الرمادي المعركة الفاصلة!!
تتجه اليوم انظار اعداء واصدقاء العراق الى ما ستؤول اليه الامور بالرمادي في الايام القادمة، فمن الطبيعي جدا ان حالة من القلق وعدم الارتياح تنتاب اعداء العملية السياسية العراقية الجديدة والذين سعوا وبكل ما يملكون من قدرات وامكانيات وما اتاحته لهم الحياة الديمقراطية من اجل الاجهاز على الوضع القائم والعودة بالاوضاع الى ما قبل 2003، ولكن لم يتمكنوا ان يحققوا هذا الهدف، لذلك لجأوا الى تحشيد المرتزقة خاصة فلول صدام المقبور وضمن مجموعات مسلحة معتقدين انها ستكون السلاح الامضى في الاجهاز على العملية السياسية، وقد تم دعم هذه المجاميع الاجرامية من قبل واشنطن بالدرجة الاولى بالاضافة الى بعض الدول كالسعودية وتركيا والاردن وغيرها والتي احتضنت السياسيين المعادين للعراق والعراقيين، واصبحت هذه البلدان قاعدة للانطلاق في تنفيذ مشاريع وصلت الى حد الدفع بالاوضاع الى المطالبة بتنفيذ مشروع اميركي ــ صهيوني يضع العراق في دائرة التقسيم لعدة معطيات واسباب واهية لا ترقى الى الحقيقة والواقع بشيء. وقد كان الارهاب والارهابيين هم الساعد الايمن الذي اعتمدوا عليه في تحقيق مأربهم الحاقدة واهداف اسيادهم البائسة.
ولكن وعي المرجعية الرشيدة التي كانت العين الحارسة على هذا البلد، بحيث تمكنت أن تقف كالطود الشامخ بوجه هذا المشروع الخطير من خلال دعوتها لابناء الشعب العراقي بالوقوف صفا واحدا في مقارعة الارهاب التكفيري المدعوم والمأجور، وقد كان لها ماأرادت من خلال اصطفاف والتحام ابناء الشعب العراقي الغيارى ضمن قوات الحشد الشعبي والتي تمكنت من تحقيق الانتصارات المذهلة بحيث دفعت الخطر الداهم الذي كان يتهدد المدن المقدسة بالدرجة الاولى ومن ثم العاصمة واستطاعت ان تقطع دابر وتحطم تلك الامال التي كان يحملها بعض سياسيي داعش وغيرهم بتغيير المعادلة وبالصورة التي رسمت في دوائر استخبارات عالمية واقليمية.
وقد كانت الانتصارات التي تحققت في تكريت هي الرسالة القوية الفاصلة التي اوضحت للجميع بان العراق لايمكن في يوم من الايام ان يقع ضمن مسطرة التقسيم، الا ان الاطراف المعادية المأجورة لم تكف ولم تعتبر من انتصارات معركة تكريت بل اخذت تحاول وبتجميع قواها الظلامية والتكفيرية الارهابية محاولة منها لتهديد العملية السياسية من جديد، وذلك من خلال فتح الابواب لداعش من ان يتمدد في محافظة الانبار وعلى مرأى ومسمع من ما تسمى بقوات التحالف وغيرها من القيادات العسكرية الفاسدة التي آثرت الهروب وتسليم المواقع الواحدة بعد الاخرى متأملين بتحقيق هدف اعداء العراق التي ذكرناها انفا،وبعد هذا الخرق الامني المتعمد والمدفوع الثمن بدأت المطالبات الكاذبة والزائفة من بعض الاطراف السياسية العميلة المأجورة من الحكومة انقاذ الانبار واشترطت لذلك رفضها مشاركة ابناء العراق الغيارى قوات الحشد الشعبي في تحريرها.
ولما اوغل الارهابيون في دماء الابرياء من ابناء الرمادي وعجزت كل العشائر والقوات المتواجدة هناك من الوقوف بوجه الزحف الدموي القادم، وجدوا انفسهم مضطرين ان يلتجأوا للاحتماء ودفع هذا الشرر القادم بالطلب من الحكومة العراقية بالسماح لابناء العراق الغيارى من قوات الحشد الشعبي للمشاركة في تحرير مدنهم لانهم يدركون جيدا انه القوة الوحيدة القادرة على قهر ودحر الارهاب والارهابيين وكسر شوكتهم.
وما يمكن الاشارة اليه ان واشنطن وبلسان سفيرها في بغداد حاولت وضع الاشتراطات قبل موافقة الحكومة العراقية على هذا الامر. الا ان قيادة الحشد الشعبي قد ردت وبقوة رافضة الاشتراطات الاميركية ومطالبة بان لا يكون أي دور لواشنطن في عملية التحرير وان يبقى هذا التحرير عراقيا بحتا وبيد ابناء العراق فقط.
ويدرك الاميركيون وحلفاؤهم وكل العملاء في الداخل العراقي من السياسيين وغيرهم ان عملية تحرير الرمادي ستكون الفاصلة بل والقاصمة وانها ستقطع ليس فقط دابر الارهاب في العراق بل انها ستقضي على مشروع اميركي- صهيوني خطير كان يراد له ان ينفذ في المنطقة وان تكون بوابته بغداد.
لذا فان ابناء الحشد الشعبي والمقاومة الاسلامية وكل القوى الوطنية العراقية والقوات العراقية ستندفع وفي ساعة محددة وقد تكون قريبة جدا في انطلاقة قوية لتلقين داعش ومن يدعمه درسا قاسيا بحيث لايمكن ان تقوم له قائمة بعد اليوم.