kayhan.ir

رمز الخبر: 195047
تأريخ النشر : 2024October04 - 20:46

لنكن للظالم خصماً وللمظلوم عوناً

العملية الصاروخية الستراتيجية "الوعد الصادق 2"، لم تكن انفعالية كما تروج لها وسائل الاعلام المعادية وتحاول شخصنة مسارها لتمييع ردود الافعال وتداعياتها على الساحة الاقليمية  وفي اوساط ابناء المقاومة الاسلامية بالذات.

فهي من الناحية القانونية حق طبيعي في الدفاع المشروع وفقاً للمادة 51 من ميثاق الامم المتحدة، بعد شهرين من ضبط النفس على الهجوم الارهابي الاسرائيلي بقتل الشهيد اسماعيل هنية في طهران.

واقتصرت الضربة على القواعد العسكرية والامنية للكيان الصهيوني، مثل؛ مقر الموساد وقاعدة نفاتيم الجوية والموقع الرئيس لمقاتلات F35، وقاعدة حتسريم الجوية والرادارات الستراتيجية.

المسألة المهمة التي واكبت العملية ما شهدته العديد من المدن والعواصم العربية والاسلامية من احتفالات شعبية بالضربة الايرانية لكيان الاحتلال. كما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بردات فعل الشارع الفلسطيني واللبناني، فكانت فرحة لا توصف بضخ الامل بالحياة والاخذ  بالثأر من الصهاينة. اذ صدحت حناجر اهالي غزة بالتكبيرات والتهليلات مستقبلة سقوط الصواريخ الايرانية واشتعالها في كل مدن فلسطين المحتلة بالتعبير بالفرح  بان هذا الرد قد اعادهم الى ايام العز على امل يقيموا العرس الاكبر بتحرير القدس الشريف وجميع الاراضي المحتلة. فيما باركت الفصائل  الفلسطينية عملية اطلاق الصواريخ، فيما اكدت حماس "ان هذه الضربات... هي السبيل الوحيد لردع الكيان المجرم بعد ان صمت العالم أجمع على جرائمه... لقد اثلجت  عملية الوعد الصادق 2 بعضا من قلوب الملايين من الاسر الفلسطينية  واللبنانية التي اكتوت باجرام العصابة الحاكمة في تل ابيب... اننا نبارك الايدي التي صنعت تلك الصواريخ واطلقتها، ونبارك للقادة الشجعان الذين اتخذوا هذا القرار الشجاع، ووجهوا ضربة هي الاولى من نوعها لهذا الكيان الغاصب... ونتوجه بالتحية الى قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي والى قادة الحرس الثوري في ايران على قرارهم الجريء والشجاع في دك حصون الكيان الصهيوني...".

وهكذا تكون الضربة قد اسقطت موجة التشكيك التي تم الترويج لها على نطاق واسع من قبل  العدو الصهيوني وادواته المأجورة والمعادية للمقاومة بتخلي ايران عن حزب الله وان ايران ليس لها الاستعداد بالرد على اغتيال هنية وسماحة السيد حسن نصر الله، بينما لم تكن المرة الاولى التي تشن فيها ايران هجوماً مباشراً بالصواريخ على الكيان الصهيوني. ففي نيسان الماضي نفذت هجوماً بالصواريخ والمسيرات على اهداف عسكرية داخل اسرائيل رداً على قصف القنصلية الايرانية في دمشق.

ان الرد الايراني جاء دعماً  ومساندة لجبهات المقاومة ولتطرح معادلة جديدة في الاشتباك  من خلال الرد على كل عدوان بعمل عسكري يوازي او يزيد على حجم العدوان الصهيوني مما يعني استمرار ستراتيجية الاستنزاف العسكري وتحويله الى نهج دائم تفرضه جبهة المقاومة، وبذلك يتم افشال المخطط الاميركي الصهيوني، وان زمن العربدة والهيمنة الاميركية في المنطقة قد ولى الى غير رجعة.

ان واحدة من آثار الحملة الصاروخية الايرانية انها برهنت للعالم مدى خواء الادعاءات الصهيونية بانها تمتلك رابع اقوى جيش في العالم، وان حكومتها حكومة مصطنعة ليس لها قوام دولة تديرها مؤسسات رصينة وانما هي عصابة اجرامية قد ادمنت القتل  والتعسف وهي فاقدة للتحضر والتمدن لذا لا تريد لسائر الدول في المنطقة ان تعيش بأمان. ويكفي لاثبات ذلك ما صرح به ضابط في السي آي ايه بان ايران تقاتل بشرف اذ لم تستهدف البنى التحتية الاقتصادية ولم تصيب المدنيين. بينما استخدم العدو لقتل شخص واحد 85 الف كيلوغرام من القنابل، الحاملة لمواد كيماوية لتسبب في استشهاد 400 مدني بريء، ليسجل العدو ذلك انه عمل بطولي تفتخر به. ويكفي هذا الامر لمعرفة مدى ضراوة المعركة وانها تحتاج لرجال اشداء خبروا القتال من اجل احقاق الحق ونصرة المظلوم.