الى حوار يمني بدون الجلاد
دعت الامم المتحدة وبعد صمت قاتل على العدوان السعودي الذي قارب على الشهرين والمعاناة التي تحملها اليمنيون بحيث ان هذا العدوان الهمجي الغادر بحيث ان طائراته ليس فقط لم تترك معلما ولابيتا ولامعسكرا ولامطارا الا وطالته بحيث اصبحت هذه المواقع اثرا بعد عين بل ان الجريمة الاكبر من ذلك هو الامعان في قتل الابرياء من ابناء الشعب اليمني والتي طالت حتى الاطفال حديثي الولادة في المستشفيات بالاضافة الى النساء والاطفال مما عدتها بعض الاوساط الحقوقية والانسانية بانها جريمة من جرائم الابادة الجماعية.
الا ان صمود الشعب اليمني وعدم استسلامه وخضوعه وركوعه لارادة الجلادين سواء كان السعوديين ومن تحالف معهم من الدول الرجعية والمتخلفة او المأدجورين من السياسيين الذين يدعون انهم يمنيون والذين كان لهم الدور الاكبر في تنفيذ العدوان السعودي الذي قتل ودمر ابناء جلدتهم وهدم معالم الحياة في بلدهم.
هذا الصمود الرائع لابناء اليمن هو الذي افشل المخطط التامري السعودي وبنفس الوقت فرض على هؤلاء الجلادين الرضوخ والاستسلام لارادتهم وهو ماتمثل اليوم بالمسعى الذي يقوم به ممثل الامين العام للامم المتحدة في اليمن لعقد مؤتمر للحوار بين الاطراف اليمنية في جنيف بناء على طلب بان كي مون، والسؤال المهم هو من الذين ستجمعهم طاولة الحوار وعلى ماذا سيتحاورون؟.
اذا كان المطلوب من الحوار هو ايجاد مخرج للازمة اليمنية واعادة الحياة الامنة لهذا البلد فهذا بحد ذاته شأن يمني بحت، وهو مااتفقت ووقعت عليه الاطراف الوطنية اليمنية ضمن اتفاق السلم والشراكة الوطنية والذي اعتبره ممثل الامين العام للامم المتحدة السابق بن عمر خارطة طريق يمكن ان تدفع باليمن نحو الاستقرار، الا ان المفاجأة التي اثارت انتباه وتساؤلات الكثيرين هي انه وبعد ان تم الاتفاق والذي كان يتطلع اليمنيون من خلال تحقيقه الخروج من المأساة التي يعيشون فيها، نجد ان رئيس الجمهورية عبد ربه هادي قد فاجأ الجميع وبصورة غير متوقعة بنقض العهد واعلن استقالته وتبعه بعد ذلك رئيس حكومته مما عكس في اذهان المتابعين للشأن اليمني ان امرا ما قد دبر بليل وفي دوائر مظلمة لان لاتريد لليمن واليمنيون الامن والاستقرار، وطبيعي ان السعودية وبعض الدول الخليجية والاقليمية وواشنطن وتل ابيب قد كان لها الدور المؤثر في افشال مشروع السلم والشراكة الوطنية، وقد برز واضحا من خلال العدوان السعودي الغادر الذي اراد ان يغير المعادلة من خلال فرض القوة ولكن لم ولن يتسنى لهم ذلك رغم الضراوة القاسية التي استخدمت ضد ابناء الشعب اليمني الصابر.
ورغم كل ذلك فان دعوة الامم المتحدة للحوار في جنيف قد لاقت ترحيبا كبيرا من قبل اصحاب الارض وهم الحوثيون رغم كل ماوقع عليهم ليثبتوا ومن خلال ذلك انهم لايريدون ولايرغبون لبلدهم المزيد من الدمار واراقة الدماء التي تهرق ظلما وعدوانا على يد الجلادين من السعوديين ادعياء حماية الحرمين الشريفين زورا وبهتانا.
ولكن الحوثيين ايضا لايمكن ان يقبلوا ان يكون الحوار تحت طائلة الحراب والقتل والعدوان مما يفرض على الامم المتحدة ان توقف العدوان الهمجي الغادر اولا، ولايمكن كذلك ان يقبلوا ان يكونوا شهود زور ثانيا بتغاضيهم عن كل الجرائم التي ارتكبت بحق شعبهم من قبل الجلادين السعوديين ومأجوريهم من السياسيين العملاء الذين كان سببا في الازمة والذين لايمكن ان يكونوا جزءا من حلها .
لذا فقول نعم للحوار من قبل الحوثيين هو لاخراج البلد من ازمته الخانقة ولرفع حالة الحصار الظالم الذي لم يمارس على أي شعب في العالم، على ان يكون اتفاق السلم والشراكة الوطنية التي تسالمت عليه جميع الاطراف اليمنية خارطة طريق للحوار وان لايدع للسعودية التي اثبتت عداؤها للشعب اليمني ان تكون طرفا فيه، ليبقي الحوار يمنيا خالصا بعيدا عن المتامرين والجلادين لان اهل مكة ادرى بشعابها.