الذباح الداعشي قائدا لسوريا
كتب المحرر السياسي
التطورات المتسارعة التي حدثت خلال الـ48 ساعة الاخيرة قبيل سقوط دمشق وتنحى الرئيس الاسد ومغادرته الى موسكو كانت مفاجئة للقريب والبعيد وكانت اشبه بالزلزال السياسي الذي ستصل ارتدادته لاحقا لدول المنطقة.
هذا التحول الاستراتيجي في العاصمة السورية حدث بشكل دراماتيكي قلب الكثير من الاوراق والتساؤل الى اين سيستقر الوضع في نهاية المطاف خاصة وان هذه المجموعات تنتمي لعشرات الاطراف التي ترعاها وتسيرها هذه الاطراف حسب مزاجها.
وبدخول المجموعات المسلحة الى دمشق وكل يختزن في ذهنيته مجموعة افكار ورؤى سياسية لادارة البلد قد لاتنسجم مع رؤية الاخر ومن هذا تنطلق شرارة الخلافات والصدامات. وبلا شك ان الوضع الجديد في سوريا يتبع ما يمليه عليه المشغل سواء الاميركي او الصهيوني او التركي وهو يستدير 180 درجة وهذا ما يتعارض تماما مع تطلعات الشعب السوري والتزاماته بالقضية المركزية ومحور المقاومة.
واليوم فان سوريا امام مساران مختلفان اما أن تذهب الى الفوضى والصطدام او ان ترضخ لموجة التطبيع التي فرضت على دول المنطقة.
غير ان كل المؤشرات تذهب الى ان الجولاني بماضيه الدموي والاسود كذباح في تنظيم داعش الارهابي وجرائمه الوحشية في العراق كمساعد للزرقاوي وتبنيه للنصرة ومن ثم لهيئة تحرير الشام كذراع للقاعدة والمصنفين على لائحة الارهاب والتي وضعت اميركا آنذاك لرأسه عشرة ملايين دولار كان من الممكن ان تلقي القبض عليه وهو في احدى دول الناتو لكنها تغاضت عنه طيلة هذه السنوات واذا به فجأة يظهر على شبكة الـ"سي ان ان" الاميركية بالبدلة المدنية وكأنه مناضل سياسي يحظى بمقبولية وهو يلمح بقبول تواجد القوات الاميركية في سوريا ويؤكد ان الوضع الجديد ليس ضد اميركا. اما ما حدث خلال 24 الماضية من اعتداءات صهيونية صارخة ضد المواقع العسكرية والقواعد الاستراتيجية في انحاء سوريا وتفرج النظام الجديد على ما يحدث من خروق صهيونية يدل على انها لا تكترث بما يحدث خاصة انه يتشكل من عشرات الفصائل المسلحة التي ترتبط كل منها بدولة معينة ومن الصعوبة جدا السيطرة على نوازعها لذلك يتطلب الحيطة والحذر في ظل خطوة يخطوها الحكم الجديد الذي يواجه اليوم صعوبات جمة في ادارة سوريا واولها التعامل مع الاطماع الصهيونية المستفيد الاول من التطورات في الشارع السوري على ان يدخلا في عملية مساومة للتراجع عنها مقابل التطبيع!
فالوضع السوري القادم يكتنفه الكثير من الغموض والتشتت ازاء المجموعات المسلحة ومطامع كل منها للاستحواذ على الفريسة وهذا ما انطلقت شرارته في اليوم الاول لدخول المجموعات المسلحة الى سوريا.
ففي صبيحة يوم الاحد دخلت مجموعة المدعو احد العودة من الفيلق الخامس في درعا التي كان لها وضع خاص وارتباط بالروس الى دمشق حيث سلمها الجلالي رئيس الوزراء صلاحيات ادارة الدولة الا ان الجولاني الذي اطلع عن الموضوع طلب من الجلالي ان يستمر في حكومة لتصريف الاعمال وان لا يسلم الصلاحيات الى شخص آخر.
وهذه هي البداية لانفجار انشقاقات بين الفصائل التي ستدخل فصل التناحر بالتاكيد.
لكن ما يتخوف منه اليوم الشارع السوري هو ما سيجري من سفك للدماء وموجة الانتقامات العشوائية التي سيقوم بها الارهابيون وما ستليه من كوارث وفجائع يتحمل مسؤوليتها من درب ومول وسلح هذه المجموعات الارهابية.