kayhan.ir

رمز الخبر: 2002
تأريخ النشر : 2014June13 - 21:01

العراق والمؤامرة الخطيرة !!

مهدي منصوري

اخذت الامور تتضح صورتها خاصة بعد ان تمكن الارهابيون من داعش من السيطرة على محافظة الموصل والتي بات واضحا التواطؤ الكبير بين مسلحي داعش وبعض الفصائل من فلول النظام السابق الذين كانوا يمثلون خلايا نائمة داخل هذه المحافظة وبمساعدة تركيا وبتمويل سعودي فاضح.

وبدت خيوط المؤامرة التي دبرت بليل والتي اعد لها وبصورة وصلت فيه الاوضاع الى ما هي عليه من ان معارضي العملية السياسية الجديدة والذين حاولوا ومن الوهلة الاولى للتغيير ان يجهضوا مسيرتها بالاتجاه الذين يريدون، وان يعيدوا الاوضاع الى ما كانت عليه قبل عام2003 ، والذين استخدموا مختلف الوسائل وعلى مدى العشر سنوات ونيفا الماضية من خلق ارباكات للوضع الامني والسياسي باستخدام اساليب لاانسانية ولااخلاقية كالتفجيرات اليومية التي تطال الابرياء من ابناء الشعب العراقي ، وكذلك عرقلة كل المشاريع التي تقوم بها الحكومة القائمة سواء على الصعيد الامني او السياسي او الاقتصادي او الخدماتي وارادو بذلك خلق خلق حالة من الشعور لدى الشارع العراقي من ان الحكومة فاشلة وغير قادرة على ادارة امور البلاد لكي يكون هذا الامر طريقا للتغيير.

وكان الشعب العراق يدرك او يراقب جيدا التصرفات التي يمارسها بعض السياسيين الذين وضعوا قدما في الحكومة وقدما في الارهاب والذين حاولوا جهد الامكان تمرير مشاريعهم الاجرامية الا ان اصرار الشعب على الاستمرار في مسيرة التغيير وذلك من خلال الاساليب الديمقراطية والسلمية اهما صناديق الاقتراع والتي جاءت مخيبة لامالهم بحيث وجدوا انفسهم انهم سيخسرون اكثر مما خسروه من قبل ولذلك تم التنسيق بين القائمين على المحافظة والارهابيين وفلول النظام على تسليم الموصل اليهم ومن دون اية مقاومة لتشكل حالة ضغط جديدة على الحكم القائم في العراق للحصول على المزيد من الامتيازات والتي لا زالت تتناقلها بعض وسائل الاعلام المأجورة.

وكذلك فان الارهابيين وفلول النظام السابق قد فتحت شهيتهم وبعد تمكنهم من السيطرة على الموصل، من ان يذهبوا بعيدا ويتقدموا خطوات نحو بعض المناطق الاخرى او كما اعلنوا في بياناتهم ان الموصل الخطوة الاولى والمسالة الاهم هي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف والكاظمين والمقدسات الاسلامية الاخرى والتي عبروا عنها بكلمات بذيئة لايمكن ذكرها في هذا المقال، اذن فان المسألة ليست مطالبة بالحقوق او غيرها من المطالبات التي كانت تنطلق من افواهم العفنة بل انهم يتحركون وبدافع طائفي حاقد ومقيت يريدون ان يغيروا الديمغرافية العراقية وبصورة التهديد والقتل مما يشكل ذلك خطرا ليس على العراق فحسب بل انه يتهدد المنطقة باجمعها وما الخريطة التي نشرها الداعشيون القتلة والتي يحددون فيه دولتهم المزعومة بحيث تضم اغلب الدول حتى تصل الى الكويت ، ولذلك وبناء على ما تقدم ولخطورة المرحلة الحالية في العراق فقد تداعت جميع القوى العشائرية والشعبية وعلى رأسها المرجعية العليا في النجف الاشرف الى دعوة ابناء الشعب العراقي للتطوع والانخراط في القوات المسلحة من الجيش والشرطة واعتبرته واجبا شرعيا كفائيا على كل من يستطيع حمل السلاح للدفاع عن العراق وعن المقدسات وذلك لافشال هذه المؤامرة وقتلها في مهدها وقبل فوات الاوان .

واللافت في الامر ان الارهابيين وفلول النظام ومن وقف معهم من بعض الدول قد اخذوا يستخدمون اسلوبا في الحرب النفسية وحرب الاشاعات التي تهئ الارضية لتنفيذ مخططاتهم المستقبلية ولذلك فعلى الشعب العراقي ان يعي ذلك جيدا وان لا ينساق وراء هذه الاشاعات والتسريبات الكاذبة وان يدعوه هذا الامر للتماسك والثقة بالنفس والصمود بحيث تنكسر ارادة الارهابيين وتنهار امالهم .

وفي نهاية المطاف لابد من التأكيد ان العراق يتعرض اليوم الى مؤامرة خطيرة تستهدف وجوده واستقلاله وسيادته ولذلك يتطلب وبالاضافة الى ما تبذله الحكومة العراقية جهدا اقليميا ودوليا للوقوف مع الشعب العراقي لمواجهة هذا الخطر الارهابي الداهم الذي لايعرف للانسانية معنى وان يدفعوا كذلك عنهم مغبة ما قد تتركه تبعات السكوت على الارهابيين من مخاطر قد تحيق بدول المنطقة اجمعها واي تراخي او تباطؤ في هذا المجال وبأي صورة كانت قد لاينفع معه الندم مستقبلا فيما اذا تمكن هؤلا ء القتلة - لاسمح الله – من تحقيق ماربهم الاجرامية.