kayhan.ir

رمز الخبر: 195065
تأريخ النشر : 2024October04 - 20:50

جمعة النصر

لكل حدث عصيب وخطب جلل، رجال تنعقد فيهم الامال وعليهم التكلانه. فالامة تمر اليوم بأوقات يعز فيها المخلصون الاوفياء، من نذروا أنفسهم لحمل هموم المظلومين المستضعفين وتقويم عودهم كي يثقوا بقدراتهم وأحقية قضيتهم.

الحديث التاريخي لسماحة قائد الثورة آية الله السيد علي الخامنئي خلال امامته لصلاة الجمعة امس في طهران، احيى في نفوس  الشعوب الاسلامية طراً الأمل المندثر في ثنايا  الوقائع التي تنشب أوصالها، فعز الصديق وضاعت صولة الطريق.

وما عرف عن سماحة القائد حكمته في معالجة أوجاع الاُمة وتشخيصه للداء قبل وصف الدواء. لذا عمد في اوحد حديثه على تاكيد وحدة الامة كمحور أساس منه تكتمل اللبنات الاخرى الواحدة تلو الاخرى. فأشار الى ان سر الوحدة يكمن في الوعي واليقظة لما يفعله الاعداء بزرع الفرقة في صفوف الامة، هذا ما تركز عليه وسائل الاعلام الذيلية التي باعت شرفها لاجل  حفنة من الدولارات. اذ قامت بدق اسفين الخلاف  وهو ما ينطلي على السذج من الناسن بان القضية لا تخص اهل لبنان ولماذا يزج الشهيد سيد المقاومة اللبنانيين في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، فما كان من الشهيد إلا والاصرار على وقف العدوان على غزة كشرط لا مهادنة فيه لكي يوقف جهاد المقاومين ضد جيش الكيان الصهيوني. فلم يتمكن العدو من مواجهة ثبات المقاومين  فلجأ الى اساليب شيطانية بعيدة عن قواعد  الاشتباك في كل العالم، وبعد كل هجوم اجرامي على المناطق الآهلة بالسكان يتبجح بانتصاراته.

غير ان سماحة الامام القائد عرج على دور الغرب في دعم الكيان الصهيوني لابقاء الآلة الحربية المحرمة دولياً كعصاً ضاربة يقصد منها حفظ تواجده في المنطقة قبل كل شيء ومن ثم غيصال الاوكسجين لكيان الاحتلال وانعاشه بالتنفس الاصطناعي ليستمر في اشعال الحروب لتصريف مبيعاتهم من الاسلحة وبالمقابل امتصاص طاقات دول المنطقة وابتلاع خيراتها. الا ان ضربات المقاومة المستديمة دون هوادة  بقيادة رجال  نذروا انفسهم كشموع تنير درب الجهاد. هذه الضربات الموجعة ارجعت الكيان المحتل ـ حسب سماحة القائد ـ الى سبعين عاما للوراء، فلم تغنه كل التقنية الحديثة.

وعكف سماحة القائد خلال خطبته الثانية بالعربية، على وصف الشخصية العظيمة للشهيد السيد حسن نصر الله بالقول؛ "ارتأيت ان يكون تكريم اخي وعزيزي ومبعث افتخاري والشخصية المحبوبة في العالم الاسلامي واللسان البليغ لشعوب المنطقة ودرة لبنان الساطعة سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، في صلاة جمعة طهران".

وختم سماحته خطبته بمخاطبة الشعب اللبناني والفلسطيني مواساة لفقد  قادة المقاومة حين قال: "يا اهلنا المقاومين في لبنان وفلسطين. هذه الشهادات وهذه الدماء المسفوكة لاتزعزع عزيمتكم بل تزيدكم ثباتاً... فالمقاومة في المنطقة لن تتراجع بشهادة رجالها والنصر سيكون حليفها".

وكان مسك ختام خطبة الجمعة، الاشارة الى ان المشكلة الاساس في المنطقة هي تدخل الاجانب فيها، والعامل الاساس للحروب وانعدام الامن والتخلف هو الكيان الصهيوني وحضور الدول التي تدعي انها تسعى الى احلال الامن والسلام في المنطقة.

أجل هكذا تورث الرسالة السمحاء الخاتمة لخطاب السماء، كبقائها ومقاليد خلودها، رجالاً عطفوا رقاب المحنة وظلامية الفتنة، فحتى اذا استيأست الامة من خلاصها برزت تخاطبها في كينونة ضميرها وشغاف  قلوبها بأن الارض لن تترك دون مخلص ينقذها شر الشياطين.