kayhan.ir

رمز الخبر: 200627
تأريخ النشر : 2025January10 - 21:44

القواعد منتهية الصلاحية

تلازمية التمدد الصهيوني في دول المنطقة مع ارساء  اميركا لقواعد عسكرية لم تعد تجدي نفعاً لتمرير مشاريع استعمارية على شعوب المنطقة، رغم المساعي  الدبلوماسية لاضفاء مشروعية للتدخل من خلال تحرك المبعوث الرئاسي الاميركي "آموس هوكشتاين" يحمل رسائل طيلة فترة حرب غزة اذ لم تكن مهمته محصورة بالتفاوض.

وحسناً ما اجابه الرئيس "بري" مؤخراً بالقول: "لا كلام عن تحديد ولا عن ترسيم جديد، فحدود لبنان الدولية معروفة ومحددة منذ عام 1923 ولدينا القرار 1701، ونحن متمسكون به وملتزمون بتطبيقه والمطلوب  هو ان يلزموا "اسرائيل" بتطبيقه".

ان اساس منهجية اميركا تعتمد نظرية المفكر الايطالي "ميكافيلي" بان الغاية تبرر الوسيلة، ولذا  على السياسي استخدام القوة والعنف لفرض الامر الواقع على الخصوم. من هنا تذرعت  اميركا باحداث 11 سبتمبر 2001  باعلانها الحرب على الارهاب ومنها الحرب على افغانستان وسقوط نظام حكم طالبان، والحرب على العراق واسقاط نظام المجرم صدام ايضاً، وحل الجيش العراقي الذي كان قوامه مليون جندي ونشر قوات اميركية.

فكانت سنوات 2003 ـ 2011 ذروة التواجد الاميركي في العراق اذ تقدر قواتها بـ 170 الف جندي، و130 الف مقاول عسكري، وانشأت مختلف انواع القواعد في محافظات العراق، الا انه بعد ابرام اتفاقية الاطار الاستراتيجي عام 2008 الذي نظم خروج القوات الاميركية والعلاقات العسكرية والاقتصادية والسياسية شرعنت اميركا عودتها بموجب الاتفاقية الامنية بسبب التدخل العسكري الدولي ضد داعش فعاد الافراد الى القواعد القديمة وانشأت قواعد جديدة، بعد ان كانت قد تحولت الى قواعد ومواقع لعمليات الطوارئ، وفي جميع الاحوال كان وجود القوات الاميركية في العراق استفزازيا، وكي لا يصدر اي تحرك ضد الكيان الصهيوني من خلال العراق، وبحجة  القضاء على ما تسميه "الجماعات الارهابية" تهدف اميركا من وجودها العسكري الى حماية مصالحها في المنطقة ودعم حلفائها، كما نشرت في حرب الخليج الفارسي الثانية التي اندلعت عام 1991 اكثر من 500 الف جندي في السعودية في اطار عملية "درع الصحراء" واحتفظت بوجود عسكري في افغانستان على مدى عقدين من الزمن (2001 ـ 2021) باكثر من 100 الف جندي الى ان انسحبت عام 2021. وتنتشر القوات الاميركية في اكثر من 15 دولة في الشرق الاوسط باختلاف حجم القوات. على سبيل المثال في قطر نحو 13 الف جندي في قاعدة العديد وتعد اكبر منشأة عسكرية في الشرق الاوسط واكبر قاعدة جوية اميركية في الخارج. وفي الكويت اكثر من 13 الف جندي يتمركزون في العديد من المواقع. وفي الامارات والبحرين وعُمان والاردن ومصر وتركيا وسوريا وغيرها.

وقد لفت سماحة قائد الثورة  الامام الخامنئي خلال استقباله رئيس وزراء العراق "السوداني"  الى مسألة التواجد الاميركي بالقول؛ "ان الاميركيين يسعون  الى تعزيز وتوسيع وجودهم في العراق، لذا يجب الوقوف بحزم في وجه هذا الاحتلال..." مؤكدا سماحته "ان قوات الحشد الشعبي  تشكل عنصراً مهما من عناصر القوة في العراق ويجب ايلاء المزيد  من الاهتمام للحفاظ عليها وتعزيزها". فهذه اشارة من سماحته الى ضرورة وجود قوات وطنية من نفس ابناء البلدان الاسلامية وتقويتها وتسليحها باحدث الاسلحة وبذلك تنتفي ذريعة تواجد قوات اميركية على اراضي  المسلمين لان تواجدها لا يخدم الدول الاسلامية وشعوبها وانما هي مصدر قلق وافتعال فتن، ولا يخفى ذلك على اي سياسي له ادنى تجربة وحنكة بواقع الاحداث. اذ ان ضريبة ما تطلق عليه حماية البلد الذي وقعت فيه مشاكل ـ هي بالاصل  من صنيعة اميركا ـ ان تفرض املاءاتها بشكل مستمر وتتدخل في قرارات ذلك البلد السيادية، وهذا هو لون آخر من ألوان الاستعمار القديم ولكن بصفة قانونية مثل تحالف مكافحة الارهاب او محاربة تنظيم داعش. وها هو الرئيس الاميركي المتظاهر بالجنون "ترامب" يطلق  تهديداته في كل حدب وصوب بدءاً بتصريحه فتح ابواب الجحيم على حركة حماس، الى التهديد بالحاق كندا لاميركا وضم غريلاندا، وتغيير اسم خليج المكسيك بالخليج الاميركي، كي يتداعى  للجميع نظرية الرجل المجنون التي جاء بها الرئيس الاسبق نيكسون مهدداً الحكومة الفيتنامية حينها باستخدام السلاح النووي. ولكن لا تنطلي هذه الألاعيب على المخلصين من ابناء الامة الذين اختاروا نهج المقاومة في وجه الاستكبار العالمي، وفضح كل الخطط الاستعمارية بان هذه القواعد تعتبر منتهية الصلاحية ما دامت هنالك قيادة خبرت كل الأدوات الشيطانية التي تصب في تمهيد الارضية لكيان الاحتلال الغاصب على حساب الشعوب.