kayhan.ir

رمز الخبر: 196698
تأريخ النشر : 2024November01 - 22:51

لا مفاوضات الا في الميدان

ليست المرة الاولى التي تطرح فيها صيغ الهدنة المؤقتة التي هي في الواقع مجرد خدع ليست الا، فالتسويف والمناورة التي تلعب عليها اميركا هو للاستهلاك الانتخابي وهكذا الاسرائيلي لمعرفة من يدخل البيت الابيض، ولا شك انها تفضل وصول ترامب. فقد سبق وان رفضت حماس قبل ستة اشهر الهدنة الموقتة التي طرحت حينها وهي تؤكد الهدنة الدائمة والانسحاب الاسرائيلي من غزة. وما كان لافتا هذه المرة ان يطرح الرئيس اليس هذه المبادرة والتي تضمنت هدنة مؤقتة لمدة يومين ومبادلة اربعة اسرى اسرائيليين باسرى فلسطين وقد اتت هذه المبادرة بعد 48 ساعة من مغادرة بلينكن وزير الخارجية الاميركي والتي كانت مهمته للاستهلاك الانتخابي وليس كما يروج دعائيا من اجل وقف اطلاق النار.

لقد اثبت الاحداث بالارقام والوقائع لا اميركا ولا الكيان الصهيوني يريدان تطبيق القرار 1701 لان هدفهما الاساس والمشترك هو القضاء على حزب الله كما حلما بذلك عام 2006 لايجاد شرق اوسط جديد واليوم يعاود نتنياهو الكَرة لولادة هذا الشرق الذي سيدفن معه بالتاكيد.

مناورة المبعوث الاميركي هوكشتاين الى لبنان ومساعيه المزيفة بانه يريد تطبيق القرار 1701 اصطدمت بالموقف المبدئي لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي طالبه بمصارحة نتنياهو بالموضوع لان لبنان لا مشكل لديه مع القرار المذكور فالكرة في ملعب نتنياهو اذهب اليه وحل النزاع.

هو كشتاين الذي ذهب الى "تل ابيب" ليحل المشكلة مع نتنياهو وبعود ثانية الى بيروت طار مباشرة الى واشنطن لانه عرف في قرارة نفسه انه لا يستطيع مواجهة الحقيقة وليس امامه من سبيل سوى العودة بخفي حنين كزميله بلينكن الى واشنطن. فلا مفاوضات بعد اليوم سوى في الميدان وهذا ما اكده سيد شهداء مقاومة طريق القدس السيد نصر الله قبل  استشهاده حين اكد بالحرف الواحد: "بيننا وبينكم الايام والليالي والميدان"

واليوم بدأ الميدان يفرض نفسه بامتياز في الجنوب اللبناني حيث بات جيش الاحتلال يستنزف يوميا وبشكل تصاعدي لا مثيل له حيث  فقد في شهر واحد اكثر من الف عسكري بين قتيل وجريح وقد دمرت له عشرات الدبابات والآليات وهذا لا يتحمله لذلك اوقف عملياته البرية للتغلغل في الاراضي اللبنانية فضلا عن الدور المصيري الذي تلعبه المسيرات وصليات الصواريخ المتواصلة وهذان الحدثان شكلا له صدمة وفشلا كبيرين انعكس عليه وعلى مجتمعه وزاد من هزيمته النفسية والايام القادمة ستكون اكثر ايلاما وهذا ما يبشر بالانتصار النهائي والقريب ان شاء الله.