kayhan.ir

رمز الخبر: 194894
تأريخ النشر : 2024October01 - 20:14

لا خوف على المقاومة من بعدك يا سيد المقاومة

 

حسن لافي

كيف يمكن لـ "إسرائيل" حسم الصراع وإعادة ترتيب المنطقة بحسب المصالح والمخطط الإسرائيلي وهي ما زالت غير قادرة على حسم جبهة غزة ولبنان، بل تنتظرها حرب استنزاف طويلة أثبتتها حرب غزة الأطول في تاريخ الصراع.

إقدام "إسرائيل" على اغتيال سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العامّ لحزب الله، بكلّ ما يحمله السيد نصر الله من رمزية لدى محور المقاومة وجماهيريها وداعميها في كل بقاع الأرض، لهو تحدٍ كبير ليس لمحور المقاومة وحسب بل لفكرة المقاومة ضد "إسرائيل" والمشروع الأميركي في المنطقة بذاتها، لذلك سرعان ما أطلقت "إسرائيل" اسم "ترتيبات جديدة" على عملية اغتيال السيد نصر الله، ظناً منها أن غياب السيد نصر الله وما سبقته من ضربات تلقّاها حزب الله فتحت الطريق مجدداً أمام مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي أفشله حزب الله تحت قيادة السيد نصر الله، رحمه الله، في حرب تموز 2006، وبعدما ساهم حزب الله بإفشال المؤامرة الكونية على سوريا من أجل تقسيم وتفتيت المنطقة  وزراعة التكفيريّين والحرب الذهبية بها، وكان أيضاً سماحة السيد حسن نصر الله، رحمه الله، العنوان الأبرز في تلك الانتصارات.

فهل حقاً اغتيال سماحة السيد حسن نصر الله أزال العقبة أمام "إسرائيل" وأميركا لترتيب الشرق الأوسط من جديد؟ وجعل "إسرائيل دولة" الاحتلال كياناً طبيعياً في جسد المنطقة؟

لا أحد ينكر أن سماحة السيد حسن نصر الله، رحمه الله، مثّل رمزية كبرى للمقاومة ضد المشروع الصهيوني الأميركي في المنطقة العربية والإسلامية، وأن استشهاده يعدّ ضربة قوية لجماهير المقاومة في كل مكان ولقواعد حزب الله بالذات، ولكن هناك بعض الحقائق التي يجب الإطلال عليها قبل الإجابة عن تساؤلنا الرئيسي، أهمها:

أولاً، المقاومة فكرة بلورت مشروعاً من أهم أسسه الاستمرارية، ولذلك رغم الفقد والحزن لقادة المقاومة إلا أن استمرارية المشروع ليست مرتبطة بالأشخاص مهما كانت مواقعهم التنظيمية، قد يتعثّر المشروع قليلاً لكن سرعان ما ينهض بسرعة من كبوته، وحزب الله أضحى نموذجاً جيداً للتدليل على ذلك. فبعدما اغتالت "إسرائيل" الأمين العام السيد عباس الموسوي عام 1992، في محاولة منها لتدمير حزب الله، تلقّت "إسرائيل" كابوسها الأخطر عليها على مدار أكثر من ثلاثين عاماً السيد حسن نصر الله، رحمه الله.

ثانياً، حزب الله تنظيم يستند على قاعدة شعبية كبيرة، وهرميّة تنظيمية عريضة، ونخبة قيادية  واسعة على مستويات العمل التنظيمي كافة، ولديه هيكل ونظام داخلي واضح ومؤسسات حركية مبنية على فكر المؤسسة وليس الفرد الواحد، وبذلك يمكن للحزب على مستوى الهيكل التنظيمي ملء أيّ فراغ يحدث بداخله، وخاصة أن حزب الله كتنظيم يقاتل "إسرائيل" منذ ما يقارب 40 عاماً، وهو معتاد على تغطية الاستنزافات البشرية التي ترافق عمله الجهادي، قد يكون الأمر صعباً نفسياً على قواعد حزب فقدان رجل بحجم ورمزية سماحة السيد نصر الله، رحمه الله، لكن على المستوى العملياتي التنظيمي الأمور ستكون أكثر سلاسة.