kayhan.ir

رمز الخبر: 196980
تأريخ النشر : 2024November05 - 20:30

جبهات الاسناد بين الواقع والطموح

 

يكفي ان ترجمت قوى المقاومة خلال اكثر من عام على حرب غزة مصداقيتها على ارض الواقع، بالرغم من كل الصعوبات التي واجهتها من الغريب والقريب، حتى بلغ الامر بالقاعدين الذين نأوا بأنفسهم عن حمل السلاح للوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في محنته، ان يطلبوا من المقاومة بجرد حساب لدعمهم للقضية، فانهالوا بالتشكيك وكيل التهم والاثارة المذهبية مركزين على الجمهورية الاسلامية الايرانية بما يخالف الواقع الذي اقرت به الجبهة الغربية ما يدل على حجم الانفصال عن الواقع. اذ ان الموقف الايراني ستراتيجي وثابت لم يتبدل وقد دفعت ايران اثماناً باهظة من اجل ذلك.

كما ان الموقف واضح وثابت بالنسبة لحزب الله وهو ما لا يزايد عليه احد بعد ان قدم الحزب الامين العام الشهيد السيد حسن نصر الله قرباناً للحق.

اما جبهة اليمن وما ادراك ما اليمن فالشعب يكابد ويلات الحرب والحصار إلا انه كسر قواعد الجغرافيا اذ تبعد اليمن 2000 كيلومتر عن فلسطين لكنها اطلقت شرارة العمليات منذ الثالث عشر من اكتوبر العام الماضي حين ارسلت سرب من الطائرات المسيرة على اهداف حساسة في ام الرشراش "ايلات"، حين حدد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي القاعدة الاساسية لمساندة غزة منذ الايام الاولى لعملية طوفان الاقصى، تحت شعار "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس". وفي آخر تصريح له قال السيد الحوثي: ان الصراع القائم في المنطقة ليس مجرد نزاع اقليمي بل هو جزء من صراع اوسع من اجل السيادة والكرامة في وجه استبداد العدو الصهيوني والداعمين الغربيين له.

والجبهة القريبة والمهمة هي جبهة المقاومة العراقية التي يراهن عليها الغرب كثيرا. فليس مصادفة ان يصرح مسؤول استخباراتي اسرائيلي سابق لقناة "سي ان ان" في الثاني من نوفمبر (السبت الماضي)، بانه؛ "يتوقع رداً ايرانياً عن طريق الميليشيات العراقية"، بالتزامن مع ارسال ممثل الامين العام للامم المتحدة ورئيس بعثتها في العراق (يونامي) محمد الحسان، واللقاء بالمرجع آية الله السيد علي السيستاني ويتم طرح موضوع حصر السلاح في يد الدولة، لكن سماحته اكد على منع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها.

فضمن المشروع الصهيوني الواسع لتفتيت المنطقة وادخالها في ما يراه العدو شرق اوسط جديد تحكمه "اسرائيل" ان يكون العراق ضمن بنك اهداف هذا الكيان الغاصب، لذا فان المقاومة هي الخيار والنهج بعد ان اكد نتنياهو انه ضد وقف اطلاق النار في غزة حتى القضاء على حركة حماس. من هنا نستقرئ معادلة هي ان طموحات جبهات الاسناد وان كانت بمستوى المسؤولية الا ان الواقع المحاط يفرض اجندته باستمرار. وبالتالي سيكون الثقل الاكبر منحصرا في الجمهورية الاسلامية الايرانية، كرائدة ـ منذ يومها الاول ـ الدفاع عن القضية الفلسطينية، بالرغم من المشاريع الغربية لكبح هذا التوجه، بفرض حرب لثمان سنوات والحصار الشامل على كافة المستويات الاقتصادية والتسليحية. فاضحت القضية الفلسطينية هي القضية الاولى لها، وتربت الاجيال على دركها وامتزجت في مخيلتها بالرغم من كل الحملات الاعلامية الشعواء لابعاد ابناء هذه الثورة وكوادرها عن فكرة الجهاد والشعور بمعاناة الشعوب المستضعفة، لا يجمعهم سوى الوفاء لقائد الثورة الاسلامية المعظم، والاحتذاء بايقونات العمل الجهادي كالشهيد قاسم سليماني.