الخارجية: ايران لن تتفاوض بشأن قدراتها الدفاعية والعسكرية مع اي دولة
*نوايا الاميركيين لفرض سياساتهم الفاشلة على ايران والمنطقة كما في السابق خبيثة
*لن يكون هناك أي مبرر لبقاء إيران في بعض الاتفاقيات الدولية في حال تفعيل آلية فرض العقوبات
*الاتفاق النووي وثيقة ملزمة بقرار مجلس الأمن الدولي و على جميع الأطراف المشاركة فيه الالتزام ببنوده
*وقف إطلاق النار في غزة انتصار و مثال للإرادة والصمود ودول وشعوب العالم تعلمت الدروس منها
طهران-مهر:-قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، في إشارة لوقف إطلاق النار في غزة : "وقف إطلاق النار كان تطورا مهما للغاية، حيث عبرنا عن مواقفنا في بيان، وكان انتصارا ومثالا للإرادة والإيمان والصمود في غزة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي في مؤتمره الصحفي الاسبوعي امس الاثنين، ان خلال الأسبوع الماضي، شهدنا تطورات مهمة في مجال الدبلوماسية الثنائية وعلى المستوى الإقليمي، لقد شهدنا زيارة الرئيس إلى روسيا وطاجيكستان، والتي تم خلالها توقيع اتفاقية تعاون بين طهران وموسكو.
وقال بقائي عن سبب الإشارة إلی اتفاقيتي 1921 و1940 في مقدمة الاتفاق بين إيران وروسيا، قال بقائي: نشر نص اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين إيران وروسيا يوم الجمعة.
وأضاف: إن الاتفاقيتين السابقتين لعامي 1921 و1940، المذكورتين في مقدمة الوثيقة الجديدة، هما جزء من تاريخ العلاقات الإيرانية الروسية وما زالت مستقرتان وساریتان . والرجوع إلى هاتين المعاهدتين سیكون مفيدا في العلاقات الثنائية.
وفي إشارة إلى وقف إطلاق النار في غزة، قال: "وقف إطلاق النار في المنطقة كان تطورا مهما للغاية، وقد عبرنا عن مواقفنا في بيان وكان هذا انتصارًا ومثالًا للإرادة والإيمان والصمود في غزة".
وأضاف بقائي: "لقد تعلمت دول وشعوب المنطقة وخارجها على المستوى الدولي دروساً واضحة من هذا التطور". وإذا نظرنا إلى النصر بناءً على عدد القتلى وحجم الجرائم، فإن النصر يعود إلى الكيان الإسرائيلي، وانتهاك جميع القواعد الدولية وانعدام القانون هو أعلى مستوى من إنجازات الكيان الصهيوني. وبطبيعة الحال، لم يكن من الممكن ارتكاب هذه الجرائم لولا الدعم الكامل والمساندة من جانب الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: "إن النتيجة النهائية هي هزيمة كاملة وعار لمحتل لا يؤمن بمفاهيم حقوق الإنسان. إن ما هو حاسم هو مقاومة الشعب الفلسطيني، وهي مقاومة تنبع من الداخل وتبشر بلا شك بانتصارات مستقبلية للمنطقة".
وردا على سؤال حول وقف إطلاق النار في غزة، قال إسماعيل بقائي: لقد عبرنا عن موقفنا بشأن وقف الإبادة الجماعية في غزة ونعتقد أن وقف إطلاق النار يعني توقف مخطط إبادة فلسطين.
وأضاف: بذلنا الكثير من الجهود لتعبئة المجتمع الدولي لوقف الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في غزة من قبل الکیان الصهيوني في هذه الأشهر الستة عشر وقد عقد الاجتماعان لمنظمة التعاون الإسلامي بناء على اقتراح الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولقد حاولنا الكثير في هذا المجال على مستوى الأمم المتحدة و المنطقة وفي المباحثات الثنائية.
واستطرد قائلا: لقد استخدمت المقاومة كل قدراتها الكامنة في هذه الأشهر الستة عشر، كما فعلت قبل عقود و لقد واصلت و ستواصل إيران دعمها للمقاومة الفلسطينية ونعتقد أن الحفاظ على روح المقاومة إلى جانب التضامن الوطني والتضامن بين كافة الجماعات والأحزاب الفلسطينية وكل الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وبالطبع دعم جماعات المقاومة الأخرى، كان فعالاً جداً في هذا الاتجاه کما أعتقد أن جميع الأطراف تعلمت دروسها من هذا التطور، وبالتأكيد سنستفيد من الدروس وعبر هذا التطور في المستقبل.
وفيما يتعلق بادعاءات حول محادثات بين إيران وأوروبا بشأن البرنامج الصاروخي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن "من الطبيعي أن يطرح البعض هذه القضايا، لكن المهم هو موقف إيران الثابت، حيث لن يكون هناك أي تفاوض بشأن قدراتنا الدفاعية والعسكرية".
وأضاف: "إذا أثيرت مثل هذه المواضيع، فقد تلقت الرد المناسب بالفعل".
وفيما يخص آلية "سناب باك" (إعادة فرض العقوبات)، أشار بقائي إلى أنه "منذ حكومة الرئيس السابق، أوضحنا أنه إذا تم إساءة استخدام هذه الآلية للضغط على إيران، فإن ردنا سيكون بالمثل، ولن يكون هناك أي مبرر لبقاء إيران في بعض الاتفاقيات الدولية".
وحول قضية مقتل مواطنين إيرانيين في فرنسا، أكد بقائي أن "متابعة حقوق المواطنين الإيرانيين تعد من المهام الرئيسية لوزارة الخارجية. هذا مطلب جاد من جانبنا، ولم نتلق بعد معلومات مقنعة حول طبيعة الجريمة التي وقعت في فرنسا".
وأضاف: "من الطبيعي أن نطالب بملاحقة الجناة قضائيًا وإصدار الأحكام بحقهم، ويجب توضيح ملابسات القضية. فرنسا يجب أن تكون مسؤولة وتقدم الإجابات اللازمة. كل من سفارتنا في باريس والقسم القنصلي في طهران يتابعان الموضوع عن كثب".
وفيما يتعلق بعدم سفر عراقجي إلى نيويورك، قال: "كان من المقرر عقد هذه القمة اليوم، لكن بالنظر إلى التطورات في المنطقة والأحداث الأخيرة، وخاصة وقف إطلاق النار، تم تغيير الموضوع، وبالنظر إلى الظروف الزمنية، لن تتم الزيارة".
وردا على سؤال حول المفاوضات الرامية إلی إحیاء خطة العمل الشاملة المشتركة وإمكانية عودة الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن التفاوض بشأن الملف النووي الإيراني له أساس واضح، وهو الاتفاق النووي. مضيفا: ان الاتفاق النووي يعتبر وثيقة ملزمة بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ويجب على جميع الأطراف التي شاركت في تشكيله أن تشارك في هذه العملية بعد أن اتسمت هذه الوثيقة بمکانة قانونية كجزء من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ردا على سؤال حول آخر التطورات بشأن المفاوضات المتعلقة بحقوق ايران المائية من نهر هيرمند: لطالما تابعنا مسألة حقوق ايران المائية من نهر هيرمند والأنهار الأخرى التي تتدفق نحو إيران.
وأکد أن متابعة حقوق إيران المائية من نهر هيرمند كانت وستكون أجندة ثابتة لأي المحادثات بين إيران وأفغانستان ونعتقد أن التعاون في مجال المياه يمكن أن يكون أحد نقاط القوة ونقاط التعاون بين البلدين.
واستطرد قائلا: إن سياسة حسن الجوار والعلاقة التاريخية والثقافية والروابط المختلفة القائمة بين البلدين تتطلب أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق وتفاهم في هذا المجال وهذا ليس بعيد المنال.
وحول تصريحات عراقجي في مقابلة إخبارية خاصة بشأن استعداده للمحادثات بشأن أوكرانيا، قال بقائي: "أعلنا استعدادنا منذ البداية، وتم التأكيد على موقفنا في اجتماعات مختلفة". إن اتهام تدخل دول أخرى في الصراع الأوكراني سياسة مدمرة، ونحن نرفض تماما ادعاء تورط إيران في هذه القضية، وذكرنا موقفنا بوضوح، وأعلنا استعدادنا للحوار. وقد أثيرت هذه القضية خلال المحادثات الأخيرة وأعربنا عن مواقفنا.
وفي رده على تصريحات أحد المسؤولين الأمريكيين المستقبليين بشأن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، أكد بقائي: "إيران ستدافع عن مصالحها ووحدتها الإقليمية بحزم، وهذه النوعية من التصريحات هي بالتأكيد مدمرة ولا تخدم مصلحة أي طرف. سواء من الناحية القانونية الدولية أو من وجهة نظرنا كإيران، هذا الموقف مرفوض تمامًا. إيران ستتخذ إجراءات حاسمة في الدفاع عن مصالحها في أي حالة من الحالات".
وقال بقائي بشأن أداء بايدن خلال السنوات الأربع الماضية: "على المستوى الإقليمي، كانت إدارة بايدن واحدة من الأسوأ في الستين عامًا الماضية، حيث قضت آخر 16 شهرًا من ولايتها في دعم إبادة جماعية واضحة في المنطقة. ومن اللافت أن اتفاق وقف إطلاق النار تم التوصل إليه في الأيام الأخيرة لهذه الإدارة، وهو أمر ذو دلالة عميقة. وسيظل هذا السجل الأسود عالقًا في أذهان شعوب المنطقة، وخاصة أولئك الذين عانوا من العدوان الصهيوني".
وأضاف: "على المستوى الثنائي، واصلت واشنطن سياساتها العدائية، ولم تُظهر جدية في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، بل استمرت في فرض عقوبات جائرة ضد إيران. ومن هاتين الزاويتين، سواء من خلال سياسات زعزعة الاستقرار أو الضغوط المستمرة على إيران، تركت الإدارة الأمريكية سجلًا سيئًا. والأسوأ من ذلك هو أن المسؤولين الأمريكيين الحاليين يحاولون فرض سياساتهم الفاشلة على الآخرين، مما يثبت أن نواياهم خلال هذه السنوات الأربع كانت خبيثة".
وفيما يتعلق بزيارة اللواء باقري إلى باكستان، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى أن "التعاون بين إيران وباكستان في جميع المجالات مستمر بوتيرة متزايدة. كان لدينا سابقًا زيارة للسيد عراقجي، والمحادثات مستمرة. التعاون الدفاعي كان أيضًا جزءًا من الاتفاقات، ومن الطبيعي أن يتم التشاور بين الجانبين حول القضايا التي تحتاج إلى تحسين العمليات لمواجهة التهديدات المشتركة".
وحول تصريحات عراقجي بخصوص المحادثات النووية مع أوروبا، قال: "النقطة التي أشار إليها السيد عراقجي هي أننا نجري محادثات مع الترويكا الأوروبية حول مواضيع متنوعة تتوافق مع مصلحة الأطراف. لدينا شكاوى جدية فيما يتعلق بتصرفات الدول الأوروبية، على سبيل المثال دعم هذه الدول الثلاث للكيان الصهيوني. لقد عبرنا عن هذه القضايا بصراحة، وتحدثنا عن سوريا وأوكرانيا".
وأضاف: "لكن ما هو واضح هو أن المفاوضات تعني الحوار حول تبادل الامتيازات واتخاذ قرارات بشأن القضايا المحددة، والمفاوضات حول البرنامج النووي فقط هي التي جرت. لا يوجد تناقض في هذا. موقفنا واضح، في السنوات الأربع الماضية، حتى عندما كانت الولايات المتحدة خارج الاتفاق النووي، استمرت المحادثات، وجرت المفاوضات غير المباشرة خلال فترة الحكومة الديمقراطية، ولا تزال عملية مسقط قائمة. نهجنا حول مختلف القضايا هو نهج ثابت وواضح تمامًا".