شكر ممتزج بالعتاب
حسين شريعتمداري
1ـ نفت وزارة الخارجية الايرانية وبشكل قاطع اول امس ما تم تداوله من لقاء مندوب الجمهورية الاسلامية الايرانية لدى الامم المتحدة بمستشار ترامب "ايلون ماسك".
وضمن تكذيبه الخبر اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية، السيد "اسماعيل بقائي" ان هذا الادعاء مما اثارته وسائل الاعلام الاميركية، مستغربا منه. وشدد بان لم يحصل اي لقاء بين مندوب الجمهورية الاسلامية لدى الامم المتحدة السيد "امير سعيد ايرواني" مع مستشار "دونالد ترامب" الرفيع "ايلون ماسك".
2 ـ وكانت الصحيفة الاميركية "نيويورك تايمز" قد ادعت يوم الجمعة الماضية 15 نوفمبر بان الملياردير الاميركي المعروف "ايلون ماسك" وهو من الداعمين والمستشار المقرب لترامب قد التقى سراً السيد "امير سعيد ايرواني" وحصل في مكان سري واستمر لاكثر من ساعة، وجرى الحديث بخصوص سبل خفض التوتر بين ايران واميركا!
3 ـ ان هذا الخبر في حال صحته يمكن ان يكون اجراءاً خطراً ويعود بالضرر على الجمهورية الاسلامية الايرانية، ويصدع العزة واقتدار بلدنا الذي صار اقتداره مضرب مثل العالم، وسيؤدي للتشكيك به. من هنا كان المتوقع من وزارة الخارجية المحترمة ان تعلن عن موقفها مباشرة لما للامر من آثار مخربة، لاسيما وان الخبر قد تحول فوراً الى واحدة من الاخبار الاساسية لوسائل الاعلام العالمية المهمة، إلا انه وللاسف ان تكذب وزارة الخارجية المحترمة الخبر وبشكل قاطع بعد ما يقرب من 36 ساعة من نشره، وما طرأ بسببه من قلق في اوساط الشعب وسائر اصدقاء الثورة في المنطقة والعالم، والتكذيب وان جاء متأخراً ولكنه كان مفرحاً ويتوجب الثناء.
4 ـ ان صحيفة كيهان لم تستطع ان تبقى غير مبالية للخبر بالنظر لما اخذ من مساحة واسعة ومتشعبة من جهة ومن جهة ثانية لما للخبر من آثار مرة وخطرة، اذ في حال صحته لم تكن تمر منها الصحيفة مرور الكرام، وعلى ذلك اعترضت من خلال التقرير الاساس والعمود اليومي للصحيفة، وجاء الاعتراض في وقت لم يمر على اعداد التقرير وكتابة المقال الاساس للصحيفة اكثر من 12 ساعة من انتشار الخبر، وللاسف كانت وزارة خارجيتنا ملتزمة الصمت حيال الخبر. فيما كان رد مكتب السيد ايرواني في الاجابة على سؤال مراسل وكالة "تاس" قد افاد؛ "لن نطلق اي تصريح بهذا الخصوص"! بينما كان بالامكان وينبغي ذلك ان يتم تكذيب الخبر بقاطعية، فيما رد "ايلون ماسك" مستشار ترامب في اجابته على تساؤل مشابه من قبل صحيفة "نيويورك تايمز"؛ "نحن لا نبدي رأيا بخصوص محاضر الجلسات الخاصة التي عقدت او التي لم تعقد بعد"! ان مجمل الامور التي تمت الاشارة اليها، وهي تختص بشكل طبيعي بهذا الاستشفاف ان هذا اللقاء قد تم حصوله. بينما الكثير من المتأثرين بالغرب وادعياء الاصلاح (وهم من المقربين من الحكومة المحترمة)، قد اعلنوا بوله وسرور عن حصول هذا اللقاء، معتبريه الخطوة الايجابية لتعزيز العلاقة مع حكومة ترامب.
5 ـ وبالامس اعلنت وزارة الخارجية الايرانية في موقف وان جاء متأخرا، بتكذيب وقوع هذا اللقاء بشكل قاطع لتزيل كل القلق الحاصل، وهو ما يستحق الثناء، ولكن في نفس الوقت ينبغي القول ان التأخير عن الرد على الخبر المدمر لما يقرب من 36 ساعة لا يمكن ان يمر دون عتاب. ويحدونا الامل ان يأخذ مسؤولو بلدنا المحترمين "حرب الاخبار"، التي شنها الاعداء في الخارج واذنابهم في الداخل بكل ما يستطيعون من امكانات ضد نظام الجمهورية الاسلامية المقدس، على محمل الجد، وليطمأنوا ان التوضيح والتبيين في الوقت المناسب سيبطل سحر الاعداء ومؤامراتهم.