kayhan.ir

رمز الخبر: 199631
تأريخ النشر : 2024December23 - 19:53

العد التنازلي لارهاب على الموضة

 

بعد اقل من اسبوعين على سيطرة  الجماعات المتطرفة والمسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام على الاوضاع في سوريا، وتغيير نبرة الخطاب الموجه من قبل شخصيات لم تألف الحالة المدنية في ادارة المجتمع، حتى وان تمظهر قادتها بلبوس حضري لاخفاء اسقاطات الفكر المتخلف الذي عشش في ذهنيات قولبت الاسلام في الغزوات وحولت رسالة النبي محمد (ص) الذي هو رحمة للعالمين الى نهج قطاع طرق، نشهد بروز اعتراضات في نقاط مختلفة في سورية. فبعد ان اختطفت قوات مرتبطة بهيئة  تحرير الشامل عشر فتيات في مدينة ادلب، ثارت جموع لها صلة  قرابة بهؤلاء  السيدات مهددين الجولاني انه اذا لم يتم اطلاق سراحهن فوراً سيلجأون للقوة. كما وخرجت  في مدينة حلب وبالتحديد دوار "سعد الله جابري" تظاهرات مشابهة، يطالبون بتحرير المختطفين وذويهم من عصابات تحرير الشام، وهم يحملون صور المعتقلين ومرددين شعارات معادية للجولاني.

فيما افادت اخبار ان لجان تابعة لألوية الجولاني نقل اكثر من 1900  من الجنود السوريين الذين تم استلامهم من الجانب العراقي في معبر القائم نقلوا بباصات، مما اثار ذويهم وهددوا بالتظاهر في ثماني بلدات في حلب واللاذقية وحمص لمعرفة مصير ابنائهم،  كما وسجلت قرى في ريف جبلة بالمنطقة الساحلية حالات احتجاج جراء  استهداف العلويين في قرى شمال اللاذقية وخطف نسائهم واطفالهم وذبح رجالهم من المزارعين، فهددوا بحمل السلاح بعد أن انذروا الادارات الخاصة في العمليات المشتركة ثلاثة ايام للاستجابة  لمطالبهم والذي صدر من ثلاثة شيوخ من الطائفة العلوية. فالجماعات المتطرفة تلعب على الوتر الطائفي وتكرس الخوف في نفوس  الاقليات من مسيحيين، وعلويين، ودروز، واكراد ان طريقة تشكيل الحكومة الانتقالي يشي بان هيئة تحرير الشام قد وزعت المناصب والحقائب الوزارية على اتباعها حسب الولاء وليس الكفاءة، بطريقة المكافآت والمنح والغنائم دون مراعاة شرائح واسعة  من الشعب وهذه بداية غير مشجعة. وقد تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع  فيديو لمستشار الجولاني "عبدالرحمن فتاحي" من دمشق، يترحم على قادة التنظيمات الارهابية، ويشيد بزعيم تنظيم القاعدة السابق "اسامة بن لادن" و"ايمن الظواهري" و"ابومصعب الزرقاوي". هذه الممارسات دفعت عدداً  من الشباب "المجتمع المدني" يوم الخميس الماضي لوقفة في ساحة الامويين بالعاصمة دمشق داعين الى الحوار والمشاركة الفاعلة وعدم الاقصاء ومطالبين بمؤتمر وطني وتشكيل لجنة من الكفاءات لرسم خارطة لدستور ديمقراطي مؤسساتي يضمن حقوق المواطن. فحالة التململ هذه ستؤدي الى حراك شعبي، إلا ان العمل الفردي لا يفضي لشيء وينبغي  ان تتحرك الاهالي ككتلة واحدة بوعي مترابط، لاسيما في ظل وجود قوى دولية متعددة تملك جيوشاً لا تسمح لاي تململ يصل الى الانفجار، بعد ان سمحت السلطات الجديدة في سورية انها غير قادرة على خوض اي مواجهة لا مع "اسرائيل" ولا مع عصابات داعش، وهذا يعني اعطاء تصريح للقواعد الغربية الاطلسية احتواء الساحة باكملها، بعد استبدال القواعد العسكرية الروسية باخرى اطلسية. وليس بعيداً عن هذا المخطط، ما يصدر عن اطراف دولية واقليمية بالضغط على الحكومة العراقية. اذ تلقت اكثر من مرة طلبات لحل "الحشد الشعبي" وتسليم الفصائل المسلحة سلاحها للدولة. كما ويصب في نفس الاتجاه الزيارة التي قام بها ممثل الامم المتحدة في العراق "محمد الحسان" الى المرجع الديني الاعلى في النجف "آية الله العظمى السيد السيستاني" بهدف الطلب منه اصدار فتوى لتفكيك "الحشد" الذي تأسس بفتوى منه او دمجه مع الوزارات الامنية ليرفض الاخير استقباله وهو بمثابة الرفض لذلك الطلب. فالفصائل المسلحة الموجوة في العراق قضية داخلية وان وجودها مرهون بوجود الاحتلال. ولعل البلسم على الجراح الذي تعاني منه الامة  اليوم هو ما وجه به سماحة قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي خامنئي حين قال؛ :"ان الاحداث  في سوريا ستؤدي الى ظهور مجموعة من الشرفاء الاقوياء لان ليس لدى الشاب السوري ما يخسره، وما عليه فعله هو الوقوف بكل قوة واصرار لمواجهة من صمم هذا الانفلات الامني ومن نفذه، وبالتاكيد فان مستقبل المنطقة سيكون افضل". مؤكدا سماحته على صلابة وقوة المقاومة بعد مواجهة الازمات التي عصفت بها، كما حصل لحزب الله اللبناني الذي نهض من قلب التهديدات والانفلات الامني في  الثمانينات واصبح اكثر قوة واقتداراً وهذا هو حال المقاومة اليوم ايضا.

ان من يقرأ ساحة تحرك جبهة المقاومة سيدرك جيداً ان التعويل على وعي الشباب  اليقظ  الذين يصفهم القرآن "انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى"، فالنموذج الحي امامنا اليوم في اقصى  الجنوب اليمن وما ادراكم ما اليمن بتسطيرها اول امس ملحمة في افشال هجوم اميركي بريطاني على صنعاء، واستهداف حاملة الطائرات "يو اس اس هاري اس ترومان" وعدد من المدمرات التابعة لها، واسقاط طائرة "اف 18" لتؤكد القوات المسلحة اليمنية استعدادها للتصدي  لاي حماقة اميركية بريطانية اسرائيلية.