kayhan.ir

رمز الخبر: 199758
تأريخ النشر : 2024December25 - 20:13

ذرائع الكيان الصهيوني لايقاد الحروب

 

ان السقوط المفاجئ للنظام السوري شجع الكيان الصهيوني التغلغل واقتطاع اراض جديدة في سوريا كمحاولة للتملص من تنفيذ اتفاقية وقف اطلاق النار وعدم الانسحاب من الجنوب اللبناني .فبعد تدمير كل قدرات الجيش السوري من سلاح جو و بحر و ترسانة صاروخية ومصانع اسلحة وتقدم الجيش الاسرائيلي على طول السلسلة الشرقية من مزارع شبعا حتى المصنع  بما فيها مرتفعات جبل الشيخ وقمة حرمون  ما الذي يهدف اليه الكيان الصهيوني والامر المهم هو ان خيوط اللعبة بيد من  فصحيح ان الساحة خليت  مجموعات الاسلام السياسي ولكنهم الى الان  هم وكلاء اقليميين لتركيا  وهي الراعي والوصي اذ تفرض تركيا شروطها  كي تبقى سوريا موحدة ومستقرة حتى وان كانت متحالفة مع اميركا و بريطانيا واسرائيل في اسقاط النظام السوري . وان بيدقها في دمشق يعتمد خطابا سياسيا يحاكي اولويات الغرب بتاكيد موقفه من حزب الله وعدم السماح بامداد  المقاومة في لبنان بالسلاح .

ان عام 2024 يمكن تسميته بعام الحلم الاسرائيلي فاي ارض تمكنت من السيطرة عليها تتعامل معها روحيا فلا تنسحب منها اذ تعتبره وصاية ربانية  وارث الاباء والاجداد  كما اشار – سموتريتش – وزير المالية  وعضو الكنيست  عن البيت اليهودي بان العام 2025 هو عام ضم الضفة وهو الذي  تربى مستوطنا في الضفة الغربية في –بيت ايل – ويعرف باعتناقه نظرية النقاء اليهودي بين النهر والبحر  فهو يرى ان الفلسطينيين لا حل معهم الا القبول بالحياة الدونية تحت السيادة الاسرائيلية اي الاستعباد . ويمد – سموتريتش – رويته الى الاردن كما حدث عندما نشر صورته يحمل صورة الاردن و فلسطين .وبالامس جدد الكيان الصهيوني قصفه لجنوب لبنان  فاستهدف مركز قيادة اليونفيل في رأس الناقورة  كما وشرع بقرع طبول الحرب بارسال طلبات اخلاء لسكان القرى الجنوبية  وبدا بقصف جوي لبعلبك والبقاع الاوسط وبرج قلاوية وحصلت معارك كر و فر بين الجيش الصهيوني ومقاتلي حزب الله على اكثر من محور في المنطقة الحدودية .

ان السيناريو  الجديد للمنطقة  يتكشف كلما نقترب من وصول ترامب للرئاسة الاميركية في العشرين من كانو الثاني . ان بعض التسريبات تقرب الصورة حتى وان  كانت مقصودة  كما كشف تقرير للكاتب – مارك كورتيس – في موقع بريطاني تحت عنوان – عندما ساعدت بريطانيا القاعدة في سوريا -  كواليس ما قامت به بريطانيا منذ العام 2011 من دعم للجماعات المسلحة في سوريا للاطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الاسد  وذلك بالتعاون مع اميركا وانظمة عربية و اسلامية .  ويكشف التقرير مسار الاسلحة التي ارسلت من ليبيا عبر تركيا بدعم من حلف الناتو وتضمنت انظمة متطورة من الاتصالات وعتادا عسكريا  وكيف دربت بريطانيا الجماعات المسلحة داخل قواعد عسكرية تم تجهيزها في الاردن باشراف الاستخبارات الاميركية . وفي عام 2015 ارسلت بريطانيا 85  ضابطا الى تركيا والاردن لتدريب الجماعات المسلحة  .

في نفس السياق اشارت وكالة بلومبرغ الاميركية في تقرير الى التحولات الاخيرة في سوريا  بان تركيا واسرائيل تسعيان لايجاد تغيير على الحدود السورية  وسبل التغلغل في الاراضي السورية . اذن فالذي يحرك خيوط اللعبة  والراعي الاساس هي اميركا لاغير  ولكنها تحتاج الى ادوات اقليمية فاعلة على راسها الكيان الصهيوني الذي لاسبيل لديه الا اشعال الحروب دون الاكتراث لاي وضع دولي فتفرض مديات زمانية لا تلتزم بها لوقف اطلاق النار اذ يراهن الكيان على شخصيات وتيارات في داخل المناطق التي تشعلها فتنة كما هو الحال في لبنان و سوريا .

واما اللاعب الدولي فكما افادنا التقرير فهو دول مثل بريطانيا  وحتى الحكومة الاوكرانية . والدور التركي الذي هو عضو في الناتو  ويسيل لعاب اردوغان للتوسع على حساب سوريا والعراق بذريعة الحركات الكردية وتعاملها مع حزب العمال الكردستاني فتقتسم تركيا الكعكة ولو من فتاتها .

اما الدول العربية والتي عرفت  بهامشيتها وذيليتها على طول العقود الماضية ولا يهمها سوى البقاء في الحكم لايام معدودة . ان هذه الخارطة الشوهاء التي رسمتها اميركا للمنطقة لن يقلبها على راسها سوى جبهة المقاومة ورجال نذروا  انفسهم لاحقاق الحق ونصرة المظلومين، والله غالب على امره.