القلمون بداية نهاية النكبة الكبرى
معركة القلمون الفاصلة وان كانت تدور رحاها في الاقليم الجغرافي السوري ــ اللبناني الا ان ابعادها ونتائجها وتأثيراتها تتخطى البلدين بل المنطقة ايضا ومن ثم الساحة الدولية لان القوى التكفيرية والداعشية في منطقة القلمون مرتبطة بسلسلة طويلة من القوى الارهابية الموزعة اليوم في عموم المنطقة ثم تمتد الى القارتين الافريقية والاسيوية خاصة في باكستان وافغانستان وهذا يدلل وبدون شك ان من يغذي ويدير وينسق ويبرمج لعمل هذه القوى وفي هذه الساحات هي جهات دولية واقليمية ومن السذاجة ان يتصور احد ان كل هذا الذي يجري في المنطقة وخارجها هو من فعل وامكانات مجموعات مسلحة تعمل هنا وهناك.
ان هذا الاخطبوط الشائك من القوى التكفيرية والداعشية المنتشرة على هذه الرقعة الواسعة والتي تبيت لنكبة كبرى تحضر للعالم الاسلامي من قبل الاستكبار العالمي بقيادة اميركا، هي في ا لواقع مجرد اداة للتنفيذ ولم يكن لديها أي فيتو على ما يصلها من اوامر رغم قساوة ودموية ما تقدم عليه ولو كان الامر غير ذلك لتصرفت بطريقة اخرى ولم تغلق جميع الابواب امامها.
فيما اذا كانت لديها خطةعمل للتعايش مستقبلا مع هذه الشعوب.
لذلك فان معركة القلمون استراتيجية بكل ما للكلمة من معنى لانها تؤسس للقضاء على القوى التكفيرية والداعشية التي جيء بها من ادنى الارض الى المنطقة وقد ظهرت آثارها وبركاتها وهي لازالت في بداية المشوار رغم ما حققته من انتصار ميداني كبير وهزائم مدوية للقوى التكفيرية وخاصة "جبهة النصرة" التي عولوا عليها كثيرا ومولوها لاسقاط دمشق وارعاب لبنان لتغيير الخارطة السياسية، لكن النتائج
جاءت معاكسة تماما واصيبت كل الدوائر المشبوهة سواء الدولية اوالاقليمية اوبعض ذيولها في لبنان بالدوار لكن كلا حسب حجم تورطه وردود فعل هذا الانتصار عليه.
واولى هذه الجهات والاكثر تضررا وقلقا هي الكيان الصهيوني الذي يقدم الخدمات اللوجستية والطبية لهذه المجموعات المسلحة املا بالصمود وافشال هذه العمليات، لانها تدرك قبل غيرها ما سيجلب عليها هذا الانتصار من ويلات وهزات تمهد لزواله واول ما يرتسم امامه بعد انتصارات القلمون، معركة الجليل القادمة التي اشار اليها قبل عامين سيد المقاومة باننا اذا ما دعت الحاجة سندخلها والاسرائيلي قبل غيره يعرف جيدا ان معركة الجليل بالنسبة لمعركة القلمون مجرد نزهة لا اكثر. فوعورة سلسلة جبال القلمون الشديدة واراتفاعها عن سطح البحر لا يقارن بالجليل وهذا ما يرعب الصهيوني عمليا لانه يلامسها وليست مجرد فكرة تخطر على باله.
اما البعد الدولي لهذا الانتصار المدوي قبل ان نأتي على الصغار في المنطقة، ما توقف عنده الرئيس الاميركي اوباما امام من استدعاهم الى منتجع كامب ديفيد حيث قال وبعد اقل من 48 ساعة من بدء عملية القلمون والتي لم تظهر بعد نتائجها بتلك الصورة بل استقصاها من الاقمار الاصطناعية بانه "لاحل عسكريا في سوريا". وهذا درس يجب ان يستوعبه هؤلاء الصغار الذين يريدون تقليد الكبار في التفنن بانواع الجريمة والبطش والارهاب والاعتداء على الشعوب لإخضاعها، لكن انتصارات القلمون المدوية سلبت النوم من عيونهم خاصة المثلث السعودي التركي القطري الذي لم يبخل بشيء يقدمه للمجموعات التكفيرية للوصول الى اهدافه المشؤومة وها هو اليوم بات مرعوبا مخذولا مفلسا لايدري ما العمل خاصة وان الاسياد اقروا بالهزيمة قبله والانكى من ذلك تركوا ايتامهم في الساحة اللبنانية الذين ورطوهم في الفضيحة وعروهم امام جمهورهم، عرضة لاشد الانتقادات لدرجة لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم لانهم دافعوا بشكل مستميت عن "داعش والنصرة" الارهابيين على انهم ثوار مع انهم حتى اليوم يحتلون ارضا لبنانية ويحتجزون ابناء الجيش اللبناني كرهائن وكم قتلوا منهم ومن الشعب اللبناني.
ان معركة القلمون الفاصلة والاستراتيجية والواسعة والتي لم تنته بعد ستؤتي اكلها باذن الله وستثلج صدور ابناء الامة لانها ستدفن مشروع النكبة الكبرى الذين خططوا لها للايقاع بالعالم الاسلامي وتدميره وما النصر الا من عندالله.