الارهاب السعودي ليس اعمى!!
مهدي منصوري
كثيرا ماسمعنا وتردد على السن اغلب المحللين والسياسيين من أن الارهاب اعمى ولادين له ولكن من خلال الوقائع على الارض ثبت العكس هو الصحيح وثبت ان الارهاب لم يكن اعمى بل ان له عينين حادتين يستطيع من خلالهما اختيار الهدف وبنفس الوقت فان له دين يختلف عن مختلف الاديان يقوم على تكفير واهراق دم كل من لايؤمن بافكاره ومعتقداته ، لذلك فانه يخطط لكل اعماله الارهابية استنادا الى تلك الافكار والمعالم ويعلم كيف ينتقي هدفه للانتقام.
ومن خلال نظرة سريعة للممارسات الاجرامية التي تقوم بها المجاميع الارهابية و لاكثر من عشر سنوات مضت يتضح ان هذه المجاميع المدعومة من دول ذات توجه عقائدي تكفيري كالسعودية وتركيا وقطر وغيرها فانها قد وجهت حرابها وبصورة مكثفة اعلاميا وسياسيا ضد طائفة معينة دون غيرها من المسلمين، ومايحدث في العراق اليوم وبالخصوص هي حرب طائفية بامتياز لايمكن لاي أحد ان ينكرها او يضع التصورات خارج هذا الاطار، بالاضافة الى مايحدث في سوريا وقد توج هذا الحقد الاهوج بالعدوان السعودي المباشر على الحوثيين في اليمن بنفس التصور التكفيري الحاقد على الشيعة.
اذن ومن خلال هذه المعطيات السريعة يمكننا ان نؤكد وبكل صراحة من ان الارهاب السعودي التركي القطري قد جند قواه لمحاربة طائفة معينة ولذلك فهو سعى ويسعى وبكل مايملك من امكانيات ليس فقط لكسر شوكة هذه الطائفة فحسب بل ان امكنته الظروف بالقضاء عليها.
وماالاحداث في البحرين والتي اشرفت على دخول عامها الخامس والتي طالت الغالبية من ابناء الشعب البحريني لكونهم من الشيعة فحسب ولاغير من خلال عمليات القمع الممنهج واستهداف المساجد والحسينيات، وكذلك ماحدث بالامس في مدينتي الدمام والرياض في السعودية من استهداف مساجد الشيعة هناك رغم كونهم انهم معروفون بانهم شعب مسالم يريد العيش على ارضه بامن وسلام وانه لم يكن في يوم من الايام مصدر قلق وارباك للانظمة الخليجية الحاكمة.
ومن هنا ومن خلال ماتقدم يمكننا القول انه ورغم كل المحاولات اليائسة التي تقوم بها المجموعات التكفيرية الحاقدة من ممارسات لاانسانية ولااخلاقية ضد ابناء الطائفة الشيعية نجد ان مخططاتهم واهدافهم المرسومة اخذت تنهار وتسقط على صخرة الصمود الشيعي بل والانكى من ذلك فان حالة التقهقر والانهيار والانهزام بدأت تظهر وبوضوح على ملامح المجاميع الارهابية من خلال الضربات القوية التي تتلقاها كل يوم على يد القوات العراقية وابناء الحشد الشعبي الابطال والتي ستكون فيه نهايتها وازالتها من الوجود وفي القريب العاجل ان شاء الله.
وقد اشارت اوساط اعلامية وسياسية سعودية واقليمية الى ان التفجيرات التي حدثت في السعودية واستهدفت الشيعة بالخصوص قد يكون وراؤها بعض الجهات النافذة في حكومة ال سعود والتي تهدف الى تحقيق هدفين اولهما لممارسة الضغط على الحكومة السعودية لاعطائها دورا اوسع في الحكم بعد التغييرات الاخيرة وكذلك محاولة الاستفادة من اثارة الشيعة هناك لتحقيق هذا الهدف مستغلة حالة القهر والاستعباد والاقصاء الذي يعيشه ابناء الطائفة هناك من خلال ردود الافعال التي تثيرها لديهم مثل هذه الجرائم الارهابية الوحشية بحيث يمنح سلطات ال سعود ذريعة لتمارس دورا اجراميا اكبر من الارهاب ضد الشيعة هناك.
والسؤال المهم هو كيف يمكن لدولة مثل السعودية والمؤمنة اميركيا والتي اعلنت وفي اكثر من مناسبة انها تملك السيطرة على تحركات المجموعات الارهابية لديها وهو الواقع بعينه لان هذه المجاميع قد تشكلت على مرأى ومسمع من اجهزة المخابرات السعودية والاميركية للاستفادة منها في تنفيذ مخططاتها المستقبلية في المنطقة؟.
وقد كشف وبنفس الوقت ان استهداف مساجد الشيعة في السعودية وفي مدينتين مهمتين مدى هشاشة الوضع الامني في هذا البلد من خلال تحرك افراد هذه المجاميع والقيام بالعمليات الارهابية بعيدا عن انظار القوات الامنية، ومن هنا جاء استنكار وادانة هذه العمليات الاجرامية من قبل المنظمات المدنية في السعودية والمنظمات الدولية والانسانية والتي طالبت من نظام ال سعود ان يتولى وبحسب وظيفته وبقوة حماية ارواح ابناء الشعب السعودي والا ان يترك الامر لكل من يستهدفه الارهاب خاصة ابناء الطائفة الشيعية للقيام بتشكيل مجاميع شعبية تتولى امر حماية نفسها من ان يطالها الارهاب المدعوم من قبل اجهزة متنفذة في السلطة مرة اخرى.
ومن نافلة القول فان هذا المطلب قد يكون واقعيا ومفروضا لانه وفي حالة عجز الحكومة من تحقيق الامن فلابد للانسان ان يبحث عن طريقة يمكن ان يحقق امنه واستقراره والذي يقع تحت ظائلة الدفاع عن النفس وهو حق فرضته جميع القوانين والمواثيق الانسانية.