بوادر من يصرخ اولا
كتب المحرر السياسي
ما اعترفت مجلة "فورين افيرز" الاميركية هي رسالة مدوية ليس للكيان الصهيوني بل هو لقادة اميركا واوروبا اولا بان كل ما قدتموه للكيان الصهيوني من مال وسلاح ودعم على مختلف الاصعدة قد ذهب ادراج الرياح ولم يستطع الكيان من الوقوف بوجه حزب الله الذي يتمدد تدريجيا للقضاء على الكيان الصهيوني وازالة من خارطة المنطقة وعندما تؤكد هذه المجلة بان "حزب الله حركة متجذرة مع اغتيال قادتها تزدد رسوخا" يعني وبصريح العبارة انها باقية ما بقي الدهر وان الطرف الاخر هو الزائل".
فبعد ما يقارب الشهرين من هجومها الانتحاري على لبنان و45 يوما من الحرب البرية لازال هذا الكيان يرواح في مكانه ولم يحصل على شبر واحد بل من ارض الجنوب كل ما حصده من الحرب البرية المزيد من الخسائر والقتلى التي يتكتم عليها بسرية تامه وينشرها بشكل تدريجي وبعد فترة دون الاعلان عن الحقيقة.
ولا شك ولا ريب ان هذه الخسائر ولدت صدمة في الشارع الصهيوني خاصة المستوطنين الذين يزدادون خيبة من العودة الى مستوطناتهم في الشمال بل اكثر من ذلك يزداد يوميا عدد المشردين بسبب زيادة رقعة نار المقاومة الاسلامية واستهدافها لمزيد من المستعمرات في عمق الاراضي المحتلة وحتى المدن الاسرائيلية الكبرى كحيفا التي هي ثالث منطقة من حيث السكان.
وامام ضربات المقاومة الاسلامية القاتلة نرى العجز الاسرائيلي وهستيرية برفع منسوب الغارات الوحشية والتدميرية ضد المدن والقرى اللبنانية خاصة السكنية منها في وقت ان محور المقاومة وكافه جبهات الاسناد لم يتعرضوا لحد الان الى المناطق السكنية في الاراضي المحتلة وفقا لالتزاماتهم المبدئية والانسانية على نقيض من الطرف الاخر ومن يدعمه من الاميركان والغربيين الذين يوغلون في دم المواطنين الابرياء ويكشفون مدى بربريتهم ووحشيتهم وحقدهم نتيجة لعجزهم في الميدان.
وما يدل على ذلك هو ترويج الجانب الاميركي والاسرائيلي لاتفاق موقف اطلاق النار للتخلص من المأزق الكبير الذي يواجه جيش الاحتلال سواء في غزة او لبنان وهذا ما دفعه ليتقاطر الاميركيين والاوروبيين الى بيروت بحثا عن مخرج ينقذ الكيان الصهيوني من ورطته الحالية.
فوصول الموفد الاميركي هوكستين الى بيروت الاربعاء القادم والمدعوم ايضا من ترامب لايجاد وقت لاطلاق النار ويدلل على ان الكيان الصهيوني يواجه ازمات وصعوبات كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي لذلك لابد من انقاذه قبل ان ينزلق نحو الانهيار الحتمي.
فتحرك ادارة الرئيس بايدن في الدقيقة التسعين في ذلك الرئيس ترامب يدلل على ان الاوضاع في الكيان الصهيوني قد تخرج عن السيطرة خاصة وان بوادر من يصرخ اولا قد بانت.