توجيهات سرية لتنظيمات الجولاني تخص عدم نشر صور الإعدامات والنهب
* بيدرسون: تصاعد التوتر في بعض مناطق سوريا مثير للقلق
* اشتباكات لقوات هيئة تحرير الشام مع قوات قسد في دير الزور
طهران/ارنا- قالت هيئة البثّ "الإسرائيلية" إن محافظ دمشق الجديد، ماهر مروان، الذي عيّنه قائد الإدارة السياسية الجديدة في دمشق، أحمد الشرع (الجولاني)، "أدلى بتصريحات مفاجئة"، إذ دعا الولايات المتحدة إلى السعي لإقامة "سلام بين سوريا وإسرائيل".
وقال مروان في مقابلة مع شبكة الإذاعة العامة الأميركية "NPR": "نحن شعب يريد التعايش، يريد السلام. لا نريد خلافات. نحن نريد السلام، ولا يمكننا أن نكون معادين لإسرائيل أو لأيّ أحد".
وأضاف: "من الطبيعي أن تكون إسرائيل قلقة من بعض الفصائل. ربما تشعر إسرائيل بالخوف. لذا، تقدّمت قليلاً على الحدود، وقامت بقصف بعض الأماكن، لكننا لا نخاف من إسرائيل، ومشكلتنا ليست معها. لا نريد المشاركة في أيّ شيء يهدّد أمنها أو أمن أيّ دولة أخرى".
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله إن مروان نقل هذا الرسالة من الحكومة السورية الجديدة إلى الإسرائيليين، لافتاً إلى "أن البيت الأبيض لا يضغط على أيّ من الدولتين لاتخاذ خطوات نحو إقامة علاقات في الوقت الحالي".
وبحسب قولها، يعتقد الإسرائيليون أنّ "الأميركيين يفهمون احتياجات الأمن الإسرائيلي ومخاوفه، لكنهم يعتقدون أنه يجب إعطاء فرصة أكبر للنظام الجديد، بينما تبقى المواقف الإسرائيلية مشبعة بالشكوك".
وفي "إسرائيل"، وفقاً لهيئة البثّ الإسرائيلية، يبدو أن تصريحات مروان لم تثر اهتماماً كبيراً، إذ قال مسؤولون في القدس لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إنّ "البرهان يقع على عاتق الشرع وأتباعه"، مؤكدين أن الأساس الأيديولوجي لهم يجب ألا يُنسى، وأضافوا أن الرسائل "الودية" التي يرسلها النظام الجديد في دمشق لا تزال غامضة، ولا يعرف أحد الاتجاهات التي سيتّبعها هذا النظام.
وكانت الحكومة الانتقالية في سوريا، بقيادة الشرع، أعلنت في الأيام الأخيرة عدة تعيينات، من بينها تعيين مروان محافظاً لدمشق. وكان رئيس ما يعرف بـ"جبهة الإنقاذ السورية" فهد المصري قد صرّح سابقاً لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية قائلاً: "لا نريد حرباً مع إسرائيل".
من جانب آخر، أفادت وكالة مهر للأنباء، أنه أعلنت إدارة العمليات العسكرية الجديدة ووزارة الداخلية في سوريا شن عملية تمشيط واسعة في مدينة اللاذقية، بهدف ملاحقة عناصر مسلحة مناصرة للنظام السابق. وقالت وكالة الأنباء السورية إنه "بعد بلاغات من الأهالي بوجود عناصر من النظام السابق، قامت إدارة العمليات العسكرية ووزارة الداخلية بعملية تمشيط واسعة بمنطقة ستمرخو قرب مدينة اللاذقية لإعادة الأمن والاستقرار للأهالي".
وانتشرت قوات إدارة الأمن العام في مدينة بانياس في محافظة طرطوس لـ"تحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على سلامة المواطنين وملاحقة عناصر من النظام السابق". وفي سياقٍ متصل، تواصل "مراكز التسوية" في ريف إدلب استقبال عناصر النظام السابق الراغبين بـ"تسوية أوضاعهم تجنباً للمساءلة والملاحقة القانونية".
وأطلقت إدارة العمليات العسكرية في سوريا بالتعاون مع وزارة الداخلية، في ريف طرطوس، عملية أمنية، وذلك بعد اشتباكات دارت الأربعاء الماضي بين مسلحين مقرّبين من النظام السابق وقوات الأمن، ما أدى إلى مقتل 14 عنصراً من الأمن.
وفي إطار العملية الأمنية، أوقفت الإدارة الجديدة في سوريا، الخميس الماضي، رئيس القضاء العسكري السابق، محمد كنجو الحسن، الذي يُعدّ "أبرز المسؤولين عن عمليات الإعدام في سجن صيدنايا"، وفقاً لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما أفادت وكالة مهر للأنباء، نقلاً عن وكالة المعلومة، أن مصادر سورية أكدت أن عناصر تابعين للجولاني، زعيم تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي، قد تلقوا تعليمات سرية تقضي بحظر تصوير أي عمليات اعتقال أو اشتباكات أو إعدامات ميدانية في سوريا.
وتشمل هذه التعليمات 30 مدينة في سوريا. حيث أن نشر الفيديوهات التي تتعلق بالاعتقالات والمجازر التي ارتكبها عناصر الجولاني أثار ردود فعل واسعة في الرأي العام السوري والعالمي. بالإضافة إلى الإعدامات الميدانية في سوريا، تم إحراق أماكن دينية في البلاد. وأكدت المصادر أن 95% من جرائم عناصر الجولاني لا يتم توثيقها.
هذا وحذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا من تزايد الاشتباكات في البلاد. وقد أفادت وكالة مهر للأنباء نقلاً عن قناة "العربية"، أعرب "غير بيدرسون"، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن، عن قلقه إزاء تصاعد التوتر في بعض مناطق سوريا. وأكد بيدرسون على أهمية "استعادة السيادة، والوحدة، والسلامة الإقليمية لسوريا، ووقف جميع الأعمال العنيفة". وأشار إلى أن "المبادئ الأساسية لقرار مجلس الأمن 2254 تحظى بقبول واسع".
وأضاف بيدرسون: "يجب أن يتم الانتقال السياسي بأيدي الشعب السوري، مع ضمان حكم موثوق وغير طائفي، وإصلاح دستوري، وانتخابات حرة ونزيهة، ومشاركة النساء في العملية السياسية".وفي الأسبوع الماضي، دعا بيدرسون إلى إجراء "انتخابات حرة ونزيهة" في نهاية المرحلة الانتقالية في سوريا خلال فترة تقدر بحوالي ثلاثة أشهر. كما أعرب عن أمله في التوصل إلى "حل سياسي" يشمل الإدارة الذاتية الكردية.
وفي حديثه للصحفيين في دمشق، قال بيدرسون: "نحن بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، ولكن يجب أن نتأكد من قدرتنا على إعادة إعمار سوريا وتحقيق تحسن اقتصادي". وأعرب عن أمله في بدء عملية تؤدي إلى إنهاء العقوبات المفروضة على البلاد. وأضاف أنه "ما زالت هناك تحديات قائمة في بعض المناطق، وأحد أكبر التحديات هو الوضع في شمال شرق سوريا".