آفي أشكنازي: نحن نغرق في مستنقع غزة
رأى المحلّل العسكري، في صحيفة "معاريف"، آفي أشكنازي أن المستوى السياسي في كيان العدو لا يعتقد بوصوله الى الحسم العسكري ضدّ حركة حماس، على الرغم من مرور 445 يومًا من الحرب على قطاع غزة، إذ قال: "بالأمس، كان علينا دفع الثمن الأغلى الذي يمكننا دفعه: ثلاثة مقاتلين من لواء كفير قُتلوا نتيجة تفجير عبوة ناسفة".
وأضاف: "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يصرّ، في مفاوضات إطلاق سراح الأسرى، على عقد صفقة على مراحل، من دون أن تعلن "إسرائيل" عن وقف الحرب. في الحقيقة؛ إنني لا أستطيع إيجاد منطق عسكري في إصرار نتنياهو. لقد حان الوقت لإجراء حوار عام حقيقي عن جدوى هذا القرار. ويجب مناقشة القضية، بشكل جاد وموضوعي، وليس التمسّك برأي مُسبق بناءً على انتماء سياسي. إذ إنّ هذه ليست قضية سياسية كلاسيكية؛ هي مسألة عسكرية بحتة، والتي- مع الأسف- ندفع ثمنها غاليًا من أرواح الجنود، وعلى ما يبدو حياة الأسرى أيضًا".
بحسب أشكنازي، الجيش "الإسرائيلي" ناور في كل قطاع غزة تقريبًا، وقد وجّه ضربة حقيقية لكل الجهاز القيادي لحماس وبُناها التحتية المركزية في القطاع. كما أنُشئت مناطق عازلة في رفح، وعلى طول محور "فيلادلفيا"، وأيضًا بالقرب من السياج الحدودي مع غزة. وبالطبع، أنشئت منطقة الممرّ الذي يصل عرضه إلى نحو 8 كلم.
وتابع: "اليوم، يمكن للجيش "الإسرائيلي" أن يسمح لنفسه بالرجوع إلى الوراء وإعادة تنظيم نفسه على طول الحدود.. يجب على "إسرائيل" الإفادة من إمكاناتها العسكرية؛ مثل سلاح الجو والصواريخ الدقيقة والطائرات من دون طيار والمحلّقات. كما يجب الإفادة من البنية التحتية التي أنشأها في المناطق العازلة في محور فيلادلفيا والممرّ والغلاف".
هذا؛ ووفقًا لأشكنازي، حاليًا، الوضع على الأرض هو الأكثر صعوبة بالنسبة إلى الجيش. أولًا، إنه يستخدم ثلاث فرق عسكرية على الأرض، أي الكثير من القوة البشرية والوسائل التي يحتاجها الجيش "الإسرائيلي" في ساحات أخرى من حرمون السوري في الشمال وصولًا إلى "إيلات" في الجنوب. والجيش "الإسرائيلي"، يُكمل أشكنازي، يعمل في معظم المناطق في غزة. عمليات يومية في مناطق مختلفة من القطاع بهدف خلق احتكاك مبادر إليه، ومنع المقاتلين الفلسطينيين الذين انتقلوا إلى أسلوب حرب العصابات من الوصول إلى دفاعات الجيش في القطاع، لكن هذا "وضع صعب على قواتنا".
يختم أشكنازي: "سبق أن كنّا في فيلم جمود فكري قبل أكثر من 20 عامًا. كان هذا عندما غرق الجيش "الإسرائيلي" في المُستنقع اللبناني لمدة 18 عامًا. الآن نحن في غزة منذ 445 يومًا، وبدأنا نشعر بأننا نغرق في مستنقع غزة والجمود الفكري حيال المستقبل".
العهد