دستور البلاد عن طريق ممثليه في مؤسسات الدولة.