kayhan.ir

رمز الخبر: 199705
تأريخ النشر : 2024December24 - 20:01
مؤكدا معارضة ايران امتلاك الاسلحة النووية..

خرازي: إذا اتخذ الغرب اجراءات ضدنا فسننفذ إجراءات مضادة تتناسب معها

 

 

 

 

* قوى المقاومة تتخذ قراراتها بناءً على مصالحها الخاصة وليس بأوامر منا ولم ندخر جهداً في دعمها

 

*مواقفنا تجاه حكام دمشق يعتمد على سلوكهم ومواقفهم المستقبلية تجاهنا المهم هو استقلال وسيادة سوريا

 

* لا نرى مصلحة في توسع الحرب في المنطقة لأن ذلك سيضر الجميع ويفتح المجال لتدخل أطراف خارجية

 

*ما حصل في سوريا مشروع أميركي-اسرائيلي والدليل أن المسؤولين الاميركيين توجهوا فوراً إلى دمشق

 

*المقاومة متجذرة وأصبحت أقوى مما كانت عليه منذ "1948" وستظل قائمة طالما هناك اعتداءات واحتلال

 

*اليمنيون صامدون ولا يخشون الحرب أو الاعتداءات ويدافعون عن هويتهم والقضية الفلسطينية بأفضل صورة

 

طهران- العالم:-أكّد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في البلاد، كمال خرازي، أنّ طهران تدعم محور المقاومة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، مشيراً إلى تعقيد الأزمة السورية وتأثير السياسات الأميركية والإسرائيلية على المنطقة.

وتحدّث خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية  ، في مقابلة مع قناة الميادين، عن التطورات الأخيرة في سوريا والمنطقة، تناول فيها موقف إيران من الأزمة السورية، دعمها لمحور المقاومة، وتأثير الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على توازن القوى وغيرها من الأمور الدولية.

قال خرازي "إنّ الدول الثلاثة في أستانة: إيران، روسيا وتركيا، سعت لحل الأزمة السورية ومشكلة المعارضين السوريين، وكان لكل بلد أهدافه الخاصة".

وتابع: "هدفنا دعم المقاومة، بينما تركيا وروسيا كان لهما أهداف مختلفة، تزامناً مع قصف إسرائيلي متواصل لسوريا، رغم السيطرة الروسية على الأجواء السورية، إلّا أنّ روسيا لم تتخذ خطوات مناسبة للرد على الاعتداءات الإسرائيلية".

كما رأى خرازي، أنّ تقدم المعارضة السورية وسيطرتها على المدن الرئيسية، أهم أسبابها هو "عدم مقاومة الجيش السوري والقوى المساندة من إيران، مثل قوات الفاطميين التي لم تتمكن وحدها من إدارة المعركة، فانسحبت وعادت إلى إيران".

وأكّد أنّ ما حصل هو مشروع أميركي-اسرائيلي والدليل على ذلك هو أن المسؤولين الاميركيين توجهوا فوراً إلى دمشق، واجتمعوا مع قادة المعارضة وحتى أنهم قاموا بإلغاء الجائزة المعينة لإلقاء القبض على الجولاني.

وأشار إلى أنّ فصائل مختلفة وبلدان متعددة كان لها دور في هذه الأحداث، من بينها تركيا التي كان لها خلافات جغرافية تاريخية، وتم العمل على حلها سابقاً بجهود وساطة من قبل إيران ومصر، مشيراً إلى أنه لا يمكن تسوية الأزمة السورية من دون التعاون الإقليمي، لأنه سيكون لهم دور في المستقبل.

أوضح خرازي أنّ "هدفنا الأساسي من وراء دعمنا نظام الأسد كان القتال ضد الجماعات التكفيرية التي شكلت خطراً يتهدد الجميع في المنطقة. إذ لم تكن تهديداً لأمن سوريا فقط، بل لأمن العراق وإيران أيضاً"، لافتاً إلى أنّه "قدمنا الدعم للحكومة السورية لأنها كانت ضمن محور المقاومة ضد إسرائيل، وإلا لا يوجد هناك أي تشابه بين نظامنا والنظام السوري".

وبشأن سلوك إيران تجاه النظام السوري الجديد، أظهر رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، الموقف الإيراني، مؤكداً:"سلوكنا ومواقفنا تجاههم سوف تعتمد على سلوكهم ومواقفهم المستقبلية تجاهنا، المهم هو استقلال وسيادة سوريا ووحدة أراضيها، ونأمل أن يتحقق ذلك وأن يتمكن شباب سوريا في المستقبل من الدفاع عن تراب بلدهم ضد الاعتداءات الإسرائيلية".

اعتبر خرازي أنّ ما حدث في سوريا التي لعبت دوراً مهماً في محور المقاومة، هو "جزء من استراتيجية أعلن عنها نتنياهو عام 1996 وأعاد طرحها في الكونغرس عام 2002، بحيث أن إسقاط الحكومات الداعمة للفلسطينيين هو الحل للقضية الفلسطينية، والتي دعمتها الولايات المتحدة، حين دعا أوباما لرحيل الأسد".

وشدّد أنّه رغم ذلك، "المقاومة مستمرة لأن جذورها في قلوب الفلسطينيين، وستظل قائمة طالما هناك اعتداءات إسرائيلية واحتلال، فظهور تنظيمات مثل حماس والجهاد الإسلامي، وتسليح الضفة الغربية، يعكس صلابة المقاومة التي أصبحت أقوى مما كانت عليه منذ 1948".

وتعليقاً على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، لفت كمال خرازي، إلى أنّها "ليست جديدة، حيث إن مرتفعات الجولان تخضع للاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات، لكن إسرائيل استغلّت غياب الحكومة في سوريا لتوسيع اعتداءاتها، فاحتلت أراضٍ جديدة وكثفت عمليات القصف الجوي التي تستهدف المواقع العسكرية والمدنية يومياً".

وأشار إلى أنّ "إسرائيل تسعى أيضاً لتهديد إيران منذ فترة حكم النظام السوري، حيث استغلت أجواء سوريا والأردن والعراق لتوجيه ضربات بعيدة المدى إلى إيران، وهذه التهديدات لم تتغير". مؤكداً أنّه "أمام هذه التحديات، نحن مستعدون للمقاومة ولدينا القدرة على الرد كما فعلنا سابقاً".

لفت رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، كمال خرازي، إلى أنّ "مشروع تغيير النظام الإيراني ليس جديداً، فهو خطة أميركية-إسرائيلية مطروحة منذ بداية الثورة الإسلامية في إيران"، مشيراً إلى أنّه "واجهنا أساليب عدائية مختلفة، من محاولات للإطاحة بالنظام، إلى دعم صدام حسين، ثم فرض العقوبات، ورغم ذلك، فشلت جميع هذه الأساليب، بما فيها العقوبات القصوى".

وشدّد أنّه "أمام هذه المؤامرات، يجب أن نبقى أقوياء، لأن القوة هي التي تردعهم. المسار الذي اتبعناه منذ الثورة يعزز هذا الاتجاه، ونحن نمتلك قدرات كبيرة يدركها أعداؤنا جيداً، سواء كانت كامنة أو فعلية".

في الملفّ اليمني، أشار خرازي، إلى أنّ "اليمنيون دافعوا بشرف عن أنفسهم وعن فلسطين، ونجحوا عملياً في تعطيل الموانئ الإسرائيلية في البحر الأحمر، ما أدى إلى إفلاسها بسبب استهداف السفن المتجهة إليها، كما أصبحت تل أبيب اليوم مهددة بالصواريخ اليمنية فرط الصوتية، حيث أصاب صاروخ مؤخراً تل أبيب مسبباً أضراراً جسيمة".

وأكّد أنّ "اليمنيون صامدون ولا يخشون الحرب أو الاعتداءات الإسرائيلية والأميركية، ويدافعون عن هويتهم والقضية الفلسطينية بأفضل صورة".

أكّد رئيس المجلس الإستراتيجي، أنّ قوى المقاومة في لبنان، فلسطين، اليمن، أو العراق تتخذ قراراتها بناءً على مصالحها الخاصة، وليس بأوامر منا"، مضيفاً أنّه "لم ندخر جهداً في دعم مقاومة الشعب اللبناني، وقدمنا لهم كل ما استطعنا"، لافتاً إلى أنّ "مشاركة المقاومة اللبنانية في الحرب ضد إسرائيل، كانت بقرار ومبادرة من المقاومة نفسها".

وأشار إلى أنّ إيران "لا ترى مصلحة في توسع الحرب في المنطقة، لأن ذلك سيضر الجميع ويفتح المجال لتدخل أطراف خارجية، لكن إذا تم الاعتداء عليها، فمن الطبيعي أن ترد، كما فعلت حتى الآن".

قال كمال خرازي، أنّ "منطقتنا شهدت تاريخاً مليئاً بالتدخلات الأجنبية، الأحداث، الاغتيالات، الثورات، والانقلابات. لا يمكن الحكم بشكل واضح على ما يحدث الآن، بل يجب الصبر ومتابعة التطورات ميدانياً". محذراً إلى أنّ "خطر المواجهة بين الفصائل المسلحة في سوريا مرتفع، كما أن خطر تقسيم البلاد كبير، بسبب التدخلات المتعددة من الولايات المتحدة، تركيا، وإسرائيل".

وسأل أنّه "إذا تمكنت الحكومة السورية الجديدة من حل مشاكلها، هل ستظل وفية للأطراف التي دعمتها؟" لافتاً إلى أنّ "تطورات المنطقة معقدة للغاية، ولا يمكن تحديد معالم المستقبل حالياً، وكما يقول المثل الفارسي: "يجب عدّ الفراخ في نهاية الخريف".

إيران تقيّم احتمالات استئناف التفاوض غير المباشر مع واشنطن في ظل عودة ترامب

لفت خرازي، إلى أنّ "سياسة ترامب غير واضحة حتى الآن، لكننا مستعدون للتفاوض وأيضاً لمقاومة الضغوط، وهذا يعتمد على السياسة التي سينتهجونها. في السابق، جربوا سياسة الضغوط القصوى وفشلوا بشكل كبير. لذلك، نحن لا نستعجل الأمور ويجب أن نصبر لنرى ما ستكون عليه سياستهم، وبناءً على ذلك نحدد خطواتنا".

في موقف هو الأول من نوعه، قال خرازي: "نحن في الأساس نعارض امتلاك كل انواع الاسلحة النووية ولكنهم إذا أرادوا اتخاذ اجراءات ضدنا فمن الطبيعي أن نقوم باتخاذ إجراءات مضادة تتناسب معها ولكن كل ذلك في الوقت اللازم".

التقارب الصيني-الإيراني وتعزيز التعددية القطبية

أشار كمال خرازي، إلى أنّ "العلاقات بين إيران والصين تتقدم بشكل جيد، والصين تتبع سياسة تقليل هيمنة الدولار والمؤسسات المالية الدولية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، مثل صندوق النقد والبنك الدولي، ونحن نؤيد هذه السياسة ونؤمن بضرورة التعامل مع الأنظمة الدولية الجديدة مثل البريكس، منظمة تعاون شنغهاي، وبنك التنمية الحديث، للتحرر من هيمنة تلك المنظمات والدولار".

وأضاف أنّ "تشكيل مجموعة البريكس للتبادل التجاري بالعملات المحلية، إلى جانب منظمة شنغهاي وبنك التنمية الحديث، يوفر آليات مهمة لدعم البلدان الأعضاء في تعزيز اقتصاداتها. هذه المبادرات تمثل دعماً كبيراً لجزء كبير من سكان العالم".

العلاقة الإيرانية-الروسية

وبشأن العلاقة مع روسيا، قال رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، كمال خرازي، إنّ "العلاقات الإيرانية-الروسية، لا تخلو من الخلافات ومن الطبيعي أن تكون لكل بلد سياساته الخاصة، مشيراً إلى أنّ ما بين الطرفين "علاقات قديمة وتاريخية وقد تطورت في السنوات الأخيرة بشكل كبير".

كما كشف أنّه "سيتم التوقيع على اتفاقية التعاون الاستراتيجي مع روسيا في وقت قريب".