جبهات الاسناد تضيق الخناق في غزة
عملية يوم الاربعين التي نفذتها المقاومة الاسلامية في لبنان في الـ 25 من آب والتي لم تتضح معالمها في ذلك اليوم، كانت ضربة استراتيجية ومن العيار الثقيل جدا حيث اخترقت صواريخ المقاومة الاسلامية سماء "تل ابيب" واستهدفت مقر الوحدة 8200 الاستخباراتية في قاعدة "غليلوت" وقاعدة "عين شيمر" السريتين واصابتهما اصابة دقيقة ومباشرة لدرجة ان العدو لم يستطع التكتم على اصل الضربة لكنه تكتم على خسائرها التي كانت ماحقة ومؤذية له وادخلت الحكومة الاسرائيلية الى غيبوبة دامت عدة ساعات حتى خرج نتنياهو رئيس الوزراء ليتحدث الى الاعلام قائلا: "باننا لا نريد حربا ولا نريد تصعيدا واذا كان حزب الله قد اكتفى بالضربة فلا نرد".
يومها استغرب الجميع من هذا التصريح وما يقصده نتنياهو في وقت كان يزمر ويطبل على طول الخط سنهاجم لبنان وسنفعل كذا وكذا. وكان ذلك اليوم فرصته التاريخية ليترجم اقاويله خاصة وان قلب "تل ابيب" قد ضرب بالصميم وهو يعرف مدى الانتكاسة التي مني بها لذلك تهرب من الرد وقد اعترفت وسائل اعلام العدو يومها بان "مؤسسة استراتيجية امنية وسط اسرائيل".
ومرت الايام وتتكتم "اسرائيل" على خسائرها البشرية وحتى المادية الى ان سربت مصادر امنية اوروبية للميادين بان خسائر "اسرائيل" في عملية يوم الاربعين في قاعدتي "غليلوت وعين شيمر" كانت 22 قتيلا و74 جريحا في وحدة 8200، طبعا وفقا لهذه المصادر التي لم يعرف بعد اسباب وابعاد تسريب هذه الخسائر وما تنطوي عليها من رسائل وهي بالتاكيد تحذيرية للكيان وحماته تعبر عن مدى هشاشة "اسرائيل" وضعفها وانهيارها، اذا ما فتحت حرب الشمال على مصراعيها فيما شككت مصادر اخرى بان يكون الرقم الحقيقي للخسائر كما اعلنته المصادر الاوروبية ان لم يكن مضاعفا، لان اطلاع الرأي الصهيوني على حقيقة ما يجرى على الارض سيضاعف الهجرة المعاكسة ويوجه ضربة قوية للاقتصاد الاسرائيلي المنهار اساسا.
فاميركا ومنذ عملية "طوفان الاقصى" التي كُشفت "اسرائيل" على حقيقتها هي من تدير دفة الحكومة والحرب وان نداءاتها الظاهرية بمطالبة الكيان بعدم المغامرة وعدم توسيع الحرب في الجبهة الشمالية. بانها مجرد شماعة للتغطية على الكيان وعدم قدرته على المواجهة في هذه الجبهة لان ثمنها سيكون باهظا جدا ليس للكيان فقط بل حتى لاميركا.
ومن الايحاءات الاميركية الاخرى للهروب من المواجهة التي يحاول الكيان جر واشنطن اليها هو سحب حاملة طائراتها وسفنها الحربية من المنطقة حفظا لماء وجهها لانها حتى اليوم ورغم كل الدعم السخي العسكري وغير العسكري الذي قدمته وتقدمه اميركا عجز الكيان الصهيوني ان تحقيق اي من اهدافه في غزة المحاصرة وهو سيتنزف كل يوم وتتصاعد حسائره عسى ان يحقق مكسبا سياسيا من خلال ايغاله من الاجرام والقتل والتدمير لكن هيهات ان يحقق ذلك لان هزيمة المقاومة في غزة ممنوع ويجب تضييق الخناق على الاحتلال في غزة من خلال جبهات الاسناد التي خططت لما يجب ان تقوم به من ادوار رسمت على عاتقها.