الاستبسال العراقي يعري التحالف الدولي
بعد آمرلي وجرف الصخر وصلاح الدين وبيجي جاء اليوم دور محافظة الانبار ليقف ابناء العراق صفا واحدا من جيش وحشد وشرطة وابناء العشائر شيعة وسنة ليأخذوا دورهم التاريخي والمسؤول في سوح القتال لتحرير من ارض الانبار شبر اشبرا التي دنسها الدواعش وعاثوا فيها الفساد والدمار والمجازر المروعة وهذا ما كاد ليحصل لولا الدور المشبوه الذي لعبه الدواعش السياسيون في المحافظة وبغداد وبالتنسيق مع اميركا التي تلعب هي الاخرى بشكل خبيث ونفاقي في التعامل مع هذا الوحش الارهابي ليبقى العراق يتصارع مع الموت ولا يذوق طعم العافية وهذا لم يعد يكن سراً.
السياسة الاميركية في العراق باتت واضحة وضوح الشمس في استغلالها داعش كشماعة لتمرير مشاريعها السلطوية في العراق ولاتريد القضاء عليه بل تريده تحت السقف حسب حاجاتها ولو كانت كما تدعي حقاً محاربته لقدمت يد المعونة الى بغداد وسلمتها الاسلحة المشتراة سلفا يوم كانت العاصمة العراقية على وشك السقوط بل وقفت متفرجة تنتظر لحظة قطف الثمار، لكن الارادة الالهية شاءت ان تهرع طهران بكل ما تملك لنجدة بغداد والعراق ككل وهذا ليس ادعاء بل ما اعترف به المسؤولون العراقيون أكثر من مرة .
وقبل أيام تكرر مشهد مأساوي في الرمادي على مرآى ومسمع من الاميركيين دون ان يحركوا ساكنا مع العلم ان الرئيس الاميركي قد صرح قبل مدة بأن "الرمادي خط أحمر لايمكن ولن يسقط".
لكننا شهدنا العكس تماماً حيث سقطت الرمادي بهذه السهولة وهي على مقربة من قاعدة الأسد التي يمكث فيها المستشارون الاميركيون والطائرات الاميركية وكأن الامر لايعنيهم لا من قريب ولا من بعيد ناهيك عن أقمارهم الصناعية وطائراتهم التجسسية التي تغطي سماء المنطقة ولا تقوم بأي عمل ضد تحركات داعش وأرتالها التي تتحرك بحرية من سوريا الى العراق. والأمر الاخر واللافت والذي لايحتاج الى تفسير لماذا كانت اميركا ومعها الدواعش السياسيون في العراق يعارضون باستمرار مشاركة الحشد الشعبي في الانبار.. انه تساؤل طبيعي ومشروع وجوابه معروف لكل لبيب.
ولا ننسى ان نشير الى ما قاله خبير في الشؤون الاميركية بصراحة لايلفها أي غموض بأن " اميركا لاتريد للحشد الشعبي ان ينتصر ولا تريد للدواعش ان ينهزموا بل يبقى التوازن على الارض مترنحا خدمة للمصالح الاميركية.
وبعد ان فرض الحشد الشعبي نفسه على الجميع ومن خلال انجازاته العسكرية الكبرى على الارض وبعد ان طلبت عشائر المنطقة النجدة منهم سارع للقيام بواجبه الوطني ودخل ارض المعركة بقوة واسلحة نوعية جنبا الى جنب مع ابناء الجيش والعشائر لتمشيط المحافظة بالكامل وقد استطاعت هذه القوات مجتمعة حتى الآن تحرير العديد من المدن والبلدات المحيطة بمدينة الرمادي ومساحات فاقت العشرات من الكيلومترات اضافة الى ان كتائب حزب الله التابعة للحشد الشعبي قد أسرت اكثر من 200 داعشيا غالبيتهم من الاجانب وهذه ضربة موجعة للدواعش.
وحتى ساعة كتابة هذه السطور فان القتال كان ضاريا بين القوات العراقية والحشد الشعبي من جهة والدواعش والتكفيريين من جهة أخرى على بوابات الرمادي المدينة المحاصرة من ثلاثة أطراف ايذانا بتحريرها بالكامل وما هي الا ساعات بعون الله حتى تدخل القوات المشتركة المدينة وترفع العلم العراقي على مبانيها الحكومية خاصة و ان بعض المجاميع استطاعت الدخول الى جامعة الانبار واجزاء من المدينة وبالذات من الجانبين الغربي والجنوبي للوصول الى مركزها ليعلن العراق لاحقا تحرير المحافظة وهي الثالثة بعد ديالى وصلاح الدين من دواعش اميركا ودول المنطقة وهذا ما سيعري اميركا وتحالفها الفاشل والمزيف وادعاءاتها الكاذبة في محاربة داعش!!