kayhan.ir

رمز الخبر: 200220
تأريخ النشر : 2025January03 - 22:39

سوريا بين فكي كماشة

بعد انقشاع غبار المعركة اتضحت الادوات التي ساهمت بشكل قوي في اسقاط النظام في سوريا.

فما كان الدور التركي خافياً منذ عام 2011 وحتى الساعة باتخاذ خطوات مدروسة لاحتضان كل الفصائل المسلحة بحجة قبول اللاجئين  على اراضيها فعمدت لفرز جهات لها أدوار  محددة منها قتالية ومنها ضمن دورات تعليمية وتثقيفية واخرى لا وظيفة لها سوى الدفاع  عن المصالح التركية حتى وان كلفها مقاتلة ابناء البلد الواحد، مثل وحدات الشعب الكردي وقسد.

بينما كان دور الكيان الصهيوني تدمير البنى التحتية وكل مخازن الاسلحة والمنشآت المتطورة بذريعة خوفها من ان تقع هذه الاسلحة بأيد تعاديها وبالتالي  تتوجه الفوهات نحو الكيان الغاصب.

وتركز التواجد التركي والاسرائيلي على غرب وشمال غرب وجنوب سوريا. الا ان المناطق الشرقية والشمال الشرقي لسوريا بقيت بيد القوات الكردية كأمر واقع بعد تراجع الجيش السوري منها، وتستمد دعمها من التواجد الاميركي الذي بسط نفسه شيئا فشيئاً منذ اغسطس/آب 2014 بتشكيل تحالف يزعم مقاتلة تنظيم داعش الارهابي بقيادة اميركية. ومنذ حضور هذه القوات التي كان هدفها الاول قطع الطريق على التواجد الروسي والايراني في المنطقة، زودت اميركا مقاتلي "الجيش السوري الحر" بمساعدات واقامة دورات تدريب واستخباراتية لقادة المتمردين، ومن ثم تجهيز 15 الف متمرد سوري  انفقت على هذا البرنامج 500 مليون دولار، الى جانب برنامج سري خصصت له 1 بليون دولار. فيما كان أول ضربة صاروخية نفذتها القوات الاميركية كان على قاعدة الشعيرات الجوية في السابع من ابريل 2017 لتشترك مباشرة وبشكل متعمد في القتال ضد الحكومة السورية. اضافة الى هجوم بالطائرات على حاجز للجيش السوري قرب ريف الحسكة في 17 آب 2020. وارتكبت عشرات المجازر في ارياف الحسكة والرقة ودير الزور وحلب راح ضحيتها مئات المدنيين. وبذريعة منع قيام تنظيم داعش مجدداً  نشرت اميركا في سوريا 28 موقعاً منها 24 قاعدة عسكرية، و4 نقاط تواجد للمراقبة والتواصل، تضم اكثر من 3000 جندي.

وتتوزع القواعد العسكرية هذه شرق سوريا في المنطقة الممتدة شرق نهر الفرات من جنوب الشرق بالقرب  من معبر التنف الحدودي والى الشمال الشرقي بالقرب من حقول رميلان النفطية لتحيط  بمنابع النفط والغاز الذي يمثل غالبية الثروة الباطنية السورية في شرق نهر الفرات.

ان لعب اميركا بالورقة الكردية الذي ينذر  بتقسيم سوريا يطيل من تواجد قواتها ويعزز الموقف التفاوضي الاميركي.

وبالامس  دخل رتل من خمسين شاحنة عن طريق معبر الوليد الحدودي العراقي، التي يتواجد فيها فصائل مختلفة منها "جيش مغاوير الثورة" المدعومة من اميركا، بينما الجانب السوري منها يعرف بالتنف والتي كانت اميركا تستخدم هذه القاعدة كمنشأة تدريب لمقاتلي داعش. ويتضمن الرتل الاميركي تعزيزات لوجستية وكاميرات مراقبة وآلات حفر الخنادق وكتل خراسانية وصهاريج وقود اضافة الى ارسال 14 طائرة شحن قبل ايام، ومروحيات للتمشيط. اذن عملياً كشرت اميركا عن أنيابها متحدية القانون الدولي والاعراف اذ لا مبرر لمثل هكذا تواجد مسلح قد سدد اُجوره سلفاً من نهب خيرات البلد، ولم تطلب الحكومة السورية منها هذا الحضور، فما يمكننا ان نفسر ذلك غير فرض هيمنتها بالمنطقة لتتجرأ اسرائيل بالعدوان والتطاول بقضم اراض جديدة في ظل صمت عربي مقيت، لتكون سوريا في أحسن الاحوال كما هو الوضع في ليبيا ولتتحقق سردية من النيل الى الفرات بعد ان يتم تهجير اهالي غزة بشكل كامل.

ان كلمة سماحة قائد الثورة يوم الاربعاء الماضي خلال استقباله حشداً من عوائل الشهداء لم تكن من باب التحليل السياسي والاحتمال حين قال: ان سوريا للسوريين ومن اعتدى  على ارض سوريا سيجبر دون شك على الانسحاب امام مقاومة الشباب السوري، وستسحق القواعد الاميركية في سوريا تحت اقدام الشباب المؤمن.

ان هذه الكلمة التوجيهية للقائد رسمت خارطة طريق للجميع بان المواجهة مرة وصعبة ولكن ثمرتها العزة والكرامة والاستقلال.