kayhan.ir

رمز الخبر: 201203
تأريخ النشر : 2025January21 - 20:36

ما يحمله ترامب للفلسطينيين

 

 عقب تنصيبه بدأ ترامب بتوقيع سلسلة من الاوامر التنفيذية، ومنها؛ الغاء عقوبات فرضها سلفه بايدن على مستوطنين ارتكبوا اعمال عنف ضد فلسطينيين بالضفة الغربية.

هذا الامر التنفيذي من ترامب كان ضوءاً أخضر للصهاينة في الاراضي المحتلة لتشهد الضفة الغربية خصوصاً فصولاً من التصعيد اخرها عملية عسكرية هي الاوسع منذ عملية "السور الواقي" عام 2002.

ويتحدث الكيان الصهيوني الغاصب عن عملية تستهدف مسلحين في جنين وطولكرم وطوباس، فحركت قوى الجيش المروحيات ومقاتلات وقوات كبيرة، فخلفت العملية 9 قتلى واغلقت القوات الاسرائيلية مداخل مدينة جنين الرئيسة ونشرت عدداً من القناصة وحاصر مستشفيات جنين الثلاثة واخرجها عن الخدمة عبر تجريف الشوارع المؤدية اليها واقامة السواتر الترابية بمحيطها.

واصيب 21 فلسطينياً واحرقت مركبات ومنشآت تجارية ومنازل في هجوم للمستوطنين الاسرائيليين على قريتي "جينصا فوط والفندق" مساء الاثنين.

فيما برر وزير خاجية الكيان الغاصب "يسرائيل كاتس" هذه الاقتحامات بأن إيران تسعى لإنشاء جبهة ضد "اسرائيل" في الضفة الغربية، على غرار غزة ولبنان.

فالمخاوف جداً كبيرة من سياسة اكثر تصلباً وشدة ينتهجها ترامب مما تزيد من حدة التوترات المتفاقمة اصلاً في المنطقة.

فترامب الذي يصف نفسه انه افضل صديق لـ"اسرائيل" كان قد صرح خلال خطاب له امام المجلس الاسرائيلي – الاميركي بواشنطن في 19 سبتمبر من العام الماضي: سنجعل "اسرائيل" عظيمة مرة اخرى.

وسبق ان عرض خطته المثيرة للجدل "صفقة القرن" والتي روج لها صهره ومستشاره "جاريد كوشنر" في عام 2018 خلال جولته بالمنطقة.

وتتضمن الخطة استمرار السيطرة الاسرائيلية على معظم الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل عام 1967، وضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية الى الكيان الصهيوني وبقاء مدينة القدس موحدة وتحت السيادة الاسرائيلية.

وفي حفل التنصيب نوّه ترامب الى ضرورة الاسراع بتطبيع السعودية علاقاتها مع الكيان الصهيوني، فيما قال "مايك والتز" مستشار الامن القومي الاميركي في ادارة ترامب الجديدة بصورة قطعية، ان حركة حماس لن تعود لحكم قطاع غزة مرة اخرى.

فهذه الادارة لا تكترث بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، لاسيما والسمة الغالبة هي الخلفية الدينية المسيحية الانجيلية ونبوءات هذه الجماعة بلابدية تجمع اليهود في فلسطين ونزول المسيح عليه السلام ووقوع معركة "هرمجدون" والعهد الالفي السعيد، والذي يعود الى المذهب البروتستانتي، لاسيما على يد القس "مارتن لوثر" الذي كتب كتابه عام 1523 "المسيح ولد يهودياً" ادان اضطهاد الكنيسة الكاثوليكية لليهود، قائلاً: "ان اليهود هم ابناء الرب ونحن الضيوف الغرباء وعلينا ان نرضى بأن نكون كالكلاب التي تأكل من فتات مائدة اسياها".

لقد اجتمعت في ترامب الحالة النرجسية فهو يعشق نفسه، وعقلية التاجر الجشع الذي لايهمه سوى مصالحه فانعدمت الاخلاق السوية لديه، وهو الامرالذي دفع رئيس وزراء كندا الاسبق "جان كريتيان" ان ينصح ترامب بالقول: غير طريقة تفكيرك، بعد ان قال ترامب: ان كندا يجب ان تصبح الولاية رقم 51 من اميركا.

وبعد ان جدد ترامب تصريحاته حول ضرورة ان تكون غرينلاند تحت سيطرة اميركا، قال رئيس وزراء غرينلاند "موتي بوروب ايجيدي": ان تصريحات ترامب بشأن السيطرة على بلاده "مقلقة"، كما ولم يستبعد ترامب استخدام القوة للسيطرة على قناة بنما.

وسبق ان سخرت رئيسة المكسيك "كلاوديا شينباوم" في مؤتمر صحفي من افكار ترامب بشأن اقتراحه تغيير اسم خليج المكسيك الى خليج اميركا.

فهل ان ترامب يحاول مماشاة نظرية الفيلسوف السياسي "نيكولو ميكافيلي" المتوفى عام 1527 انه من الحكمة محاكاة الجنون.

فصارت نظرية في السياسة الدولية تسمى نظرية الرجل المجنون، وأول من طبقها الرئيس الاميركي نيكسون حين تمظهر كرجل مجنون لإخافة اعدائه، واستخدم وزير خارجبته هنري كيسنجر حينها هذه الحيلة للضغط على الفيتناميين في المفاوضات.