الغضب الالهي الساطع
كتب المحرر السياسي
وما جرى ويجري اليوم من حرائق مهولة وكوارث في ثاني اكبر مدينة اميركية وهي لوس انجلس وبهذا الانتشار الواسع التي يتجاوز عشرات الهكتارات وقد قدرت خسائرها لحد الان 150 مليار دولار بينما تستمر هذه الحرائق وتتسع شيئا فشيئا.
والله العالم الى اين ستصل. لكن ما يتوقف المرء عنده مهما كان دينه وقوميته وتوجهاته وارتباطاته لا يمكن ان يفصل ما بين غزة التي تحترق وتدمر وتشتعل كالجحيم وعلى مدى ما يقارب العام والنصف على ايدي الجناة الصهاينة وبحماية مالية باذخة وتسليح اميركي مفتوح وسط تفرج العالم الميت الضمير وما يجري اليوم في لوس انجلوس حيث تلتهم النيران عشرات الالاف من المنازل والبنى التحتية والمنشآت المدنية حتى قيل انها تقترب من المخزون الاستراتيجي للصواريخ النووية وهو امر في غاية الخطورة ويجب تخلية الصواريخ فورا والا فان كوارث هذه التفجيرات لا حصر ولا حد لها. وحتى الان لم تكن هناك احصائية دقيقة عن عدد القتلى والجرحى ومئات الالاف من المشردين وتجهز اماكن مأواهم في هذا الشتاء القارس.
فالامر لم يتوقف على ولاية لوس انجلوس فالنيران بدأت تلتهم ولاية كاليفورنيا التي تعتبر اغنى ولاية اميركية واذا ما تم السيطرة عليها فلا احد يعرف مصيرها خاصة وان رجال الاطفاء والادارات التي بحوزتهم لا تفي بالواجب ناهيك عن نقص المياه وكذلك الميزانيات المحدودة لاطفاء الحرائق في الولايات الاميركية كل هذه العوامل تزيد من اتساع الحرائق وصعوبة السيطرة عليها.
ووسط هذه المأساة العظيمة التي تلف اميركا نرى التناحر بين اقطاب الادارة الاميركية الراحلة والآتية وحكام هذه الولايات المنكوبة هو سيد الموقف وهم يتبادلون الاتهامات بشأن التقصيرات في هذا المجال. ولا احد في هذه المعمورة يتشمت بما حدث في الولايات الاميركية للمواطنين الاميركيين لانها قضية انسانية بحته لكن ما هو مطروح ويطرحه الاميركيون لماذا انفقدتم الترليونات من الدولارات في اوكرانيا وغزة المدمرتين بدل من انفاقها على الخدمات في اميركا لتتجنب مثل هذه الحوادث باقل الخسائر.
على اميركا وسياسيها وحكامها ونخبها ان يراجعوا انفسهم قبل ان يدفعوا اميركا الى الجحيم والتهلكة لان ما ارتكبوه من مذابح ومجازر وحروب بحق الشعوب وخاصة ضد غزة المظلومة والمذبوحة التي وقفت وتقف اميركا اليوم بكل ثقلها لابادتها وذبح اطفالها ونساءها جعلت جحيما لايطاق على مدار الساعة ليس ببعيد عن القصاص الالهي الذي يمهل ولا يهل. وهذا هو حديث ليس المسلمين والعرب وحدهم بل سائر امم الارض بان الله ينتقم من الظالمين.