الخارجية السورية: مجزرة تدمر ماكانت لتحصل لولا الدعم المقدم للإرهابيين
دمشق- وكالات-: أكدت وزارة الخارجية السورية في رسالتين متطابقتين إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة الاثنين، أن الاعتداءات التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في سوريا ما كانت لتحصل لولا الدعم السخي الذي تقدمه أنظمة إقليمية ودولية، في مقدمتها السعودية وتركيا وقطر و”اسرائيل” في ظل تعام وتواطؤ من بعض الدول الغربية، التي دعمت هذه التنظيمات للنيل من سوريا وإضعاف دورها.
وأضافت الخارجية السورية أن الإرهابيين من قتلة التاريخ والحضارة يستمرون في ارتكاب جرائمهم بحق سوريا شعبا ودولة، حيث قام ما يسمى تنظيم "داعش” الإرهابي باقتحام إحدى أقدم مدن العالم مدينة تدمر التاريخية، ليعيث فيها كعادته خراباً وينشر الخوف والرعب في نفوس المواطنين الآمنين، ويرتكب المجازر المروعة بحق أهالي المدينة العزل، فقد ذبح الإرهابيون عند سيطرتهم على مدينة تدمر عشرات المواطنين المدنيين الآمنين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ومنع الإرهابيون من قطعان "داعش” آلاف المدنيين من مغادرة مدينتهم التاريخية، واقتادوا الكثير من العائلات والشباب إلى أماكن مجهولة وما زال مصير هذه العائلات غير معروف، وأشارت الخارجية إلى أن هذه الأعمال الإرهابية ما كانت لتحصل لولا استمرار تقديم بلدان معروفة لديكم أشكال الدعم كافة للتنظيمات الإرهابية التكفيرية، وأوضحت الوزارة أن مجزرة تدمر البشعة تأتي تتمة لما قامت وتقوم به هذه التنظيمات الارهابية المسلحة منذ بدء الأزمة السورية، من جرائم ضد الإنسانية وتدمير ونهب ممنهج لمواقع التراث العالمي في سوريا، وختمت الوزارة بدعوة مجلس الامن والامين العام لمنظمة الامم المتحدة لاتخاذ التدابير الرادعة بحق التنظيمات الارهابية والدول الداعمة والراعية لها ولاسيما تلك الانظمة القائمة في كل من تركيا وقطر والسعودية والاردن وبعض الدول الغربية الأخرى، استناداً إلى قرارات مجلس الامن ذات الصلة.
وكان تنظيم "داعش” الإرهابي قد ارتكب مجزرة مروعة بأهالي مدينة تدمر راح ضحيتها أكثر من 250 شخصاً ذبحاً بالسكاكين، كلهم من المدنيين.
هذا وكشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن وجود اتفاق مبدئي بين أنقرة وواشنطن لتقديم دعم جوي لفصائل مسلحي المعارضة السورية "المعتدلة” التي تتدرب في تركيا، وقال في مقابلة أجرتها معه جريدة "صباح” إن مسلحي المعارضة السورية المعتدلة الذين يتم تدريبهم في ثكنة "بختيارأيدن” قرب مدينة كرشهير الواقعة وسط الأناضول سيحظون بدعم جوي.
وتجاهل رئيس الدبلوماسية التركية الإجابة عن إمكانية استخدام الطائرات المقاتلة بدون طيار، المتواجدة في قاعدة "إنجرليك” لهذا الغرض، مكتفيا بالقول: "هناك اتفاق مبدئي لتقديم الدعم الجوي، أما كيفية تقديم هذا الدعم، فتلك تفاصيل تعني الجيش”.
وقال جاويش أوغلو إن بلاده تنتظر الحل السياسي من خلال برنامج تدريب المعارضة المعتدلة، مضيفا "هجمات داعش والنظام مستمرة حتى الآن، لذلك كان لا بد من إعادة التوازن العسكري على الأرض عبر إحداث تفوق عسكري وهذا ما يهدف له البرنامج”.
ورأى وزير الخارجية التركي في خطط إقامة منطقة حظر الطيران والمنطقة العازلة جزءا من الحل على المدى البعيد، وأنها أيضا تهدف إلى توفير السلامة للقوات التي سيتم تخريجها من برنامج تدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة.
ويهدف برنامج التدريب الأمريكي ـ التركي لقوات المعارضة السورية التي توصف بالمعتدلة، إلى تخريج نحو 15 ألف مقاتل، وفيما تصر واشنطن على أن تقتصر مهمة هؤلاء على محاربة داعش، تلح أنقرة على أن ينخرط أيضا المسلحون الذين سيتم تدريبهم في القتال ضد قوات الحكومة السورية.
واكدت مصادر سورية معارضة تقيم في الغرب ان هجوم المجموعات الارهابية المسلحة على مدينة ادلب وريفها المستمر منذ شهر تقريبا تم تنسيقه وإقراره أثناء زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية مطلع شهر نيسان الماضي واجتماعه مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وكبار المسؤولين السعوديين.
وذكرت المصادر عينها ان السعودية مولت كل تكاليف الحملة العسكرية في ادلب وريفها وتكفلت بتجهيز وتسليح جيش الفتح الذي أسس من قبل جبهة النصرة بشكل أساس وبعض المجموعات التكفيرية الاخرى وتضيف المصادر ان تركيا تكفلت بتأمين الممر الامن والدعم اللوجستي للمجموعات المسلحة التي تقوم بالهجوم منذ شهر اذار الماضي وتشير الى ان عدد مقاتلي جيش الفتح المستحدث بين اربعة آلاف وخمسة آلاف مسلح مزودين بأسلحة حديثة ومدربين بشكل جيد في تركيا وتقول المصادر نفسها ان غرفة عمليات مركزية في تركيا تدير هجوم جيش الفتح في جبل الزاوية وريف ادلب وسهل الغاب في ريف حماه المحاذي للريف الادلبي وتضيف ان السعودية تشتري صور من أقمار صناعية خاصة لمصلحة غرفة العمليات هذه.